انتهت الثلاثاء آخر ايام عزاء المغفور له بإذن الله الاعلامي «سليمان العيسى» حيث شيعت الأوساط الإعلامية والثقافية يتقدمها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، جثمان الإعلامي الشهير «سليمان العيسى» بمقابر العدل في مكةالمكرمة، وذلك بعد أن أديت عليه صلاة الميت عقب صلاة المغرب بالمسجد الحرام. حيث وافته المنية مساء يوم الجمعة الماضي في مستشفى الملك فيصل التخصصي في محافظة جدة بعد معاناة مع المرض،حيث دفن يوم السبت الماضي وسط حشد كبير من محبيه، ويعد الراحل أحد رموز الإعلام السعودي حيث قدم طوال أربعة عقود من الزمن قضاها بين الصحافة والتلفزيون أعمالا مميزة ومشرفة حتى وصل إلى مرتبة «المذيع الملكي» المتخصص في قراءة المراسيم الملكية ونقل بشائر الخير التي يقدمها المليك لوطنه وأبناء شعبه، زملاء فقيد الإعلام تحدثوا ل»اليوم» والحزن يغشى وجوههم حيث قدم الأستاذ عبدالرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية والمتحدث الرسمي للوزارة تعازيه لأسرة الفقيد «سليمان العيسى»، وقال: إن الفقيد له بصمات كبيرة في الإعلام السعودي لا يمكن لأحد نسيانها، مشيرًا إلى أنه كان مثالاً في الالتزام بالعمل من ناحية الدوام والإحساس بالمسؤولية من ناحية العمل الذي يقوم به، مبينًا أنه طوال عمله معه في الوزارة لم يلاحظ أي تأخر له خصوصًا في المناسبات أو نشرات الأخبار، وأضاف الهزاع: الفقيد كان قدوة لزملائه المذيعين بالإضافة إلى أنه كان يشارك في اختيار المذيعين المناسبين لكل مناسبة، فقد كان يتمتع بنظرة صائبة في اختيار المذيع الناجح، كما انه كان لا يبخل على أحد من زملائه في تقديم النصح والتوجيه، وقد عُرف عنه حبه للخير والمساهمة في الأعمال الخيرية حيث كان يبذل كل ما في وسعه لكي يستطيع مساعدة المحتاج وكل هذا كان في الخفاء، وتحدث الهزاع عن بصمات الفقيد في البرامج الحوارية، حيث أنه قدم العديد من تلك البرامج الناجحة ومنها على سبيل المثال برنامج «مع الناس»، وسأل الهزاع الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته. من جهته أعرب الأستاذ محمد التونسي، رئيس تحرير صحيفة «الرؤية الاقتصادية» الإماراتية اليومية، عن بالغ حزنه قائلا: الصبر والدماثة والثقة بالنفس صفات تدخلت كثيرا في مكونات شخصية الراحل «سليمان العيسى»، فعندما طلبت استكتابه في «عكاظ» وقت رئاسة تحريرها، بادرني بعبارة «هناك أفضل مني يا أبا عبد الإله»، فرددت: هناك «سليمان العيسى» واحد فقط، فما كان منه إلا أن استجاب، فمواقفه الجميلة معي على المستويين الشخصي والمهني لا تحصى كما أنها لا يمكن وأن تغادر ذاكرتي، وأحدها عندما تعرضت زوجتي ريما الشامخ شفاها الله للعارض الصحي، كان رحمه الله دائم التواصل معي، بين السؤال للاطمئنان وبين البحث عن الأطباء والمصحات خارج المملكة، ولم ينقطع عن ذلك حتى تعرّض للوعكة الأخيرة التي فارق على أثرها الحياة، نعم لقد فقدناه نموذجا لا يتكرر في الوسط الإعلامي السعودي، رحم الله أبا محمد وأنعم عليه بجنات النعيم. كما عبر الإعلامي جاسم الياقوت عن حزنه الشديد بوفاة الإعلامي «سليمان العيسى» وقال : لا يختلف اثنان على أننا بوفاة الإعلامي الكبير «سليمان العيسى» يرحمه الله ويغفر له إن شاء الله ، قد فقدنا إنساناً محبوباً، خدم الوطن، ، كما فقدت الأوساط الإعلامية واحداً من رجال الإعلام الذين كرسوا جهدهم ووقتهم لخدمة الإعلام، حيث أثبت «العيسى» أنه أحد الرجال الذين من الصعب، بل من المستحيل تعويضهم في مجال الإعلام . مضيفاً: لقد عرفت «العيسى» معدّاً ماهراً من خلال عدة برامج وأبرزها برنامج «مع الناس» الذي قدم منه عشرات الحلقات في دورات تلفزيونية متلاحقة، وكان لذلك البرنامج مكانته على الخارطة البرامجية، و الذي كان حديث المجالس وذلك نظراً لأسلوب «العيسى « المميز في الطرح والنقاش و إدارة الحوار،ونحن لا نعتبر «سليمان العيسى» إلا أخاً أكبر لزملاء المهنة، يشاركهم الأفراح والأتراح في تواضع جم وروح مرحة، وقد كنت من أكثر المشاكسين له في مواقف عدة، ولم يزده ذلك تجاهي إلا مزيداً من الود والصفاء والمؤازرة». فباسمى ونيابة عن كل إعلامي ، نعبر عن أحر تعازينا وصادق مواساتنا سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وفضله ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان. الامراء و العلماء و الوزراء :الراحل رجل خدم وطنه ومجتمعه حضر العزاء كل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز رئيس مجموعة المملكة القابضة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير البترول، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن بدر، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. كما عبر الأمراء والوزراء والعلماء لدى تقديمهم واجب العزاء لأشقاء وأبناء الفقيد في منزله يرحمه الله في الرياض عن صادق المواساة ومشاعر الحزن لفراق رجل خدم وطنه ومجتمعه طيلة حياته العملية التي قضى جلها في الإعلام، مؤكدين أن المغفور له كان أحد رواد العمل الإعلامي الذين نعتز بهم، منوهين بالجهود الكبيرة التي بذلها الفقيد كونه من رواد العمل الإعلامي الذين عرف عنهم خدمة دينهم ووطنهم بإخلاص طوال حياته يرحمه الله. من جانبهم ثمن أبناء الفقيد وذووه هذه الزيارة التي تعكس ما تحمله القيادة الرشيدة وولاة الأمر - حفظهم الله - من تقدير ووفاء لأبناء الوطن. .. ورحل رجل «مع الناس» لم يكن «سليمان العيسى» والذي واريناه الثرى مؤخراً، مجرد مذيع ولم يكن أيضاً مجرد صوت يأتينا عبر برنامجه الشهير «مع الناس».. ولكنه كان صوت أولئك المواطنين الذين يريدون إيصال مشاكلهم وهمومهم للمسئولين، بحثاً عن حل يرضيهم على الأقل ولو لم تحل المشكلة. استطاع صوت «العيسى» الدافئ وابتسامته الرقيقة والتي لم تفارقه حتى لحظاته الأخيرة أن يكون بوابة للاطمئنان والهدوء وعدم التشنج، حيث يعد «العيسى» وحده مدرسة في الإلقاء الإذاعي الرصين، بعيداً عن الانفعالية أو التوتر، حيث انه استطاع وبجدارة أن يسجل نفسه كواحد من عمالقة الإلقاء الإذاعي والتليفزيوني ليس في بلادنا فقط، ولكن ربما في منطقتنا الخليجية والعربية، ولعل المتابع لأكثر من 40 عاماً من المسيرة الإعلامية «للعيسى»أن يدرك عظم الفقد، وحجم المصاب في الراحل الكبير، ولعل المواطن الذي ظل متابعاً قرابة 25 عاماً لبرنامجه الشهير «مع الناس» يتساءل عن صوته الآخر، وصداه الذي لم يفارقه طيلة هذه الفترة الزمنية لأكثر البرامج نجاحاً وجماهيرية وشعبية على الإطلاق، ولعل إمكانات «العيسى» الذاتية والمعلوماتية، وأسلوبه في الحديث، ووجهه البشوش، هو ما دفعه لأن يكون كما وصفه البعض :»مذيعاً ملكياً اقترب من الناس.. فأحبه الجميع»، لذا كانت الصدمة بوفاته عميقة والحزن مفعما بالقلوب.. فنعاه الجميع، وافتقدته الساحة الإعلامية السعودية كرمز من رموزها الكبار، وبكى عليه كثيرون كما افتقده الوطن بشكل أكبر. لقد آن الآن ل»عاشق الإعلام» كما كان يحب أن يصف نفسه، أن يستريح، فقد آن له أن يسند رأسه إلى تراب الوطن وينام في هدوء وسكينة، تلاحقه رحمات كل من استمع إليه، أو التقاه، أو عمل معه، أو تتلمذ على يديه.. وفي نفس الوقت من حقه علينا أن نذكره بالخير، وأن نكرمه بما يليق به. صحيح أن صوت «العيسى» قد صمت للأبد.. لكن يكفي أن مدرسته لن تغلق أبوابها أبداً. الراحل «العيسى» على أحد شوارع الأحساء تفانياً لخدمته في المنظومة الإعلامية في المملكة عبر سنوات طويلة وتكريما له، أطلقت أمانة الاحساء على أحد أرقى وأبرز شوارع المحافظة اسم الإعلامي والمذيع السعودي سليمان العيسى -رحمه الله-.وأكد أمين الأحساء المهندس فهد الجبير ل»اليوم» أن هذا اقل ما يقدم لفقيد الإعلام، فهو مدرسة في فن الإلقاء وبلاغة الخطابة وتواضع الكبار، مضيفاً ان فكرة التسمية جاءت من احد الاعلاميين كمقترح مضمونه ان يكون التكريم بوضع اسم الراحل على احد شوارع المحافظة، فضلا عن أن الأمانة حريصة على تخليد أسماء من خدموا الوطن طوال حياتهم فالعيسى رحمه الله كان يملك تجربة ثرية في قطاع الإعلام، وتأتي تلك التسمية ضمن أعمال مشروع تسمية شوارع الاحساء في المرحلة الثالثة.