تترقب الأوساط الاقتصادية في الداخل والخارج الفرص الاستثمارية التي سوف تحتضنها الرياض ويفصح عنها في وقت قريب، بعد إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس الماضي عن استراتيجية جديدة للعاصمة، تجعلها ضمن 10 مدن اقتصادية في العالم. وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أعلن عن الاستراتيجية كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، خلال حديثه مع السيناتور ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار في جلسة حوار بعنوان "مستقبل الرياض". وقال ولي العهد: "كل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكّنات لخلق وظائف وخلق نمو في الاقتصاد وخلق استثمارات وخلق العديد من الفرص، لذلك ننظر للرياض بعين الاعتبار." ومازال حديث ولي العهد له أصداء واسعة في الصحف الغربية، التي توقعت بأن العاصمة السعودية ستشهد تحولات ومشاريع نوعية قريبة، تترجم ما أعلنه ولي العهد من تطلعات بأن تكون الرياض مدينة اقتصادية عملاقة، قادرة على اجتذاب رؤوس الأموال إليها، فضلاً عن قدرتها على استيعاب 20 مليون نسمة بدلاً من 7.5 ملايين نسمة. ويتوقع أن تكون الفرص التي ستعلن عنها المملكة لتطوير الرياض.. نوعية وضخمة في البرامج والأهداف، وأيضاً في آليات التنفيذ، فضلاً عن كونها ستكون شاملة لكل القطاعات الاقتصادية، التي تحقق تطلعات رؤية المملكة 2030. ووصلت أصداء حديث ولي العهد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي ضجت بآلاف التغريدات، تخيل أصحابها المشهد الذي ستكون عليه الرياض في 2030، وأكدوا أن المدينة ستكون جاذبة لرؤوس الأموال المحلية والعالمية، مشيرين إلى أن خطوات رؤية 2030 كبيرة ومتلاحقة، ستثمر عن عهد جديد للمملكة وعاصمتها الرياض، وستجعل السعودية مركزاً للاقتصاد العالمي في وقت قريب جداً. ولم ينس المغردون أن يوجهوا الشكر لولي العهد على هذه الاستراتيجية، وأكدوا سعادتهم بها، واستعدادهم الانخراط في أي أعمال يكلفون بها من أجل نهضة المملكة. وبرز مشروع الرياض الخضراء الذي بات مشهداً واضحاً لسكان العاصمة وزوارها.. كأحد مكونات رؤية العاصمة لتكون مدينة للحياة والاستدامة البيئة.. وتشمل أعمال مشروع "الرياض الخضراء" الذي انطلقت المرحلة الأولى منه قبل شهر رمضان الفائت.. تشجير المحاور الرئيسة في العاصمة بطول 180 كيلومترا لزراعة 50 ألف شجرة، و100 ألف شجيرة، تشمل: طريق الملك سلمان، وطريق الملك خالد، وطريق الملك فهد، وطريق المطار، وطريق مكةالمكرمة، والطريق الدائري الشمالي، والطريق الدائري الشرقي. "الرياض" وقفت على هذه المحاور لتنقل صورة الإنجازات التي تحققت في أقل من عام.. ويترقب سكان العاصمة التأثير البيئي الجمالي والمجتمعي والاقتصادي لمشروع الرياض الخضراء الذي يستهدف زراعة 7.5 ملايين شجرة خلال عشر سنوات، ورفع نسبة المسطحات الخضراء من إجمالي المساحة المطورة للعاصمة من 1.5% إلى 9.1% عام 2030، ومعدل مساحة المسطحات الخضراء لكل فرد من 1.7 متر مربع للفرد إلى 28 مترا مربعا. ويسهم مشروع الرياض الخضراء في حال اكتمال مراحله في زيادة نسبة المساحات الخضراء من 1.5 % إلى 9% بما يعادل 541 كيلومترا مربعا، وإعادة استخدام المياه المعالجة من مرافق معالجة الصرف الصحي الخام، التي يتم هدرها في الأودية حالياً، مما يسهم في رفع معدل استغلال المياه المعالجة لأغراض الري في المدينة من 90 ألف متر مكعب حالياً، إلى أكثر من مليون متر مكعب يومياً عبر إنشاء شبكات جديدة لهذا الغرض، كما سيتم استخدام المياه الرمادية في الجوامع والمساجد (مياه الوضوء النظيفة) المنتشرة داخل الأحياء بعدد 9000 موقع. يشار إلى أن مشروع "الرياض الخضراء" يتواءم مع أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال الوصول إلى مجتمع ينبض بالحياة، وتصنيف الرياض لتكون أميز المدن في جودة الحياة والعيش على مستوى العالم، وتحقيق استدامة بيئية، وزيادة المساحة الخضراء للعاصمة، وارتفاع نسبة استخدام مياه الصرف المعالجة التي كانت تهدر دون فائدة، وتحسين مؤشر ازدهار المدن، إضافة إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية لسكان العاصمة، وزيادة معدلات المشي، للأفراد بما يعادل ستة الآف خطوة يومياً. طريق الملك سلمان طريق الملك خالد طريق المطار الدائري الشمالي طريق الملك فهد