الإنسان عبارة عن أفكار ومشاعر وسلوك يتغذى على الروح الإنسانية، لا يخلو أي شخص من الهموم والضغوط لذلك يحتاج إلى تدخل فكري وسلوكي متزن، أي شيء جديد يطرأ على الإنسان من هموم ومشكلات يقابله ارتباك وخلل، مما يسبب له فجوة فكرية وجينية قد تؤدي إلى الهم والغم، والتركيز على السلبيات وحدها يعمق معنى اليأس والتشاؤم لدى النفس، وهما من الأمور التي تقف حاجزاً لتخطي العقبات، وهنا تبرز قيمة التفاؤل والإيمان بالله والتوكل عليه، حيث تُعد من مفاتيح السعادة والوصول للنجاح. ويعاني البعض في وقتنا الحالي من هموم، وتفكير متزايد، وعدم تفاؤل، مما يجعلهم متشائمين ومحبطين في الوقت نفسه، وهذا ما يرهقهم، ويؤثر على حياتهم اليومية، ويؤثر أيضاً على أقاربهم وأصدقائهم، مما يحدث لديهم طاقة سلبية، تدفعهم إلى عدم التفاؤل في هذه الحياة بالرغم من بساطتها. انطوائي ومنعزل وقال وائل البناي: إن التفكير بحياتي المستقبلية دائماً ما يرهقني، ويثقل عاتقي، وإنني دائماً ما أكون انطوائياً ومنعزلاً، سواء مع الأهل، أو الأقارب، أو الأصدقاء. وأوضح سلطان المطيري أنه كثير التفكير، خاصةً في وقت نومه، فالأرق يلازمه طوال يومه، وهو ناتج عن هوسه بالتفكير المستقبلي، وما سيصبح عليه غداً، وهذا ما يؤلمه، بالرغم أنه يحاول بقدر المستطاع تناسي ذلك. وتحدث سعد القحطاني قائلاً: إنني حالياً خريج جامعي، ودائماً يذهب جل وقتي في هموم المستقبل صباح مساء، بل تصل هموم أفكاري حتى في أوقات الصلاة، على الرغم أنني دائماً متفائل، ولكن لا أستطيع مفارقته حتى أصبح عدوى تلازمني طوال يومي، وتستهلك جهدي البدني والعقلي. وأوضح عبدالله السوادي أن التفكير بالمستقبل جيد، لكن الانشغال به وجعله هاجساً يعد خطأ، ولا بد لأي شخص أن يسلم أمره لله - عز وجل -، وأن يكود متفائلاً دوماً، مشيراً إلى أنه قد مر بهذه الحالة سابقاً، وتجاوزها ولله الحمد. تدخل ذاتي وقال د. عبدالله الوايلي - رئيس قسم الحماية المشددة لمجمع الأمل -: الإنسان عبارة عن أفكار ومشاعر وسلوك، وهو يتغذى على الروح الإنسانية، لذلك الإنسان يحتاج أن يفكر بطريقة إيجابية، حتى يستطيع أن يتغلب على الهموم والأحزان، التي يتعرض لها في حياته، نتيجة الضغوط الأسرية والوظيفية والاجتماعية، مضيفاً أنه لا يخلو أي شخص من الهموم والضغوط والأحداث السلبية، لذلك يحتاج إلى تدخل ذاتي وفكري وسلوكي بطريقة متزنة؛ لأن الصحة النفسية شاملة ما بين الفكر والجسد والنفس، لذلك الهموم المستقبلية هي نتيجة أهداف خاصة وعامة، والإنسان إذا لم يستطع تحقيقها بدأ بالحزن والغضب، وبالتالي تؤدي إلى ضغوط مباشرة وغير مباشرة، قد تصبح مع الوقت أزمة إذا لم يستطع تداركها مبكراً، مبيناً أن الإنسان لا بد أن يتقبل همومه بشكل طبيعي، وبصدر رحب، أمّا إذا أعطاها فوق طاقته، وتفاقمت الهموم لديه، أصبحت هموماً مستقبلية متأصلة طويلة المدى. وأشار إلى أن أي شيء جديد يطرأ على الإنسان، سواء هموماً أو مشكلات، يقابله ارتباك وخلل، مما يسبب له فجوة فكرية وجينية قد تؤدي إلى الهم والغم، لأن الإنسان يبدأ بالتفكير والقلق بشأن مستقبله، وهو ما يسمى الخوف من المجهول، لذلك يجب أن يفكر بعقلانية واتزان، موضحاً أن العقبات الداخلية يستطيع الشخص تداركها، إذا واجهها بشكل جيد، أمّا العقبات الخارجية التي ليست بيده، لا بد من التعامل معها باحترافية، وعدم إعطائها أكبر من حجمها، حتى لا تؤدي إلى الاكتئاب - لا سمح الله -. يأس وتشاؤم وتحدثت ابتسام السعيد - متخصصة علم نفس - قائلةً: إن الإنسان لا يخلو من الهموم، سواء هم الدراسة أو الوظيفة أو المشكلات الأسرية، وغيرها من الهموم التي ترهق كاهل الشخص، مضيفة أن التركيز على السلبيات وحدها يعمق معنى اليأس والتشاؤم لدى النفس، وهما من الأمور التي تقف حاجزاً لتخطي العقبات، ذاكرةً أن التفاؤل والإيمان بالله والتوكل عليه، تؤكد لنا أن الرزق بيد الله، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، كما قال تعالى: (وما من دابةٍ في الأرض إلاّ على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتابٍ مبين)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت». د. عبدالله الوايلي