في أغاني فيروز - ولم أقل عند فيروز بشخصها وإن كانت انتقاءات المرء جزءًا منه ومن شخصيته - الهوى مناقض للتوقعات؛ هو لحديث العشاق الناشئ من بين صخور الوله والشغف وليس لكلام الغزل المنسوج بصوف التكرار. الهوى في أغانيها أقرب (للسكوت/ الحكي) المفاجئ منه للكلام السائل والمتمرس عليه. في هواها جين سائد ينافي السائد للدرجة التي يصبح: انعدام الرومانسية عند فيروز قمة الرومانسية. الهوى ب (الوَمَاَ) في أغانيها ينمو على رمش العين وجدران الفؤاد كالعشب المجنون. في آخر جزء من سكتش «ما نام الليل سهران محبوبي» من «مسرحية بترا»: (حبيبي ساكن بلون عيوني؛ عيوني الحلوين عاطول حلوين)؛ أي حُبٍ ذلك الذي تبقى به عيون المحب طول الزمن جميلة ليس لجمالها هي؛ ولكن لأن الحبيب يسكن في عمق لونها. الهوى الفيروزي - وكعادتها بطريقتها غير الاعتيادية - لا يعرف من أين يؤكل الكتف، لكنه بكل تأكيد يأكل القلب بدون أن يعرف وبدون «من أين».