دعت الجمعة أسر ضحايا الانفجار الهائل الذي ضرب بيروت الأسبوع الماضي إلى تحقيق دولي فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 178 شخصا. وقال بول نجار وهو أب لطفلة "3 أعوام" لقيت حتفها في انفجار الرابع من أغسطس إننا نريد تحقيقا دوليا، مضيفا" أننا نريد أن يتوقف قادتنا للعب بحياتنا مثل الشطرنج"، مضيفاً في مؤتمر صحفي لأسر الضحايا في بيروت "إننا نريد، نعرف من قتل أحباءنا". وذكر مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، الموجود حاليا في بيروت، الخميس أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف بي أي) سوف ينضم إلى التحقيق في الانفجار الذي دمر أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت. يذكر أن حكومة حسان دياب قد استقالت على خلفية انفجار مرفأ بيروت الذي خلف أضرارا جسيمة في المرفأ وفي المباني المحيطة. وقال تقرير للأمم المتحدة أمس الجمعة إن مرفأ بيروت يعمل الآن ب30 % فقط من طاقته. إلى ذلك تسلم الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمس الجمعة، رسالة من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد فيها على وقوف باريس إلى جانب الشعب اللبناني في المأساة التي حلت به في 4 أغسطس الجاري. وقد تسلم الرئيس عون هذه الرسالة خلال لقائه في قصر بعبدا أمس، وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي، يرافقها السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، ووفد عسكري ودبلوماسي، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية. وقالت الوزيرة بارلي إن بلادها قدمت مساعدات كثيرة وسوف تقدم المزيد لا سيما المعدات التي تساعد في رفع الأنقاض واستكمال أعمال الإغاثة ومسح الأضرار، وسيشارك في كل هذه المهمات نحو 750 عسكريا فرنسيا وصلوا الجمعة. وأشارت وزيرة الجيوش الفرنسية إلى أن "خبراء فرنسيين سيساعدون في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة التفجير، بالتزامن مع إرسال مواد غذائية وتجهيزات للبناء تنقلها باخرة فرنسية تصل إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة". وأضافت الوزيرة بارلي "يمكنكم الاتكال على فرنسا التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون عندما زار بيروت أنه يضع كل الإمكانات بتصرف لبنان، الدولة الصديقة، كذلك ساهمت مؤسسات وشركات خاصة فرنسية في تقديم مساعدات عينية سوف تصل تباعا إلى مرفأ بيروت والمطار". وتمنت الوزيرة بارلي "أن يتم سريعاً تشكيل الحكومة الجديدة للمضي في الإصلاحات التي يرى المجتمع الدولي ضرورتها، لافتة إلى أن الرئيس ماكرون سيعود إلى لبنان في الأول من سبتمبر المقبل لمتابعة الاتصالات التي كان بدأها مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، وللاطلاع على تطور عملية إصلاح الأضرار في المناطق المدمرة". ونوهت وزيرة الجيوش الفرنسية "بالدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في عملية الإغاثة ورفع الأنقاض واستقبال المساعدات وتوزيعها بتنظيم لافت". وجددت الوزيرة الفرنسية "تقديم تعازي بلادها للضحايا الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت، مقدمة التحية لشهداء المؤسسات العسكرية والأمنية". من جهته، شكر الرئيس عون الوزيرة بارلي على زيارتها، مؤكداً "على عمق العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتجذرها". ونوه الرئيس اللبناني "خصوصاً بالدعم الذي قدمه الرئيس ماكرون للبنان سواء خلال زيارته إلى بيروت أو من خلال دعوته لمؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني". وقال الرئيس عون إن "التحقيقات مستمرة لجلاء ملابسات الجريمة التي وقعت بالتوازي مع العمل على مسح الأضرار والتخطيط لإعادة بناء المنازل المتضررة وتوفير المواد الغذائية". وأكد الرئيس عون "تصميمه على المضي بالإصلاحات التي ستبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة، وأن جهداً كبيراً سيبذل على هذا الصعيد لإزالة كل العقبات التي تبرز في مثل هذه الظروف". وأدلت بارلي بتصريحات بعدما قامت بجولة على متن حاملات طائرات الهليكوبتر الفرنسية تونير في مرفأ بيروت الذي دمره الانفجار، دعت فيها اللبنانيين إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ "قرارات شجاعة". ووصفت حاملة الطائرات بأنها "مدينة طافية" يمكنها توفير كل أنواع الدعم الطبي والفني بما في ذلك مستشفى ومعدات بحث وإنقاذ ومعدات بناء وكذلك نقل شحنة من الطحين. بارلي أكدت مشاركة خبراء فرنسيين في التحقيقات (رويترز)