الأسرة هي النواة الأولى تمتد إلى الأب والأم والأبناء وقد تشمل الجد والجدة والعم ..إلخ. فالأطفال يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون ولا يعرفون شيئاً ولو أن علماء النفس والتربية لهم رأي يقولون فيه أن الطفل في رحم أمه يعرف صوتها وراحتها وعندما ينزل إلى الحياة بفضل الله ورعايته يبدأ مرحلة الطفولة المبكرة، ويتغذى ويرضع كل ما حوله من رعاية معيشية ثم تمتد إلى مرحلة التنشئة الاجتماعية شيئاً فشيئاً حسب هذا الوسط الأسري من موروث شعبي (عادات تقاليد سلوك طفولي) ثم ينتقل إلى مرحلة الطفولة المتأخرة تبدأ من سن السابعة من عمره هذه مرحلة الدراسة أو قد يكون قبلها في مرحلة الروضة المدرسية أو التمهيدية كل هذا تحت رعاية أسرته ويكبر حسب مراحل عمره الزمني حتى يصل إلى مرحلة المراهقة التي هي أخطر مرحلة في حياته وهنا أقصد البنت والولد فإذا تحصن وصار عنده حصانة ذاتية في التربية الإسلامية الصحيحة وشق طريقة في الحياة، ويخضون كغيره بين أفراد المجتمع الذي يعد المجتمع الثالث بعد الأسرة والمدرسة كل هذه المراحل تكون تحت نظر الأسرة وتحصينه من التعرض للانحراف التي لها دور كبير في التنشئة بحيث تعرف ما يمارسه من سلوك خاصة مع أقرانه سواء في المدرسة أو الجيرة بطريقة غير مباشرة حتى لا يعرف أنه مراقب من قبل أفراد الأسرة بالتالي قد يشعر بنقص أو دونية قد يعوضها بسلوك سلبي على أسرته أو أفراد مجتمعه ولا ننسى أيضاً مراقبة الأسرة لوسائل التواصل الاجتماعي التي قد تعرض الأبناء في أشياء قد لا تحمد ربها. الأسرة لها دور مهم كبير في تربية وإصلاح الأفراد ورعايتهم وتنشئتهم إسلامياً بحيث يعرف الخطأ من الصواب وأن هناك خطوطاً حمراء يجب ألا يتعداها أو يقف عندها فاذا صلح الأبناء وشقوا طريقهم في الحياة أصبحوا أفراداً يعتمدون على أنفسهم بعد الله وخدموا دينهم ووطنهم ومجتمعهم وابتعدوا عن أماكن الغلو والتطرف والإرهاب وأصحبوا يشاركون في تنمية الوطن وأنا أهيب بأفراد الأسرة خصوصاً الوالدين بأن يكونوا قدوة وحاضنين لأفراد أسرتهما وأن يبتعدا عن المشاحنات والمشاكسات وأن يخصصا جزءاً من وقتهما يومياً لرعاية الأبناء خوفاً من تصدع الأسرة والأصول لا سمح الله إلى مرحلة الطلاق الذي قد ينعكس على تعرض الأبناء إلى الانحراف، وكاتب هذا المقال يكتب من واقع ميداني في هذا الشأن امتد لأكثر من ثلاثين سنة, حفظ الله أبناءنا وبناتنا من كل سوء ورزقهم الاستقامة والصلاح والبعد عن أماكن الزلل في ظل رعاية ملكنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.