كثر توجه الأندية السعودية المشاركة بدوري عبداللطيف جميل في الأونة الأخيرة لطلب حكام أجانب لإدارة مبارياتهم، في ظاهرة تزيد كل عام أكثر من الذي قبله، وهو منحى يثير الاستغراب ويطرح التساؤل المهم.. هل فشل حكامنا في إدارة مبارياتنا؟.. وهل فشلت لجنة الحكام في تطوير حكامها مما أفقد الشارع الرياضي ثقته بالحكم السعودي؟.. وهل طلب الحكم الأجنبي يخضع للعاطفة والنتائج وموقع الفريق في سلم الترتيب سواء كان منافسا في الصدارة أو في القاع ؟ فمسؤلو الأندية أعلنوا مرارا وتكرار فشل لجنة الحكام في إدارتهم وضعف مخرجات هذه اللجنة التي تعتبر الأهم في منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث واجه رئيسها عمر المهنا نقدا لاذعا وكبيرا وصل إلى حد المطالبة بإبعاده ولجنته من المشهد الرياضي بعد زيادة الاحتقان في الوسط الرياضي ... والآن وعلى صعيد مسؤولي الأندية والجماهير وحتى الإعلام سؤال يظهر بين الحين والآخر، هل سيستمر طلب الحكام الأجانب وهل سترفع حصة كل ناد في حقه في طلب الحكام مع كثرة الأخطاء؟ أم ماذا سيحدث من وراء كل ذلك؟ لا بد من وجود الحكم الأجنبي! يقول رئيس نادي التعاون محمد القاسم بلهجة حاسمة: ندرك تماما أن الحكم بشر ولكن هناك أخطاء فادحة لا يقع فيها حكم مبتدئ، نحن ننتقد الحكام، لأن لهم أخطاء أثرت في النتائج، وهي ليس كما يرددون أن خطأ الحكم جزء من اللعبة، نحن لا نشكك بنزاهتهم ولكن من جانبنا نصرف ونتعب ونبذل جهودا كبيرة، وفي النهاية يضيع الجهد بصافرة، لذلك أتمنى تطوير الحكام وصقلهم أكثر ولا يمنع أن نجلب حكاما من الخارج طالما أنه لن يتأثر بالضغوط التي تأتيه من كل اتجاه، ففي التعاون خسرنا نقاط كثيرة بسبب هذه الأخطاء الفادحة من قبل حكامنا الأعزاء. الأجنبي يرضي كل الأطراف! يقول رئيس نادي الرائد عبداللطيف الخضير: ثقتنا في الحكم السعودي كبيرة جدا لكن أحيانا يكون وجود الحكم الأجنبي ضرورة ملحة للغاية، بسبب أن الحكم السعودي يدخل المباريات متأثرا بالضغوط، وهناك من يتهمه بالميول لفريق معين، لا أخفيك نحن في الرائد نعاني من الحكام أحيانا لا نقول أنه متعمد لكن قد يكون بسبب الضغوط، لذا من الطبيعي أن تطلب حكما أجنبيا يحضر بلا ضغوط ولا خلفيات سابقة قد تؤثر في عطائه داخل الملعب، لذا أجد أن كثرة طلب الحكام الأجانب في الآونة الأخيرة بسبب كثرة أخطاء حكامنا والتي تصل في بعض الأحيان لمرحلة الكارثة! اتحاد القدم شريك في الخطأ رئيس نادي الطائي السابق وعضو شرفه الحالي خالد العجلان قال: للأسف أن الثقة بالحكام الوطنيين اهتزت كثيرا، وكثرة طلبات الأندية بالاستعانة بالأجانب .. هذا الجانب له جذور بدأت منذ تولي عمر المهنا قيادة دفة التحكيم، وكان هناك ازدواجية واضحة في قرارات لجنة المهنا ومحاباة أندية معينة على حساب البقية وسط سكوت مريب من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولو عدنا قليلا لتصريحات بعض الحكام المبعدين والذي كان خطيرا لم يتحرك اتحاد القدم ويشكل لجنة للتحقيق حول تصريحاتهم، وهنا أعتبر الاتحاد شريكا للجنة الحكام بتدمير وهز ثقة الحكم لدى الأندية والرياضيين .. لذا يتوجب على الاتحاد حل اللجنة وإحلال أشخاص كانوا في السابق ناجحين تحكيميا، فالتحرك الجدي من الاتحاد سيعيد هيبة الحكم السعودي بعيدا عن الميول والاستعانة بأنصاف الحكام لإدارة اللجنة. القضية القديمة الجديدة رئيس القسم الرياضي بصحيفة اليوم، الناقد الرياضي عيسى الجوكم قال: تواجد الحكم الأجنبي من عدمه أصبح في الآونة الأخيرة حسب الظرف، بمعنى حسب سير الفريق في الدوري، لأن المنطق يؤكد وبالدلائل أن الأخطاء التي يرتكبها الطاقم الأجنبي في المباريات المحلية ربما تكون أكثر من الطاقم المحلي، ولكن ردة الفعل تكون صامتة، والعكس صحيح للصافرة المحلية، المسألة لا تدخل في نطاق الثقة هي في الأصل لعبة ضغط وتأثير وصوت مرتفع، وقد تساعد أخطاء التحكيم المحليين تلك النغمة، فلم تكن الثقة يوما عائقا كان في قضية الحكم المحلي، بل كانت سياسة الميول والضغط والتأثير هي اللاعب الأهم في هذه القضية القديمة الجديدة. ثقافة إدارية تعصبية علي اليامي إعلامي بصحيفة مكة قال: ثقافة سائدة سببها الشكوك من قبل رؤساء الأندية الجماهيرية مثل الهلال النصر الاتحاد الأهلي الشباب، لتتحول إلى عناصر الفرق الأخرى، وتصبح ثقافة إدارية تعصبية، يقودها الشك تجاه الحكم المحلي، وهنا تفسير لضعف التأثير النفسي من قبل لجنة الحكام على الحكام ومنسوبي الفرق خلال المؤتمرات واللقاءات بدليل عدم تقبل منسوبي الأندية لقرارات اللجنة حتى لو كانت في صالحهم، ولو فعل الجانب الثقافي في الأندية لتغير الوضع وأصبح رؤساء الأندية ومنسوبوها أكثر وعيا من خلال إقامة ورش عمل ثقافية تعيد للإداري والشرفي الثقة في الحكم المحلي، ولن يتغير الحال إلا بتفعيل الجانب الثقافي في الأندية وإقامة لقاءات وندوات وورش عمل فعالة لاستقطاب محاضرين مؤثرين يستطيعون تغير الواقع النضري والفكري لمنسوبي الأندية. الاستعانة بهم في المباريات الحساسة الناقد الرياضي بصحيفة الوطن ولاعب نادي النصر السابق سعد الزهراني يقول من جانبه: في قانون التحكيم العالمي، أفضل الحكام أقلهم في الأخطاء، ولكن هذا لا يمنع من أفضل حكم في عين لجنة الحكام قد يصادر ضربة جزاء صحيحة تضيع معها أحلام فريق وطموحات منسوبيه، وهناك حكام قد يمنحون ضربات جزاء لفرق لمساعدتهم لذا أرى أن الاستعانة بالحكم الأجنبي خاصة في المباريات الحساسة ذات الطابع الاحتقاني الزائد خاصة في المباريات التي تكون متنافسة سواء في قمة الدوري أو القاع!. الأجنبي لا يقلل من كفاءاتنا الحكام السعوديون أكدوا بأن حضور الأجنبي لا يقلل من كفاءتهم، حيث يقول الحكم عبدالرحمن المالكي: حضور الحكام الأجانب موجود في جميع الدول وليس في دورينا فقط وهذا لا يقلل منا كحكام، فالفريق الخاسر أحيانا يهاجم الحكم حتى وإن كان أجنبيا، لأنهم عند الخسارة يركزون على أخطاء الحكام ولا ينظرون للأخطاء الفنية أو أخطاء اللاعبين والمدرب أو قوة الفريق الفائز، وأنه اجتهد وخدم كرة القدم فخدمته، نحن مع حضور الحكم الأجنبي وانتشار هذه الظاهرة ونذهب نحن ندير مباريات في دول أخرى وهكذا الأمر عاديا جدا وغير مستفز بالنسبة لنا ولا يقلل من مكانتنا!. الأمر طبيعي الحكم الدولي فهد المرداسي قال: الهجوم الذي يتعرض له الحكم السعودي ينتج أحيانا عن العاطفة التي يتعامل بها مسؤولو الأندية وجماهيرها وإعلامها مع الحكم عند وجود خطأ أو بدون وجوده، ولكن هل الحكم الأجنبي لا يخطئ؟ كلنا معرضون للأخطاء حتى في العمل العادي الذي لا يوجد فيه ضغوط، فوجود الحكم الأجنبي في الدوري السعودي شيء طبيعي ليستفيد منه الحكم الصاعد، وبالنسبة لتقييم الحكم السعودي يأتي دائما منصفا من المسؤول، لأنه هو الأعلم بما نقدم، أما الآراء الخاضعة للعواصف فهي ناقصة ووقتيه في أغلب الأحيان!.