مع رفع القيود وفتح الاقتصاد في معظم الولايات الأميركية وخروج الناس للاحتجاج في الشوارع بعد مصرع جورج فلويد، شهدت 22 ولاية أميركية معدلات مرتفعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، ووفقاً لتحذيرات معهد بروكلي الطبي فإن الولاياتالمتحدة مهددة بخطر تصاعد أعداد الإصابات بشكل قياسي في الأسابيع المقبلة إذا لم تعد إلى تطبيق القيود السابقة. وسجّلت ولاية فلوريدا أعلى نسبة تصاعد في حالات الإصابة بكوفيد 19، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بنسبة 46 بالمئة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن دخلت الولاية في المرحلة الثانية من إعادة فتح الاقتصاد. وبحسب تحذيرات تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فإن يوم الأحد الماضي شهد أكبر عدد من حالات الإصابة المبلغ عنها في العالم ب"كوفيد 19" منذ ظهور الوباء، محذراً من أن الوباء لم ينتهِ بعد. وبحسب باحثين من جامعة كاليفورنيا، فإن إغلاق الاقتصاد الأميركي وقيود السفر وإغلاق المدارس خلال الشهرين الماضيين جنّب ما يقارب ال60 مليون أميركي الإصابة بفيروس كوفيد 19. وقال الدكتور روبرت كادليك، المسؤول في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية: إن الإمدادات الحالية التي تمتلكها الحكومة الأميركية من الأدوية التي تقلل من آثار الإصابة بالفيروس ستنفد في نهاية الشهر، ومهما كانت سرعة إعادة التصنيع فإننا نفشل في سد الحاجة بسبب الموجة الجديدة من حالات الإصابة. وفي أوروبا بينما يجري تخفيف العزل تدريجياً، دعا عدد من القادة الأوروبيين الثلاثاء الاتحاد الأوروبي إلى دراسة وسائل تأمين استعداد أفضل لمواجهة الوباء المقبل، معتبرين أن الاتحاد لم يكن بالمستوى المطلوب للتصدي لوباء كوفيد 19. وقالوا في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مرفقة بوثيقة توجيهية: إن التصدي بشكل فوضوي لانتشار فيروس كورونا المستجد "أثار تساؤلات" بشأن درجة استعداد الاتحاد الأوروبي، بينما يجري الحديث عن موجة ثانية لوباء كوفيد 19. وحسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى مصادر رسميّة، أودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة 407 آلاف و914 شخصاً على الأقل في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر. وسُجّل رسميّاً أكثر من سبعة ملايين و169 ألفاً و550 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. لكن هذه الأرقام لا تعكس إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصاً لكشف الإصابة إلا لمن يستدعي وضعه دخول المستشفى.