قلما تجد دولة في المنطقة العربية بأسرها تهتم برفعة ومكانة المرأة مثلما تفعل المملكة، فعند تدشين رؤية المملكة 2030 الطموحة، وضع ولي العهد الأمين نصب عينيه تلبية كافة احتياجات ومتطلبات المرأة السعودية المشروعة من تمكين والسماح لها بقيادة السيارات وحضور المباريات والفاعليات ومنحها كافة الحقوق بل تقلد المناصب المهمة داخل وخارج المملكة، وإنفاق الغالي والنفيس من أجل ذلك. القرارات التي اتخذتها القيادة الحكيمة لصالح المرأة خلال الأربع سنوات الماضية، ما هي إلا قطرة في في بحر الاحترام والتقدير الذي تكنه المملكة للأخوات المواطنات، ليدفع الإعلام المحايد لوصف الإنجازات سالفة الذكر بالتاريخية بل التي لم يسبق لها مثيل، وقد أشرتُ لذلك في مقال سابق حمل عنوان «العصر الذهبي للمرأة السعودية «. هذه الأجواء التي عمت المملكة، أبى الإعلام الغربي المشبوه والمنظمات الدولية التي تستقي معلوماتها من صحف لا يحركها إلا المال أو مراسلٌ حاقد، إلا أن تحاول جاهدة تعكر من صفو هذه الإنجازات غير المسبوقة للمرأة، من خلال نشر الأكاذيب هنا وهناك بأن المملكة تضطهد الناشطات والادعاء بسجنهن، باطل وزور وكذب كبير. وفي محاولة مفضوحة من قبل تلك المنظمات، نشرت وسائل إعلام غربية أنباء تفيد بترشيح فتاة مراهقة مغرر بها للفوز بجائزة نوبل للسلام للعام 2020، ولا أدري ما هو الإنجاز الذي حققته لكي تتساوى مع الشابة اليزيدية نادية مراد الحائزة على الجائزة العام الماضي لمساندتها النساء الإيزيديات ضحايا تنظيم «داعش» الإرهابي الذي عاث في الأرض قتلاً وفساداً أم أصبحت معارضة الوطن وتشويه صورته إنجازاً كبيراً يستحق عليه جائزة بحجم نوبل؟!.. هل كل من يخالف القانون ويتعدى حدوده أصبح من حاملي لواء الحرية؟!. ترشيح تلك المراهقة لهذه الجائزة يدفعني أخي القارئ الكريم لطرح تساؤلاً، ألا وهو ما هي المعايير المنطقية والحيادية التي على أساسها يتم منح الجوائز العالمية وأكثرها شهرة مثل جائزة نوبل للسلام، هل تمنح لمن تسول له نفسه خيانة الوطن والاستقواء بالخارج. بل السؤال الأصعب هل يمكن لهذه الفتاة أن تعترف علنية بأن المرأة في المملكة، نالت حقوق وامتيازات منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ما كان لها أن تنالها إلا بعد عشرات السنين، وأن ما قدمته المملكة للمرأة ما كان أن يتحقق إلا في دولة قوية تحترم وتقدر المرأة. إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا لا تخرج وتؤكد ذلك أم أنها تستحي من الحق.. في حين تزعم أنها حقوقية.. وما أرى أن الحق يجد في نفسها سبيلاً. * مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية