في تطور يحمل بارقة أمل في مواجهة وباء كورونا المستجد تجري حاليا بمدينة سياتل الأميركية أول تجربة على البشر لإنتاج لقاح يهدف إلى الحماية من الفيروس، وتموّل الحكومة الأميركية التجربة، التي سيخضع لها 45 متطوعا من الشباب الأصحاء. وسيحصل المشاركون في التجربة على جرعات متنوعة من لقاح لا يحتوي على أي جزء من فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19. ويعتمد اللقاح، الذي تجري تجربته، على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنّب الإصابة بالفيروس أو تعالجه. وفي المرحلة الأولى من التجربة، ستختبر الجرعة اللازمة لاستنفار الجهاز المناعي لدى الشخص. ويعرف اللقاح الخاضع للتجربة باسم " mRNA-1273"، وأنتجته شركة "مودرنا". فرنسا تتأهب للأسوأ أعلن مدير عام شؤون الصحة الفرنسي جيروم سالومون الاثنين أن الوضع في البلاد جراء انتشار فيروس كورونا المستجد "مقلق جدا" و"يتدهور بسرعة كبيرة" معبرا عن قلقه من احتمال "استنفاد" قدرات المستشفيات على استقبال مرضى. وقال سالومون لإذاعة فرانس إنتر إن "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام" لافتا إلى أن "هناك مرضى في حالة صعبة، في العناية الفائقة، ويقدر عدد هؤلاء بالمئات". وبحسب آخر أرقام صدرت عن الوكالة الوطنية للصحة العامة مساء الأحد، فإن حصيلة وباء كوفيد-19 في فرنسا ارتفعت إلى 127 وفاة و5423 إصابة مثبتة، بزيادة 36 وفاة وأكثر من 900 إصابة في 24 ساعة. وأدخل أكثر من 400 شخص إلى المستشفيات وهم في حالة الخطر. وشدد المسؤول الثاني في وزارة الصحة على هؤلاء المرضى تحديدا. وقال "هناك مخاوف من أن تؤدي سرعة انتشار الوباء إلى استنفاد قدرات النظام الاستشفائي الفرنسي، وهو ما نريد تفاديه بأي ثمن"، مشددا على الوضع الصعب في مناطق الالزاس (شرق) وإيل دو فرانس. وتابع "لذلك علينا القيام بكل ما بوسعنا حتى يتباطأ هذا الوباء" داعيا مرة جديدة إلى تحلي المواطنين بالمسؤولية والتزامهم بتدابير الوقاية بشكل صارم. البحرين: أول وفاة سجّلت البحرين الاثنين أول حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد لمواطنة تبلغ من العمر 65 عاما، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، وهي الوفاة الأولى في منطقة الخليج. وأعلنت الوزارة عبر حسابها على تويتر "وفاة لمواطنة بحرينية تبلغ من العمر 65 عاماً، لديها أمراض وظروف صحية كامنة وكانت إحدى الحالات القائمة لفيروس كورونا". وسُجّلت في دول الخليج الست نحو ألف إصابة بالفيروس، أكثرها في قطر (401). وغالبية المصابين في البحرين وعددهم 214 عادوا من إيران حيث تسبّب الفيروس بوفاة أكثر من 700 شخص. كما أعلنت وزارة الصحة الكويتية الاثنين تسجيل 11 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 123 حالة. وأعلنت إيران الاثنين تسجيل 129 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة يومية في إحدى أكثر دول العالم تأثّرا بالوباء. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي متلفز "ندعو الجميع لأخذ هذا الفيروس على محمل الجد وعدم محاولة السفر إلى أي محافظة إطلاقا". وترفع الحصيلة الأخيرة العدد الإجمالي للوفيات في الجمهورية الإسلامية إلى 853 منذ 19 فبراير عندما أعلنت الحكومة أول حالتي وفاة بالوباء في إيران. جدران ترتفع باشرت الشرطة الألمانية صباح الاثنين فرض تدابير الإغلاق الجزئي للحدود مع خمس دول بينها فرنسا، في سياق الجهود لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد. وبدأ الشرطيون الألمان اعتبارا من الساعة 8,00 الكشف على الآليات القادمة من فرنساوالنمسا وسويسرا والدنمارك ولوكسمبورغ وقد تلقوا تعليمات تقضي بعدم السماح بالمرور سوى للبضائع والعاملين في ألمانيا. ويقوم الشرطيون على الحدود بين ألمانياوالنمسا بوقف كل السيارات واستجواب ركابها، وأفاد أحد مصوري وكالة فرانس برس أنه حتى الساعة 8,30 تم منع حوالى عشر سيارات من الدخول. وفي منطقة بافاريا الواقعة على الحدود مع النمسا، تعتزم السلطات إعلان "حال كارثة" لتتمكن من تعبئة وسائل إضافية مثل نشر الجيش في المستشفيات. كما تم رد عدة سيارات قادمة من فرنسا على الحدود الألمانية، بحسب ما شاهد مراسل فرانس برس. دعوة لمواجهة جماعية كان روبرتو بوريوني، من أوائل العلماء الذين دقوا ناقوس الخطر في إيطاليا بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن رسائله لم تحظ باهتمام يذكر في البداية. أما الآن، فإنه يحذر باقي أنحاء أوروبا من ارتكاب نفس الخطأ. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "لا تستهينوا بالخطر. فقد استهانت إيطاليا لمدة أسبوع، وقال البعض عن الأمر إنه مجرد إنفلونزا، وقال طبيب، بطريقة غير لائقة تماما، إن الأمر سينتهي في غضون أسبوعين". ويشار إلى أن بوريوني (57 عاما) هو أستاذ في علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات بجامعة "فيتا-سالوت سان رافاييل" في ميلانو، كما أنه أشهر عالم فيروسات في إيطاليا. وبينما تسير إسبانيا وفرنساوالنمسا على خطى إيطاليا في اتخاذ الإجراءات الصارمة لاحتواء تفشي المرض، يقول بوريوني إن الوقت قد حان لأوروبا كلها لتحمل المسؤولية. وأكد على أنه "من المهم للغاية بالنسبة لأوروبا أن تظهر بعض الوحدة. إننا نحتاج إلى نهج مشترك، إنه وقت نحتاج فيه للعمل معا... وإلا، فما الفائدة من اتحادنا (الأوروبي)؟". وحذر بوريوني من أنه من دون اتخاذ إجراءات احتواء صارمة في أنحاء القارة، فقد تنجح دولة في محاربة الفيروس بنجاح، ثم تصاب مرة أخرى بالعدوى من الجيران الذين اتخذوا نهجا رخوا. ويقول الأستاذ الجامعي إن الخطر "واضح". وأكد على أنه "يتعين بذل أقصى جهد مطلوب في جميع أنحاء أوروبا، بما أنه لا توجد منطقة واحدة في إيطاليا لا تتطلب بذل أقصى جهد (لمكافحة الفيروس)". ويتفق بوريوني مع التحذير الشديد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بشأن احتمال إصابة ما يصل إلى 60 أو 70 بالمئة من سكان ألمانيا بالمرض، مضيفا: "تذكروا أنه فيروس جديد لا توجد مناعة ضده".