بخطوة إضافية دعمت رصيدها الدولي المتعاظم، قادت المملكة الدول العشرين للإقرار بضرورة إيجاد حلول طويلة الأجل لمعالجة إجراءات التأهب للجوائح العالمية وسد ثغراتها والاستجابة لها، بما في ذلك إطلاق مبادرة إنشاء الوصول لأدوات مكافحة الجوائح، دون الركون فقط للدعم المالي، الذي يكفي كدور تتولاه أي دولة مانحة وقت الضوائق والأزمات. هذه الريادة، مضافاً إليها كل النشاطات السعودية التي سبقت قمة الرياض للدول العشرين وتزامنت معها.. رسمت استحقاق المملكة للإشادة الدولية التي تم تضمينها في البيان الختامي لقمة العشرين التي انعقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الحادي والعشرين من نوفمبر 2020، كمؤشر تاريخي على ذلك الاستحقاق. نجحت المملكة في التحدي الكبير، وأخذت بأيدي قادة العالم ليكونوا صناعاً للحلول المستقبلية دون الانكفاء على الجوائح والأزمات الراهنة وحدها، مثلما نجحت في تمهيد الأرضية لنجاح كل الملفات التي كانت محل اهتمام أقوياء العالم العشرين.. ليكون الختام قمة ناجحة كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها. هي المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة قمة الدول العشرين، وكما تفضل خادم الحرمين الشريفين في خطابه للقمة فقد كانت "المرة الأولى التي تشرفت فيها المملكة بتولي رئاسة مجموعة العشرين، وإن كان عاماً مليئاً بالتحديات الكبيرة، إلا أننا، وبدعمكم، قد تمكنا من الارتقاء لمستوى التحدي". ولعل هذا النجاح لم يكن ليتحقق إلا بذخيرة متراكمة من المعرفة والإعداد والاستعداد، إذ ظلت المملكة جزءاً فاعلاً في حراكها الإقليمي والدولي بكل ما يخص العالم، واحتلت موقعها المتقدم ضمن أقوى عشرين دولة من حيث الاقتصاد، ولديها إرث ثري بالخبرات في الإعداد للقمم واستضافة الزعماء، كما أنها تسبق كل حدث بما يستحقه من نشاطات رديفة تكمل ملامح الإعداد وتعد طاولة البحث لتكون واضحة البرامج جلية الأهداف. والصورة لها جوانب متوهجة الإشراق، فقيادة المملكة التي يقف على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يساعده ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ظلت تحظى باحترام العالم كله، سواء في معالجة الأزمات الاقتصادية، أو مكافحة الإرهاب بكل أشكاله، أو الوقوف بحزم ضد كل ما يهدد أمن إقليمها الذي يشكل العمود الفقري لأمن العالم بأكمله. وبهذه السمة تمهدت الأرضية لتحقيق النجاحات سواء لقمة العشرين التي شهدتها الرياض ونجحت أيما نجاح في استضافتها افتراضياً بسبب جائحة كورونا، أو في كل المحافل التي ارتادتها المملكة وكان لها شرف استضافتها والإشراف عليها. إن القلادة التي علقها زعماء الدول العشرين على صدر المملكة في بيان قمتهم بالرياض كانت شهادة دولية ستظل محفوظة لأرض الحرمين الشريفين وقيادتها الحكيمة، حيث جاء في البيان: "بصفتها عضواً في مجموعة العشرين ورئيساً لمجموعة العشرين هذا العام، فإن استضافة هذا التجمع رفيع المستوى يعد حدثاً تاريخياً للمملكة ويمثل نموذجاً للنتائج التحولية الجارية ل(رؤية السعودية 2030) والتي انعكست على رئاستها". هكذا يتبدى استشراف المملكة من خلال رؤيتها 2030 كتجربة يقف لها العالم تحية وتقديراً، باعتبارها معبراً لتواصل النماء والارتقاء بالوطن وإنسانه.. فينعكس ذلك بدوره على أدوار المملكة المستمرة بين أقوى دول العالم دعماً للسلام الدولي والاستقرار الاقتصادي العالمي والأمن بكل جوانبه الصحية والمعاشية والخدمية والإنسانية. نجاح قمة الرياض الذي شهد به العالم كان نجاحاً لمملكتنا الشامخة إرثاً وحضارة وخطى واثقة نحو المستقبل.. بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، وجعل الخير على يديهما مدراراً خيراً وعزة ونماء لأرضنا العزيزة وشعبنا الأبي.