عندما نقيّم ونثمن الوقت نقول الوقت ثمين جدا ولا يعوض! كيف أستطيع أن أنظم وقتي وأستغله وأستفيد منه الاستفادة القصوى؟ من أجمل وأمتع الأشياء في الحياة أن تقضي الوقت في منفعتك ومنفعة غيرك وأن ترى بعد ذلك أمنياتك وأحلامك تتحقق، مصدر تنظيم الوقت واستغلاله السليم ومنبعه هو ديننا الحنيف وبالتحديد الصلاة المكتوبة، أنظر إليها فالخالق - سبحانه وتعالى - أخبرنا بأنها كتاب موقوت، إذاً الوقت مرتبط بالصلاة، من هنا تكون البداية والانطلاقة، فابدأ بها وأدها في أوقاتها وجماعتها وبخط متوازن معها، ابدأ تخطيط حياتك وإنجاز أمنياتك وأحلامك، فالصلاة تعيننا على تنظيم الوقت وتنسيقه ونحن لا نشعر، فكثير من المواعيد والالتزامات يكون تحديدها بعد وقت معين، فنقول سوف ننجز ذلك بعد أو قبل صلاة محددة، إذا هي الهيكل والمؤشر التنظيمي للوقت بل هي أهم وأعظم من ذلك، وأستغرب عندما أسمع وأرى من يشتكي من طول الوقت الضائع والملل في حياته والذي يفترض بالمسلم المؤمن أنه لا يجد أبدا ذلك الشعور والإحساس في حياته بل وقته مليء بالذكر والعبادة والعمل. كثير من الأشياء والأمور في حياتنا اليومية تؤجل بسبب حجج واهية غير حقيقية وغير مقنعة أيضا بسبب ارتباطات مختلفة يمكن تأجيلها إلى وقت آخر أو عدم وجود الوقت الكافي أو المطلوب لإنجازها كما ندعي، ولو بدأنا بالتروي قليلا والتأمل والنظر إلى يومنا من بدايته إلى نهايته وبدأنا بتنظيمه ووضع الأوليات والأمور المهمة المطلوب إنجازها في قالب زمني محدد معروف وقته لرأينا بعد فترة ليست طويلة كمية الإنجاز والإنتاج المحقق نتيجة فقط تنظيم وتنسيق الوقت. تعجبني كثيرا كلمة شكرا على أنك أعطيتني من وقتك التي يستخدمها بلا شك من يقدر أهمية الوقت وثمنه، كثير من الوقت المهدر في أمور غير منظمة مسبقا جعلت الكثير يتأخر في تحقيق ما يتمنى، بل جعلته عاجزا عن التفكير مجددا على كيفية البدء مرة أخرى وقس على ذلك كثيرا من المشروعات والأهداف المؤجلة. الأحداث في حياتنا تتسارع وتتغير فإذا لم نحسن استغلال الوقت ونبدأ في تحقيق كثير من أحلامنا وواجباتنا والمطلوب أن ننجزه، سوف لن نكون جاهزين عندما يحين أو تكون هناك فرصة حقيقية في الحياة، فالحياة علمتنا أن نكون جاهزين دائما حتى نستطيع أن نستغل الفرص المتاحة والمفاجئة. استعن بالله وابدأ اليوم قبل غد باستغلال كل وقتك ونظمه حسب الأوليات، واستعن بالتكنولجيا الحديثة وبكل شيء تجد أنه سوف يعينك ويساعدك ويحقق لك هذا الهدف.