حظيت الصالونات الثقافية النسائية في الفترة الأخيرة باهتمام كبيرمن قبل المنتمين للوسط الثقافي والاجتماعي، وذلك نظير الموضوعات المختلفة التي تقدمها السيدات أثناء اللقاء، ولما تتميّز به هذه الصالونات في سبيل خلق الحوار الناجح والتواصل الإيجابي مع مختلف شخصيات المجتمع النسائية، لتكون بمثابة المنبر الرئيس لتلاقي الفكر الثقافي ما بين مختلف الطبقات الاجتماعية.ونظرًا للدور الذي تشارك به الصالونات الثقافية النسائية في توعية المجتمع، وتسليط الضوء على أبرز الموضوعات الاجتماعية والثقافية، بمشاركة أبرز شخصيات المجتمع النسائي، نسلط الضوء في الأسطر التالية عن الصالونات الثقافية النسائية في جدة، وتجربتها المميزة في ذلك، ومنها الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي والذي ارتفعت أسهم إيجابيته مع تضاعف أعداد المشاركات في الحضور عن كل مرة. «الأربعاء» بدوره استطلع آراء مجموعة من السيدات حول هذا الموضوع. البداية مع مسؤولة الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي نبيلة محجوب والتي قالت: لا أجد مانعًا من مشاركة الرجل في الصالونات الثقافية النسائية، ولكن نظرًا لعدم وجود مساحة كافية للنساء بالصالون فقد تم الاعتماد على العنصر النسائي مما أكسبه طابع الخصوصية. وتضيف: وجود الرجل يثري اللقاء وهو شريك للمرأة في الإبداع، ولكن خصوصية المكان الحالي لا يسمح بدخول الرجل شخصيًا، ولكن كانت لي محاولات تجاه النادي بتفعيل مشاركة الرجل من خلال وجودهم في قاعة أخرى للاستماع للضيفة ومشاركتها الحوار والنقاش فيما بعد. كما أشارت إلى رغبة الكثير من السيدات على بقاء الصالون بشكله وبطبعه الخصوصي بعدم وجود الرجل كون ذلك يمنحهم الحرية في الحديث والتعبير. وأكدت محجوب على أن الحضور النسائي الكثيف للصالون الثقافي ما هو إلا دلالة على أننا مجتمعات محافظة ومرتبطة بالتقاليد، ولاشك بأن خصوصية الصالون في الوقت الحالي مرتبطة بالمكان، مشيرة إلى أن الصالونات النسائية التي سجلت حضورها في التاريخ كان الرجل مشاركًا فيها وحتى وإن لم يكن حاضرًا. من جابنها، أشارت غادة مفتي عضوة الصالون الثقافي النسائي، إلى أن حضورها الصالون كان على مرات عدة شهدت فيها تنوّع الحضور والموضوعات المصاحبة. وعن إمكانية المشاركة مع الرجل في الصالونات، قالت: لا أمانع ذلك في الحقيقة ولكن نجاح الصالون تميّز في الفترة الأخيرة لتحقيقه مبدأ الخصوصية النسائية، مما ساهم في إقبال الكثير منهن ومشاركتهن الحيوية بشكل فعال في الموضوعات المختلفة، مؤكدة بذات الوقت على أن الثقافة مشتركة بين الجميع ولا يمكن فصل طرفيها من المتابعين، ولتختم قائلة: اعتقد أنه بالإمكان حضور الرجال كمستمعين على الأقل أو أن يقوم المنفذون بنقل تلفزيوني للمتحدثة حتى يتمكن الكل من رؤيتها ومشاركتهم النقاش فيما بعد. وتؤكد الدكتورة أماني غازي (إحدى المشاركات في الصالون الثقافي) على أن الصالون الثقافي أصبح محل اهتمام الجميع نظرًا للموضوعات التي تطرحها السيدات والتي تجذب اهتمام الكثير من أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن الخصوصية مطلب مهم ورئيس في كل مكان، ومن الأفضل أن تبقى خصوصية الصالون كما هي حتى تتمكّن النساء من مناقشة أمورهن بكل سهولة بعيدًا عن التصنّع والتكّلف والخجل. ومن جانب آخر، تقول سعاد السلمي: شاركت في الملتقى الخامس بنادي مكة الثقافي الأدبي ببحث حمل عنوان «المرأة في العمل الثقافي مشاركة وفاعلة» وكان النادي الأدبي بجدة نموذجًا لذلك، وقد أظهرت إحدى نتائج البحث أن تجربة إقامة فكرة الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي فكرة صائبة وتخدم دور المرأة الثقافي والاجتماعي بنسبة بلغت 67% بحسب ما أشار إليه المشاركون والمشاركات في الاستبيان، لتضيف بقولها: وبالتالي يأتي هذا كتأكيد على دور المرأة الثقافي بهذا المجال. عن مشاركة الرجل في الحضور للصالونات، قالت: العمل الثقافي لا يقتصر على المرأة دون الرجل أو الرجل دون المرأة، فكليهما مكمل للفكرة، ولكن وجود الصالون النسائي بصفة الخصوصية يعطي المرأة مزيدًا من الثقة والقدرة على التعبير بشكل أفضل في بعض الموضوعات الخاصة التي تهم الشأن النسائي على وجه التحديد.