علن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم السبت ترشيح القاضية المحافظة إيمي كوني باريت لتحل محل القاضية الراحلة روث بادر جينسبرغ بالمحكمة العليا الأميركية. وقال ترمب: "يشرفني اليوم أن أرشح إحدى أكثر العقليات القانونية ذكاء وموهبة للمحكمة العليا". وأضاف: "إنها امرأة حققت إنجازات لا مثيل لها. ذكاء رفيع ومؤهلات ممتازة وولاء لا ينضب للدستور". وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يختار ترمب باريت، والتي عينها ترمب أيضا من قبل قاضية بمحكمة الاستئناف الاتحادية، وكانت اختيارا مفضلا لدى الجمهوريين بسبب مواقفها السابقة بشأن الإجهاض وحقوق حيازة السلاح والهجرة. وأثارت وفاة جينسبرغ الأسبوع الماضي عن 87 عاما نقاشا محتدما بشأن بديل لها في المحكمة العليا، فيما دفع الجمهوريون من أجل مصادقة سريعة على قاض جديد على أمل استغلال أغلبيتهم في مجلس الشيوخ وسيطرتهم على البيت الأبيض. ويتعين المصادقة على مرشحي المحكمة العليا بأغلبية في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليا. وأشاد ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، بترشيح باريت في بيان وأوضح أن مجلس الشيوخ سيصوت لصالح مرشحة ترمب. وقال: "القاضية إيمي كوني باريت فقيهة قانونية مثيرة للإعجاب بشكل استثنائي ومرشحة مؤهلة بامتياز للمحكمة العليا للولايات المتحدة. وكما ذكرت، إن هذا الترشيح سيتم التصويت عليه في قاعة مجلس الشيوخ خلال الأسابيع المقبلة". بدوره قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام لشبكة فوكس نيوز إن اللجنة القضائية، التي يرأسها، ستبدأ جلسات الاستماع للتصديق على ترشيح باريت في 12 أكتوبر. ويسعى الديمقراطيون لتأجيل القرار، إلا أن سلطتهم الإجرائية محدودة في ذلك الصدد. ويشيرون إلى إن الفائز بانتخابات الثالث من نوفمبر الرئاسية يجب أن يبت في التعيين الذي يستمر مدى الحياة بالمحكمة المؤلفة من تسعة أعضاء. ويخشى الليبراليون من تغيير في الأيديولوجية والميزان الفلسفي في المحكمة، ما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في قضايا مثل الرعاية الصحية والإجهاض والضوابط التي تحكم سلطة الحكومة المنتخبة. ولم يحدث قط في تاريخ الولاياتالمتحدة أن وقعت معركة للمصادقة على عضو بالمحكمة العليا قبيل الانتخابات الرئاسية، حيث بدأ التصويت المبكر بالفعل. ويُنظر إلى باريت، وهي كاثوليكية متدينة وأم لسبعة أطفال تنحدر من ولاية لويزيانا، باعتبارها تمثل النقيض الأيديولوجي للقاضية التي قد تخلفها. وأقرت باريت في حفل ترشيحها بأن الأعلام لا تزال منكسة حدادا على جينسبرغ وقالت إنها ستكون "مدركة لمن جاء قبلي". وانضمت إليها عائلتها في حديقة الورود بالبيت الأبيض، التي بدت مزينة كما كانت خلال حفل ترشيح جينسبرغ عام 1993. وقالت باريت أيضا إنها ستعمل وفق نموذج معلمها السابق، قاضي المحكمة العليا الراحل المحافظ أنتونين سكاليا. وأضافت، في إشارة إلى فلسفة سكاليا القضائية "يجب على القاضي أن يطبق القانون كما هو مكتوب. القضاة ليسوا صانعي سياسات، ويجب أن يكونوا حازمين في تنحية أي آراء سياسية قد يتبنونها". وباريت من دعاة فلسفة سكاليا القانونية "النصية"، التي تفسر دستور الولاياتالمتحدة على أساس صياغته الأصلية، لا في سياقه الاجتماعي الحالي. وأمضت الكثير من حياتها المهنية كأكاديمية في جامعة نوتردام الكاثوليكية.