بلغني أمس أن الزميل عبدالله صايل أصيب بفيروس كورونا اللعين، فحزنت وسعدت بنفس الوقت، حزنت لأن ريشة الفنان عبدالله ستتوقف بعض الوقت عن العطاء، وهذا يعد خسارة فادحة لنا كمتلقين، وسعدت لأنه سوف يهزمه هزيمة ساحقة بل وسيسحقه سحقا نظرا لحبه للحياة، وقوة إيمانه بالقيم التي يؤمن بها ويرسم من أجلها، ولهذا فإني على يقين بأنه سوف يتجاوز وعكته قريبا وسينهض وينضم إلى جبهة الوطن في مواجهة كورونا. تعود معرفتي للزميل عبدالله إلى سنوات التحاقي بمجلة المجلة، وهي أسوأ سنوات في تاريخي الصحفي؛ لأني شهدت موت مجلة المجلة، وشهدت دفنها عن قرب، وشاركت في مراسم الدفن، كنا لفيفا من الزملاء والإخوان العرب، شاهدتهم وهم يهيلون عليها التراب، وقتها كان الزميل عبدالله يحتل ركنا صغيرا يحتوي على مرسم وريشة وبعض الصور ملصقة على جدران الغرفة، كنت أشاهده من خلف النافذة، وهو منهمك في إحدى لوحاته، كان صامتا لا يتحدث، لكنه كان مدويا عند صدور العدد، كانت ريشته تزين الصفحة الأخيرة من المجلة، بعدها غادرت المكان عندما أحسست بالاختناق لشح الأكسجين وأشياء أخرى، غادرت المكان وفي ذاكرتي عبدالله صايل وبعض الزملاء، زملاء شاطروني همّ الصحافة، زملاء يضعون أنفسهم في خدمة الصحافة، ولا يضعون الصحافة في خدمتهم، كما هي حال البعض من الانتهازيين والوصوليين وهذه ليست شتيمة بقدر ما هي حقيقة للتاريخ. كل هذه الذكريات تتدفق في ذاكرتي وأنا أقرأ خبر إصابته في هذه الظروف الاستثنائية التي نواجه بها كورونا الذي اجتاحنا كما اجتاح هذا العالم وفتك به، وليعلم زميلنا أن الجميع في مواجهته بدءا بالطبيب والطبيبة والممرضة والممرض الذين يتحلقون حوله وجميع أفراد المجتمع، الجميع في مواجهة هذا الوباء، الجميع يطبق التعليمات والتوجيهات التي ساهمت إلى حد كبير في صده ووقف انتشاره، وهذا يعود إلى التعاطي الصارم الذي اتخذته الدولة حتى أصبحت مضرب مثل للكثير من دول العالم في الاستشهاد والإعجاب بالخطوات الحضارية التي أوقفت زحف كورونا، هذا وستمضي الأيام مسرعة، وستنقشع هذه الأزمة وسيخرج زميلنا معافى مشافى.