شكلت الشفافية والدقة في نقل المعلومات عن فيروس «كورنا كوفيد19» الجديد وانتشاره وأعداد المصابين منهجاً اختطه المسؤولون السعوديون وهم يعلنون التقارير اليومية عن واقع المرض وانتشاره، وهذا جعل المتلقي في الداخل أولاً وفي الخارج يتابع الوضع الراهن وهو يعلم يقيناً أن هذه المعلومات والأرقام تعكس بصدق الشفافية التي تبناها المسؤولون عن الجانب الصحي. ونالت الجهود التي تبذلها المملكة والهادفة إلى محاصرة وباء كورونا، ومنع انتشاره على نطاق واسع كما ظهر جلياً في الدول التي شهدت انتشاراً مروعاً للمرض، مخلفاً وراءه وفيات وإصابات، رضا الجهات الدولية المتابعة للفيروس الجديد، علاوة على الارتياح الذي أبداه المواطنون والمقيمون تجاه هذه الإجراءات الاحترازية السريعة والفاعلة بشكل يدعو للإعجاب. كانت مصلحة البلاد والمواطن والمقيم ماثلة أمام المخططين وهم يعلنون عن الإجراءات التي من شأنها أن تحدّ من سرعة وتفشي هذا الوباء الخطير، فبدءاً من مراقبة المطارات وقصر السفر على ثلاثة مطارات فقط مروراً بالوقف المؤقت للعمرة والزيارة ومنع السفر للدول المنكوبة وبائياً ودعوة الناس للابتعاد عن أماكن التجمعات مثل الملاعب الرياضية ودور السينما وأماكن الترفيه المنتشرة، وصولاً إلى الطلب من الأئمة والخطباء قصر المسافة الزمنية بين الأذان والإقامة، كل هذه الإجراءات جاءت كوصفة احترازية لدرء الوباء عن المملكة العربية وساكنيها. ونظراً لمكانة المملكة عالمياً وبصفتها موئلاً لأفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض، فلقد جاءت الإجراءات الاحترازية لتثبت للعالم أجمع أن المملكة حريصة على المعتمرين والزائرين وأن صحتهم مثيلة لصحة المواطنين والمقيمين على أرض بلادنا، فلم نلحظ تذمراً من قبل الجهات المعنية بالعمل الإسلامي والدعوي من هذه الإجراءات بل شهدنا مواقف داعمة ومباركة لها لمعرفتهم بالهدف الأسمى الذي من أجله تم العمل بالاحتياطات الاحترازية. وشكلت الخبرة الميدانية السابقة لمسؤولي الصحة السعوديين والمتمثل في تعاملهم السابق مع مرض إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير عاملاً مهماً في تحجيم هذا الوباء حتى الآن والنجاح في التوعية الطبية للمجتمع إلى جانب التعامل الأمثل مع المرضى وسن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره بشكل واسع.