أعرب عدد من المحللين والمستثمرين في سوق الأسهم السعودي عن رضاهم حيال أوضاع السوق خلال العام المنصرم 2020، وأكدوا بأن السوق استطاع تعويض جميع خسائره التي مني بها خلال النصف الأول من العام متأثرا بجائحة كورونا وتبعاتها على آسواق الطاقة والاقتصاد عالميا ومحليا والتي أفقدته حوالي 40 % من قيمته، ليعاود التحسن وتعويض تلك الخسائر خلال النصف الثاني بنسبة تجاوزت 3%، وأشاروا إلى أن هذا الآداء الجيد يدفع للتفاؤل بشكل كبير تجاه أحوال السوق خلال هذا العام 2021م، في ظل التوقعات بمزيد من نمو الطلب والانفتاح كلما اقترب العالم من نهاية جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية. وقال عضو لجنة الأوراق المالية في غرفة تجارة الرياض خالد الجوهر، ل "الرياض" إن آداء سوق الأسهم السعودي وقيمة مؤشره والشركات القيادية فيه وحتى المدرجة كان متميزا خلال العام الماضي واستطاع السوق تعويض الخسائر التي طالته خلال الربعين الأول والثاني من العام 2020 والتي ناهزت 40% من قيمته نتيجة لظروف جائحة كورونا وما ترتب عليها من إغلاق للأنشطة التجارية وإجراءات احترازية إضافة إلى تأثر أسواق الطاقة وتراجع أسعار النفط، وفعلا استجاب السوق للمؤثرات الإيجابية خلال الربعين والثالث ليستعيد خسائره ويحقق نموا بمعدل يناهز 3% مع نهاية العام. وأشار خالد الجوهر، إلى أن التحسن الجيد الذي طرأ على السوق وعلى آداء الشركات المدرجة مع نهاية العام كان نتيجة لتفاؤل المستثمرين تجاه اقتراب نهاية جائحة كورونا وتجاوز تأثيراتها السلبية وهم مستمرون في تلك النظرة الإيجابية حيال أحوال السوق في العام 2021، خصوصا وأن عموم المؤشرات ترجح قرب نهاية جائحة كورونا وعودة النشاط ونمو الطلب والحاجة. بدوره قال رئيس المركز الخليجي للاستشارات المالية، محمد بن فهد العمران، إن التفاؤل حيال أوضاع سوق المال السعودي خلال العام 2021م، وتحقيقه لمكاسب إضافية يعم الجميع، وبدعم من قوة الاقتصاد المحلي والذي يتوقع له مواصلة النمو بمستويات تفوق معدلات نموه خلال العام 2019م، وزيادة الإنفاق الحكومي، وأيضا بوجود انخفاض في أسعار الفائدة، فتوقعنا بأن نرى السوق في مسار تصاعدي خلال العام الجاري وطبعا لا يمنع ذلك من حدوث فترات مستقطعة لجني الأرباح. بدورها تناقلت مختلف وسائل الإعلام حديثها عن تميز سوق الأسهم السعودية خلال عام 2020، كأفضل أداء وسط بورصات الشرق الأوسط في عام عصفت به الجائحة، وذلك بدعم من تعاف لأسعار النفط وقوة التدفقات، وكانت أسهم الشرق الأوسط قد نزلت بما بين 13 بالمئة و36 بالمئة في الربع الأول من العام، إذ زادت المخاوف من ركود عالمي نتيجة انتشار كوفيد-19 وحرب أسعار نفط بين المنتجين الكبيرين السعودية وروسيا، وعوضت الأسواق بعضا من خسائرها على خلفية دعم اقتصادي من الحكومات وتعافي أسعار النفط وإحراز تقدم على صعيد تطوير لقاحات لكوفيد-19. وقال جنيد أنصاري القائم بأعمال رئيس استراتيجية وأبحاث الاستثمار في كامكو إنفست "التوزيع العالمي للقاحات وعملية التطعيم في منطقة مجلس التعاون الخليجي ستعطي المستثمرين مزيدا من الثقة"، وقال أيضا "تعافي أسعار النفط الخام إلى مستوى حوالي 50 دولارا للبرميل دعم المؤشر السعودي في النصف الثاني من 2020". وقال جويس ماثيو محلل الأبحاث لدى المتحدة للأوراق المالية "وضع الأسواق الناشئة وإتاحة شركات بحجم وانكشافات على قطاعات مختلفة جذبا الأجانب، في حين قدم المستثمرون من الأفراد ومن المؤسسات المحلية للسوق السعودية سيولة كانت في حاجة شديدة إليها"، و"عوضت أسهم دبي الخسائر المبكرة، إذ استفادت من مسألة إعادة الفتح. لكننا لم نشهد بعد التعافي الكامل لقطاعات رئيسية من الاقتصاد من مشكلات الجائحة". خالد الجوهر محمد العمران