لا شك في أن التربية لها أثرها في استقرار الأمن الفكري، فالعوامل التربوية تهدف إلى إعداد الأجيال، وبناء شخصيتهم للدخول إلى معترك الحياة. وتعد الأسرة خلية اجتماعية لها وظائفها المتباينة، وأساليبها وضوابطها سواء في مجال التربية أم في العلاقات والتواصل. ومما لاشك فيه أن التحولات المعاصرة كان لها تأثير سلبي على الكثير من وظائف الأسرة وأهمها التنشئة الفكرية التي لا تبدأ مع ميلاد الطفل، بل تتم منذ اختيار الأم وبعدها مرحلة تقسيم الدماغ، حيث تسهم الأم من خلال سلوكها العام، وعاداتها الغذائية والحياتية، في استقرار المزاج للطفل وهدوء طبعه. ثم يمضي الإنسان مراحله العمرية في أسرته، حيث تتكون في وجدانه أهم القيم الدينية، والمفاهيم السلوكية، والاتجاهات المختلفة وتسهم فترة الطفولة في تلقي الناشئة لأساسيات التربية الصالحة، حيث تستقي الطفولة من الأسرة ما يحدد شخصيتها، ولاشك في أن استمرار المتابعة والمراقبة الدائمة لما يحيط بهم من علاقات، وسلوكيات والكشف المبكر لصور الانحراف، وتحديد العلاج في حينه يعد مرحلة مفصلية لهم، إضافة إلى استمرار التواصل بين الطفل وأفراد الأسرة، ومتابعة الأبناء خلال مراحل التعلم واكتساب المعرفة. ومن بين وظائف الأسرة تطبيق المناهج الحديثة في التعامل مع الناشئة حيث تعد التربية الصالحة الوسيلة التي يطور بها المجتمع نفسه وناشئته، وفي غيابها يبدأ انحلال عقد الأمن الفكري للفرد، ويتقهقر المجتمع، وتضمحل منجزاته. متعب بن شديد الهماش