أشاد عدد من الخطاطين والتشكيليين بالوعي المتجاوز والاستشعار العميق لأهمية ترسيخ وتأصيل الهوية الوطنية، التي يعد الخط واللغة العربيان إحدى ركائزها الأساسية، وتفعيلها في السياق المعاصر والمتسارع كما حدث في مبادرة ختم عام الخط العربي على جوازات القادمين إلى المملكة، مؤكدين على أن مثل هذه المبادرات كفيلة لأن تخلّد في الذاكرة المجتمعية والمشهد الثقافي؛ اعتزازنا بالموروث العربي الأصيل. لغة خالدة تحدث -رئيس نادي الخط العربي بمركز جدة للفنون البصرية، الخطاط التشكيلي- سعود خان عن المحصلة الإيجابية لتعاون الجهات الحكومية في هذا الجانب وقال: "هذا التعاون يعزز الهوية الوطنية عبر أهم أدواتها وهي اللغة، وأهم مستهدفيها وهم الشباب، من خلال إبراز الخط العربي وجمالياته، والتي ابتدأت بالتعاون مع وزارة الرياضة في حملة تعريب الأسماء على قمصان اللاعبين لكونها الرياضة الأكثر تأثيراً على فئة الشباب، والتعاون مع المديرية العامة للجوازات لعمل ختم خاص لعام الخط العربي، ترسيخاً لهوية الحرف العربي في ذهنية المجتمع وزوار المملكة من خلال الشعار المعتمد لهذه المناسبة". مشيداً بقرار تمديد عام الخط العربي، وواصفاً إياه بالخطوة المُباركة التي تصب في مصلحة كل الخطاطين ليؤكدوا للعالم اعتزازنا برمزية الحرف العربي، والذي أعطى العام ديمومة ذات قيمة عالية تضمّنه فعاليات وورش تستهدف جميع شرائح المجتمع، ليتمكن الممارسون والمهتمون بالخط العربي من نمذجته عربياً وعالمياً. توهج لغوي ومن جانبه، عبر الخطاط خالد سليمان عن نجاح فكرة التعاون بين وزارة الثقافة والجهات الحكومية لتعزيز حضور الخط العربي بكافة القطاعات الحكومية والخاصة والمحافل المحلية والعالمية، وأضاف: "تعاون الوزارة مع مديرية الجوازات ووضع شعار هذا العام (عام الخط العربي)، الذي أبدع في بنائه الخطاط فهد المجحدي تصميماً وكتابة؛ يعد من أهم الأعمال وأروعها، والتي ستجعل هذه المبادرة تصل إلى أكبر شريحة ممكنة سواء من داخل المملكة أو خارجها". مؤكداً بأن من أهم المبادرات التي أُطلقت في العام 2020 هي تسميته بعام الخط العربي، واحتضان الحرف العربي من باب الحرص على الموروث الذي يحمل في طياته أبعاداً دينية وتاريخية وجمالية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ستعيد لأذهان الناس وهج الفن الجميل الذي ابتعدوا عنه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على فناني الموروث العريق الذين بذلوا الكثير من الوقت والجهد والمال في خدمة هذا الفن والإرث العظيم. تغذية جمالية وعدّت الفنانة التشكيلية لبنى باحيدره فكرة توحد رؤى الكيانات الحكومية لتعزيز هويتنا العربية في جميع المجالات، وإبراز جماليات الخط العربي، بالوعي الكبير لأهمية موروثنا العربي الأصيل، الذي سيكون له مخرجات مجتمعية وثقافية، وقالت: "وجود ختم لعام الخط العربي يسمح بخلق ذائقة وخيال أكبر، ويفتح آفاقاً للعديد من الأشخاص حول العالم لتغذية أعينهم بجماليات الخط العربي وتفاصيله، كما أن رؤيتهم له سيطور من خلفيتهم الثقافية تجاه لغتنا، وتجعلهم يرون الأمور بمنظور مختلف عن العادة، كما تترك فيهم انطباعاً جميلاً عن تراثنا وثقافتنا الغنية، التي من أبرزها الجماليات الكتابية المتمثلة في خط الثلث وغيره من الخطوط العربية". خالد سليمان لبنى حيدر سعود خان