استبعد عدد من المحللين والمستثمرين في سوق الأسهم السعودي تكرار سيناريو الانهيار الذي عاشه السوق يوم الأحد 26 فبراير 2006 م، مشيرين إلى أن كثيرا من مصابي فوبيا ذلك الانهيار هم من يسوق لذلك، وأكدوا أن لكل وقت ظروفه ومسوغاته وأن الإجراءات التنظيمية واللوائح التي واظبت هيئة سوق المال منذ تلك الواقعة على إقرارها والعمل بها نقلت السوق إلى مصاف الأسواق العالمية المستقرة، وهذه المكاسب التي يحققها هي نتائج مستحقة ومنطقية نتيجة للتدرج في عودة الاقتصاد التدريجية لطبيعته وظروف أخرى ملائمة وليست جولات مضاربيه كبيرة وفقاعات مضللة، ونصحوا المستثمرين خصوصا الأفراد في السوق بالتوازن والعقلانية في استثمارهم واختيار ما هو مناسب حسب القطاعات والشركات المستقرة، ويشهد السوق استمرارا في تحسن الأداء والجاذبية منذ بدء نهاية الحظر الاحترازي ضد جائحة كورونا وبدء تدرج عودة الحياة لطبيعتها حيث سجل في جلسة يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 أعلى إغلاق منذ 8 أشهر عند 8322 نقطة بتداولات تبلغ نحو 14،7 مليار ريال. وقال عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض، خالد الجوهر، ل»الرياض «إن الأسواق لا تتشابه ولكل وقت ظروفه ومسوغاته وحال أسواق المال بالمملكة حاليا تختلف عنها في 2005 و2006، وما يحدث اليوم في سوق الأسهم السعودي هو السير نحو عودة الأوضاع إلى طبيعتها التي خالفتها بضغط من تأثيرات جائحة كورونا وتبعاتها على الاقتصاد المحلي والعالمي ويدل على ذلك أن مؤشر السوق السعودي كان متجاوزا ل9000 نقطة في الشهر السادس من 2019 ثم تراجع إلى مستويات منخفضة بين 5و6 آلاف نقطة، شأنه شأن غيره من أسواق العالم كالسوق الأمريكي الذي تراجع من 29000 نقطة إلى حدود 17000 وعاود الرجوع إلى مستويات 28000 وأعلى. وقال خالد الجوهر، إن كان هناك خطأ يمكن الإشارة إليه في الوقت الراهن فهو توجه بعض المضاربين إلى شركات ليس لها نمو أو ربحية ويتآكل رأسمالها ومحاولتهم جذب بعض الأفراد نحوها، في حين أن السوق يزخر بالفرص في القطاعات القيادية كالبنوك والبتروكيميائيات التي مازالت تتداول دون قيمتها الحقيقية، وبالتالي مطلوب من المستثمرين خصوصا الفرادى في السوق التوازن والعقلانية في استثمارهم واختيار ما هو مناسب. وتوقع الجوهر، أن يواصل السوق تحسنه كلما اقتربنا من عودة الحياة والأنشطة الاقتصادية لطبيعتها دون تأثير لجائحة كورونا، وأن يتجاوز مؤشر السوق 9000 نقطة نتيجة لتوفر الجاذبية والقدرة على استقطاب السيولة. بدوره أكد رئيس المركز الخليجي للاستشارات المالية، محمد بن فهد العمران، على استبعاد تكرار سيناريو انهيار 2006 الذي كان قاسيا على المستثمرين في السوق إلا في حال ظهور مؤثر قوي - لا سمح الله - كانهيار أسعار النفط لمستويات قياسية أو تفاقم شديد خارج عن السيطرة بالنسبة لجائحة كورونا، مشيراً إلى عدم استبعاد حدوث حالات تصحيحية إيجابية مطلوبة لكي يعاود السوق بعدها الصعود للمستويات الملائمة. وقال محمد العمران، إن السوق حاليا يعيش وضعه الطبيعي في مسار تصاعدي بدأه منذ أربع أشهر لتعويض ما فقده نتيجة لتأثيرات جائحة كورونا وتبعاتها على مختلف القطاعات الاقتصادية سواء المحلية منها أو العالمية. وكان مؤشر السوق السعودي جلسة يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 على ارتفاع بنسبة 0.8 % عند 8322 نقطة (+ 66 نقطة)، مسجلا أعلى إغلاق منذ نحو 8 أشهر، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 14.7 مليار ريال، ووصل صافي مشتريات الأجانب عبر الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الأسبوع المنتهي في 10 سبتمبر 2020، قد بلغ 506 ملايين ريال، وشهدت أولى بداية جلسات سوق الأسهم السعودي لهذا الأسبوع يوم أمس الأحد 20سبتمبر 2020م استمرارا في تحسن السوق وسجل مؤشره 8، 357.61 نقطة عند الساعة 2 ظهرا قبل وقت الإغلاق المعتاد عند الساعة الثالثة. خالد الجوهر محمد العمران