امح هذا الركام من ذهنك، وكذلك كل العقبات التي تقف في طريق نجاحك العظيم (ديتون). لا يستهويني الاشخاص الذين ينظرون لأنفسهم على انهم ضحايا للظروف، هم في الواقع ضحايا لأفكارهم المنغلقة على ذاتها، وتوقعاتهم الهابطة السقف، فاذا كانت الفوضى هي سمة لحياتهم طبيعي جدا ان تتسخ مراياهم عندما يرغبون برؤية واضحة، فبناء الذات خاضع لسطوة الارادة والخروج عن المألوف والفاعلية الروحية، فلا يمكن ان تكون انسان قوي الا عندما يكون هناك تبادل صارم بين التفكير والفعل، وتوجيه ظروفنا كما نريد هو ما يجب علينا ان نبادر به، فادارة النفس وظبطها هي ما نحتاجة في حياتنا، والتعامل بايجابية مطلقة مع الاحداث اليومية هي حالة يجب ان تنبع من العقل والتفكير المستمر في حل المشاكل التي تواجهنا دون تركها تكبر وتتعاظم ككرة الثلج ثم تسقط علينا لتقتلنا، وهذا ما يسمى بالتفاؤل مع اننا درجنا في المجتمع على تسمية الشخص المتفائل المنطلق بحياته نحو الامام بإنسان ساذج وغير واقعي، وان التفكير التفاؤلي شيء يأتي من القلب وعادة الاشياء التي تأتي من القلب لا يعول عليها في الحياة، الا ان الانسان التفاؤلي عادة يكون على وعي تام بأهمية التفاؤل لذلك يدخل حربا عنيفة مع الجانب التشاؤمي منه يحاوره ويناظره، فيخلع نفسه ويضعها امامه وينظر اليها وكأنها لوحة بيضاء فارغة ويتخيل الشكل الذي يريده منها، وقد جاء في كتاب دكتور (مارتين سيليجمان) «التفاؤل المكتسب» وهو عن دراسة قام بها على مدى سنوات حيث يدرس الرياضيين المحترفين والهاوين وبائعي وثائق التأمين والسياسيين الذين يتنافسون على المناصب الكبرى، وقد اثبتت دراسته ان اداء المتفائل يفوق اداء المتشائم بشكل كبير. وهذه الدراسة توضح لنا الى أي مدى ان الاختيارات (متشائم، متفائل) هي التي تحدد مدى عقلك وسعادتك، فالإنسان المتشائم يلتفت الى مدى حدة اشواك الوردة لا الى جمالها وهذه النظرة مغروسة في عقله اللاواعي الذي لا يرى الا الجانب السيء من الاشياء، والتصنيف للبشر من خلال التفائل والتشائم نستقريء من خلالها التباينات وخفايا الارتباطات في لحظات تفجرها العاطفي وتأزمها حيث يهرب الانسان نحو سحيق الاعماق بلا تفكير. فالتشاؤم شيء هش وسريع العطب وسرعان ما يدمر صاحبة وبوسع الانسان ان يعيد صناعة توجهاته عبر العاطفة والايمان فيتشرب مشاعر التفاؤل، فهذه المشاعر الدافئة الدبقة هي استثنائية تتصاعد لحظات اللاشعور نحو السطح وتظهر على شكل رؤيا سامية من الحواس الواضحة والعاطفة المتزنة، اذن لنطرح التشاؤم بعيدا عنا فهو يقيد حركتنا نحو المستقبل فحاول ان لا يكون قلبك ذو اتجاه واحد دائما. *وضَع حَرِجْ: حُبُكَ للشَخصْ بَيَنمَا أنتَ غِيرُ سَعيِد – لاَ يبَدوَا حُباً عَلىَ الإِطْلاَقْ.