عزيزي رئيس التحرير يتبادر الى اذهاننا ان تنظيم الوقت معناه ان نجعل حياتنا كلها جادة ولا وقت فيها للراحة، بالطبع ان هذا المفهوم خاطىء، في البدء هل تنظيم الوقت جملة صحيحة؟ كلا لان الوقت منظم اصلا فالدقيقة مقسمة الى 60 ثانية والساعة تساوي 60 دقيقة واليوم يساوي 24 ساعة وهكذا اذا فالوقت مقسم ومنظم تنظيما جيدا، اذا هل نسميه ادارة الوقت؟ ايضا لا لان الوقت لا يدار ولا يمكننا ان نتحكم في الوقت ونجعل من اليوم مثلا 36 ساعة بدلا من 24 انما الوقت يديرنا. اذا فلنسمه ادارة الذات لاننا نستطيع ان ندير انفسنا من خلال الوقت وليس العكس، والوقت هو من اندر الموارد فهو لا يعوض، ولا نستطيع ان نخزن الوقت او نشتريه، لذلك فان الوقت هو الحياة وعليه فسوف استخدم لفظ تنظيم الوقت للدلالة على المعنى المطلوب وهو ادارة الذات. يمكننا ان نكون ناجحين بشكل كلي اذا اعتمدنا على فكرة تقدير الوقت او الاهتمام به فيجب علينا ان نبذل اقصى جهدنا لاستخدام الوقت المتاح لدينا لتحقيق اهدافنا. فالوقت هو رأس المال الحقيقي وهو مورد هام من موارد الادارة. وادارة الوقت هي بمثابة علم وفن استخدام الوقت بشكل فعال وهي عنصر اساسي من عناصر الادارة الفعالة. ونجد ان هناك اراء واختلافات حول مفهوم الوقت وتتعدد تعريفات الادارة للوقت ولكنها كلها تؤدي الى نفس المضمون وهو القدرة على انجاز الاعمال بشكل منسق ومنظم وفعال وتحقيق الاهداف بأقل التكاليف اي الاستغلال الامثل والفعال لكل الامكانات المتاحة للادارة. ومدى استفادتنا من اوقاتنا هي التي تحدد الفارق بين الناجحين والفاشلين حيث ان الشيء المشترك بين كل الناجحين هو قدرتهم على عمل توازن بين اهدافهم التي يسعون الى الوصول اليها والواجبات اللازمة عليهم نحو الاخرين وهذه الموازنة لا توجد الا من خلال ادارة الوقت اذ لا حاجة لادارة الوقت بلا هدف لحياتنا والا سنسير في كل اتجاه مما يجعل حياتنا مشتتة ولا نحقق فيها اي شيء. والناس من حيث تنظيمهم للوقت صنفان، فمنهم من ينظم وقته ومنهم من لا يفعل ذلك اما من ينظم وقته فمنهم من يكون فعالا ويستفيد بشكل كبير من تنظيمه الوقت، ومنهم من لا يستفيد من تنظيمه الوقت وتراه مشغولا في طاحونة الحياة، يكد ويعمل بلا راحة اما من لا ينظم وقته فاما ان يحس بالملل لانه لا يعرف ماذا يفعل في فراغه الكبير، او انه متخبط في اعمال قليلة الاهمية. ومن هنا فان الفعال في تنظيم وقته هو الشخص الذي يحصل على النتائج المطلوبة في الوقت المتاح. الوقت هو الشيء المشترك بين الجميع فالوقت للجميع ولكن هناك اختلافا في كيفية استغلال الوقت من شخص لاخر. نحن المسؤولون الوحيدون عن وقتنا ونستطيع ان نستغله ونخطط له، فالوقت يسير بسرعة ثابتة ولا يمكن تقديمه او تأخيره فالذي يمضي هو الوقت وليس نحن، والوقت له كمية وله نوعية فلايجب ان نسرق وقت الاخرين ولا ندعهم يسرقون اوقاتنا. فالوقت هو المقياس الذي نعتمد عليه في سرعة الانجاز والمنافسة واصبحت جميع المجالات تعتمد على الوقت كمقياس مدى استغلاله. وفوائد ادارة الوقت كثيرة منها ما نجد نتائجه في الحال ومنها ما نجده على المدى الطويل. ولا شك اننا عندما نحسن ادارة وقتنا ونعرف كيف نستغله وننظمه فاننا سوف نشعر بتحسن عام في حياتنا فيمكن ان نقضي وقتا اطول مع العائلة او في زيادة تطوير ذاتنا وتحسين قدراتنا وانجازنا اهدافنا واحلامنا وسوف نلاحظ تحسن انتاجيتنا وسوف نلاحظ ايضا قلة الضغوط علينا في العمل وفي الحياة بشكل عام. اذا بدأ اي شخص تنظيم وقته بطريقة فعالة فسيحصل على نتائج فورية مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل وتحقيق الاهداف المنشودة بطريقة افضل واسرع، وسوف يقلل من الجهد المبذول وبالتالي سوف يجعله ذلك اكثر راحة وعندما ينجح في تنظيم وقته بطريقة فعالة فانه سوف يلاحظ انه بدأ بتفوق على نفسه اولا وعلى غيره ثانيا في مجالات عدة. والاعمال تنقسم الى عدة اقسام فهناك اعمال ملحة ومهمة في نفس الوقت وهناك اعمال غير عاجلة لكنها مهمة لانها تتضمن انشطة وقائية تعزز القدرة على الانتاج واقامة العلاقات وتنميتها والتخطيط والترويح عن النفس، واذا مارسنا هذه الافعال ستتقلص الازمات وسوف نبدأ في اكتشاف ارض رحبة من الفرص الحقيقية التي سوف تحقق لنا الانجازات والاهداف ونبدأ في اختيار اهم الفرص لتحقيق اهدافنا بهذا سوف يمكننا ان نبدأ العمل بتلقائية وبدون تكلف ونحافظ في نفس الوقت على مواعيدنا واعمالنا. هذه مجرد مقدمة لتساعدنا في اخذ زمام المبادرة ونبدأ في التفكير الجدي حول حياتنا وكيف نديرها ونقودها نحو ما نهدف اليه وحتى في تنظيم وقتنا يجب علينا ان نكون اصحاب اهداف وتخطيط، وان لم تكن لدينا اهداف فلا فائدة من تنظيم الوقت فتنظيم الوقت يقوم على اساس وجود اهداف ننظم الوقت من اجلها وحتى نشعر بفائدة ادارة الوقت يجب علينا ان نتعرف على مدى استفادتنا من وقتنا وان نعرف ما العوامل المبددة لوقتنا ومن الفوائد التي سوف نشعر بها من خلال ادارة وقتنا هي انه سوف نستطيع اتمام اعمالنا بشكل اسرع وبمجهود اقل وسوف نحصل على فرص لم تكن بحسابنا لاننا مشغولون وهذا يجعلنا نتكيف مع ظروف الاخرين وجداولهم الزمنية وسوف نلاحظ من خلال حسن ادارتنا وقتنا بالطريقة المثلى والصحيحة انه يوجد امامنا وبين ايدينا الوقت الكافي للنشاطات التي كنا نعتقد اننا لا نستطيع ممارستها لعدم ادارتنا وقتنا بطريقة فعالة وهي مثل وقت للعائلة والاصدقاء ووقت لانفسنا ايضا فسوف نجد ان لدينا وقتا للعمل ووقتا للتفكير ووقتا للقراءة ووقتا للسهر وبالتالي سوف يقل التوتر والضغط وبالنتيجة سوف نشعر بالراحة لاننا وجهنا وقتنا التوجيه الصحيح. @@ رائد عبدالعزيز القديحي