الصالون الثقافي بنادي جدة الأدبي، أحد المنجزات الثقافية التي تحققت للمرأة المثقفة، والذي أصبح إحدى المنارات الثقافية التي أحدثت حراكاً ثقافياً في المجتمع النسائي، وحول هذا الصالون التقت "الرياض" بالأستاذة نبيلة حسني محجوب الأديبة والكاتبة ومديرة الصالون الثقافي في هذا الحوار: * من هي نبيلة محجوب؟ * هي امرأة تسعى لأن تكون جديرة بهذا الوطن كما سعت لأن تكون جديرة بأمومتها وإنسانيتها وفكرها وموهبتها. * كيف جاءت فكرة إنشاء الصالون الثقافي؟ * الفكرة انبثقت مع تولي مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة عام 2012م، برئاسة سعادة الدكتور عبدالله السلمي، لإحداث حراك ثقافي في المجتمع النسائي في مدينة جدة، لقلة أو انعدام اللقاءات الثقافية الخاصة بالمرأة في ذلك الوقت، رغم الحضور المشترك للمرأة في الأنشطة الثقافية في نادي جدة الأدبي، إلا أني لمست رغبة الكثيرات مثقفات وأكاديميات وسيدات مجتمع من مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية رغبتهن في حضور أنشطة ثقافية خاصة بهن، وهو أمر من حقهن نظراً للتوجه العام في المجتمع ومؤسسات الدولة المختلفة لترسيخ تلك الفكرة نتيجة الفكر المهيمن على الذهنية المجتمعية رغم محاولات التفكيك والدحض إلى أنه كان أقوى رسوخاً وتمكناً من محاولات مثقفين أو مفكرين زحزحته أو تخليص العقول من هيمنته، كان بحاجة إلى سلطة عليا وقرارات حازمة كما شهدناها في مرحلة الملك سلمان وولي عهده الشاب الطموح محمد بن سلمان، فجاء تحولنا من صالون ثقافي نسائي إلى صالون ثقافي، بحضور مشترك، أي أننا لم نخرج عن سياق المجتمع من البدء ولم نخالفه عندما التحمنا بالنسق الجديد في 2019م. * ما مردود الصالون على المرأة المثقفة؟ * لا أستطيع أن أجزم بحجم المكاسب الثقافية التي اكتسبتها المرأة من حضورها الصالون متحدثة أو منصتة ومتفاعلة بالمداخلات والأسئلة التي نوليها أهمية كبيرة، لكن أستطيع أن أجزم بأن الإقبال على حضور أنشطة الصالون ورغبة الحضور زيادة عدد الفعاليات بحيث تكون أسبوعية والشوق والشغف لبدء الفعاليات كل عام مؤشر قوي على المردود الثقافي الذي حصدته المرأة من الصالون الثقافي منذ انطلاقته حتى الآن. * ما دوره في المشهد الثقافي؟ * أحدث حراكاً في المشهد الثقافي، ونشأت العديد من الصالونات والمقاهي والكيانات الثقافية، في مدينة جدة وفي مدن أخرى، حتى أن بعض الأندية الأدبية في مدن أخرى حاولت تطبيق تجربة الصالون الثقافي النسائي لكنها لم تنجح كما نجح الصالون الثقافي بأدبي جدة. * خلال هذه الفترة من عمر الصالون، هل ترين أنه قدّم الرسالة التي أُنشئ من أجلها؟ * الكمال لله سبحانه وتعالى، وإذا أقنعنا أنفسنا بأننا قدمنا رسالتنا ستكون النهاية بل السقوط والفشل لصالون ثقافي يتقدم ويتطور من عام لعام، حتى وصل إلى هذا المستوى من القدرة والتمكن، أستطيع أن أدلل عليه بنجاح اللقاء الأول على منصة زووم في انطلاقة الصالون هذا العام 2020م، نتيجة الإجراءات الاحترازية لمواجهة كوفيد 19، حيث أذهلنا عدد الحضور الذي تجاوز الخمسين، وعدد مشاهدات اليوتيوب الذي بلغ المئات، بالإضافة إلى مداخلات الحضور من خلال الشات أو مداخلات مباشرة، لذلك رسالتنا تتجدد وينمو طموحنا مع نجاحنا من عام لعام، فلكل شيء إذا ما تم نقصان كما يقولون. * ما الدعم الذي يجده الصالون من النادي؟ * دعم غير محدود لله المنة والفضل، والفضل يعود إلى رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله السلمي وإلى أعضاء مجلس الإدارة والموظفين الجنود المجهولين خلف نجاح الأنشطة المختلفة، نقابل الدعم بمزيد من التدقيق في اختيار الموضوعات والمتحدثين والمتحدثات والتنويع في الفعاليات. * ما البرامج التي نفذها الصالون؟ * قدّم الصالون أنشطة مختلفة على مدى ثمانية مواسم ثقافية، بلغت "81" فعالية، منها "3" فعاليات كبرى في قاعة حسن شربتلي، كذلك تميز الصالون في انطلاقة موسمه الثقافي الثامن باحتفالية غنائية بمناسبة اليوم الوطني بحضور مشترك بعد تحول الصالون إلى فعالية مفتوحة للحضور المشترك واستضافة متحدثين بالإضافة إلى المتحدثات، كذلك أقام الصالون ندوة حول الأمن السيبراني بالشراكة مع جمعية حماية أدارتها م. رشا أبو السعود. يستعد الصالون هذا العام لموسمه الثقافي التاسع، بعد ثمانية مواسم ثقافية ناجحة موضوعاً وتقديماً وحضوراً، بدعم كامل من سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي. ما المشروعات المستقبلية للصالون؟ * بعد ثمانية مواسم ثقافية ناجحة موضوعاً وتقديماً وحضوراً، بدعم كامل من سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي، ننطلق في موسمنا الثقافي التاسع وفي عقولنا الكثير من الأفكار، وفي قلوبنا المزيد من الشغف والطموحات لمزيد من النجاحات والله ولي التوفيق. وتتكون لجنة الصالون الثقافي من: نبيلة حسني محجوب، مها مصطفى عقيل، إلهام محمد بكر، جواهر حسن القرشي، نورة باقادر العامودي، د. سعاد محمد جابر، د. إيمان مناجي أشقر.