استمعتُ إلى آراء نقدية متنوعة عقب خروج النصر من البطولة الآسيوية وكانت في غالبيتها متفاوتة ما بين واقعية في عرض ظروف غياب أسماء مؤثرة في الفريق وتراجعه الفني وأخطاء وقع فيها السيد داسيلفا، وما بين أخرى تأقلمت على سرد الوهم في قلب مدرج عاشق. ولأنه النصر ويصارع على أكثر من جبهة، فقد تأكد لي أن الأمور في النادي الكبير لا تسير على ما يرام، فحالة التوتر التي اختفت في النصر من موسمين تقريباً عادت إلى السطح في مباراة لخويا، والغريب أن يساير هذا التوتر الميداني توتراً فضائياً من رئيس مجلس إدارة النادي؛ فالنصر الذي وصل إلى العالمية نعرفه، والدوري الذي ينافس عليه هو الآخر ما زال في الخزينة الصفراء. ونحن إذا ما سلمنا برغبة الإدارة النصراوية في الثاني، فكيف نصرف رأي مسؤول حول أسبقية وصوله إلى العالمية، وهل ذلك مُسوغ مُقنع للتنازل عن بطولة مهمة؟ وهل يجوز قبول هذا الرأي في ظل التعبئة للمباراة من شحذ لهمم الجماهير وشراء لتذاكر المباراة والوعود بمكافآت مجزية في حال التأهل؟. غادر النصر من دوري المجموعات آسيوياً بعد أن خسر على أرضه وبين جماهيره بثلاثية كانت قابلة للزيادة، غادر ممثل للوطن رغم أنه كان قريباً من التأهل بفعل أخطاء إدارية وإعلامية وظروف أخرى كان من الممكن التغلب عليها. داسيلفا سبب مُباشر في خسارة النصر بتفعيله الأدوار الهجومية بشكل مبالغ فيه، رغم أن هدفاً واحداً كان كافياً لوضع النصر في الدور التالي. النصر أمام لخويا ترجمة لانعدام الوزن الفني والمعنوي، وهو ما كان بادياً على تصرفات اللاعبين وردود أفعالهم على كل كرة مُشتركة. فنياً عجز النصر عن بناء الكرة من منتصف الملعب، وأكثر لاعبوه من التمرير العرضي بحثاً عن منفذ في ظل تنظيم عالي المستوى. خسر النصر منذ تعادله مع بونيودكور الأوزبكي في باكورة لقاءاته في المجموعة، ولا ينبغي أن يتَّكئ بعض النصراويين على أخطاء الحكم الكوري لأن تكريسه في أذهان لاعبي الفريق لن يأتي بخير. واقع الحال يقول إن نصر اليوم ليس نصر الأمس، وتراجع الفريق في المراحل المفصلية بتعادل أو خسارة آسيوياً ومحلياً شاهد على كل ذلك، ولملمة الأوراق قرار وترتيبها قرار ربما يُبقي الفرح وهو أفضل من مكابرة قد تأتي على كل شيء. لخويا القطري أحد المنافسين وبقوة على التأهل عن غرب القارة، بالإضافة إلى الأهلي والهلال والعين الإماراتي، بل إن أحد هؤلاء الأربعة سيكون مُمثلاً عن غرب القارة في نهائي القارة. أخذ لخويا النصر وكان جديراً، وهو رأي يجب أن يُسلم به النصراويون إن هم أرادوا العودة إلى المستقبل، وأما ما حدث بعد المباراة وفي بعض فتراتها فقد عهدنا في الإدارة الصفراء قرارات تاريخية لم تعترض مسيرة الفريق إلى منصات التتويج عن الشرق