تابعت ردود أفعال النصراويين جراء الخسارة الدورية من الشباب سواء الإدارية الرسمية أو الجماهيرية والإعلامية وتفاجأت بأنها صاخبة ومبالغ فيها بشكل كبير وهي لا تعدو كونها خسارة دورية عادية ونتيجتها طبيعية جدا في عالم كرة القدم والأخطاء التحكيمية التي حدثت بها أيضا طبيعية، لكن أصحاب الضجيج والصياح المعتاد ضخموها وجعلوا من الحبة قبة كما يقال، والغريب أن الغضب النصراوي جاء على الرغم من الإدارة نفسها والجماهير والإعلاميين كانوا يتوقعون الخسارة بل يخشون من نتيجة تاريخية ثقيلة بناء على الظروف التي أحاطت بالفريق قبل المباراة، وتسببت في غياب عناصر مؤثرة في صفوفه سواء من أصيبوا بفيروس "كورونا" شفاهم الله أو من أصيبوا بإصابات عضلية مختلفة أو نتيجة الإجهاد البدني الذي حدث بعد كثرة المشاركات المحلية والآسيوية. النقد الهادف الموضوع وإبداء وجهات نظر عقلانية هذه لا بأس بها ولا اعتراض عليها بل هي مطلوبة، لكن الدخول في الذمم والطرح عبر نظرية المؤامرة والتشكيك بعدالة المنافسة هذه أمور مرفوضة تماما وأهدافها معروفة سلفا، وهي الضعف وعدم مواجهة الحقيقة والاعتراف بالأخطاء، وكأن هذه هي الخسارة الأولى في الدوري وهي الثالثة التي أبقت الفريق على الصفر متذيلا قائمة الترتيب في الدوري ودخلها الفريق وظروفه مجتمعة أسوأ من ذي قبل، ولم يعد ينفع مع الفريق طب ومافيه حيلة!! وهو الذي تكرر معه هذا الشيء بعد رباعية "الزعيم العالمي الاستثنائي" الشهيرة مع الحكم الأجنبي، وفي الآسيوية وأخيرا وليس آخرا مع الحكم المحلي ليظهر السؤال الأبرز من يرغب النصراويون به ليحكم لهم مبارياتهم الأمين العام للأمم المتحدة أم تمنح الفرصة للرئيس ويساعده المشرف ومدير الكرة كرجال خطوط وتترك غرفة الفار للمدرب صاحب المشروع والتطوير ومعه المتحدث الرسمي!! قبل يوم واحد فقط خسر ضمك من أمام الهلال وخرج مدرب الفريق نور الدين بن زكري وانتقد حكم المباراة واكتفى منتسبو النادي الجنوبي بذلك سواء الإدارة أو المشجعين أو الإعلاميين وإن كانوا قلة ولايقارنون بضخامة أعداد إعلاميي الفرق الكبيرة الجماهيرية، ولم يكن هناك هجوم حاد وتجريح في مواقع التواصل الاجتماعي طال شره وزير الرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم وأعضاءه وطاقم التحكيم في لغة تعصبية ومحرضة بعيدا عن لغة العقل والمنطق التي بكل أسف يفتقدها بعض النصراويين الذين يسببون شوشرة ولغطا وضغائن وأحقادا في المجتمع الرياضي ويرفضون مبدأ الروح الرياضية والتنافس الشريف والتواضع عند الخسارة والابتسامة عن الانتصار.