أكد رئيس السياسات العامة والعلاقات الحكومية في «تويتر» جورج سلامة أن الشركة الرئيسة المشرفة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تبذل جهودها لخفض الإساءات وانتحال الشخصيات وللتخلص من السلوكيات المزعجة، وأنها تحقق تقدّماً كبيراً في هذا الشأن، وأفاد بأن شخصيات المذيعين الشهيرة التي تحرّض على العنف تمكن محاسبتها من خلال خيارات الإبلاغ عنها الخاصة بالموقع، وكان ل»الرياض» هذا الحوار معه، حول هذا الموضوع وسياسات «تويتر» الأخرى وأدبياته.. * كثر الحديثُ أخيراً عن مصطلح «تحسين بيئة تويتر».. ماذا يعني؟ وما أبرز إجراءاتكم بهذا الشأن؟ * تتمثل أولوية الشركة الرئيسة في خدمة المحادثات العامة والحفاظ على صحتها، إضافة إلى توفير بيئة تُشعر الجميع بالأمان عند مشاركتهم في المحادثات على المنصة، وبذلنا جهداً كبيراً في هذا المجال خلال الأعوام الماضية. فعلى صعيد المزايا: قللنا عدد الحسابات التي يمكن متابعتها يوميًا من 1000 إلى 400؛ لمكافحة السلوكيات غير المرغوب فيها، وأطلقنا مزية إخفاء الردود، التي تتيح للأشخاص تحكماً أكبر في تغريداتهم، إضافة إلى تجربة خاصية تحديد من يمكنه الرد على التغريدات، كما أطلقنا إشعاراً خاصاً باسم «تغريدات مخالفة ولم تتم إزالتها» لوجود مصلحة عامة في أن يدرك الناس أن هذا المحتوى ينتهك القوانين، لكن ثمة غرض معيّن مِن بقائه على المنصة. أما على صعيد تطبيق قوانيننا وإجراءات الإنفاذ، فعندما نكتشف أن حساباً انخرط في سلوك مزعج أو متلاعِب «نواجه» ذلك الحساب للتحقق: أَصاحِبُه لا يزال يتحكم فيه؟ وذلك بالتحقق من رقم هاتفه، أو حل صورة رموز «reCAPTCHA»، أو إعادة تعيين كلمة مروره. وقد واجهنا 194 مليون حساب مرتبط بسلوكيات مزعجة خلال ستة أشهر بين يوليو وديسمبر العام 2018م، كما حدّنا ويسّرنا قوانيننا. ومن ناحية السياسات حسّنّا آلية الإبلاغ المتعلقة بسياسة المعلومات الخاصة، وطرحنا قانون سياسة الخداع المالي. * ذاع لغط كبير عن سياسة «تويتر» للفيديوهات والمقاطع المصورة.. هل لنا بشرح مبسط عن سياستكم؟ o ندرك أن بعض التغريدات تحتوي صوراً أو مقاطع فيديو مُتلاعَب بها، وقد تؤذي الناس؛ ولذا قدمنا قانوناً جديداً لمواجهة هذا الأمر يعطي الناس سياقاً أكبر عن هذه التغريدات. وينص القانون على أنه لا يجوز للأشخاص مشاركة الوسائط المُزيَّفة والمُضلِّلة التي يُحتمل أن تسبب ضرراً. كما سيضع تويتر إشعاراً للتغريدات التي تحتوي الوسائط المُزيَّفة والمُضلِّلة؛ لمساعدة الناس على فهم أصالة الوسائط، ومِن التغيير ما يرمي إلى مشاركة الناس والمجتمع المدني والخبراء الأكاديميين في وضع هذا القانون. لقد تلقينا أكثر من 6500 رد، وسنستمر في إجراء تغييرات مثل هذه علنيّاً، بالتشاور مع أشخاص من جميع أنحاء العالم. * كيف تمزجون بين «حرية التعبير» وسياستكم الخاصة بالإساءة إلى الغير؟ o تمنع قوانيننا ترويج العنف ضد الآخرين أو مهاجمتهم مباشرة أو تهديدهم، كما لا نسمح بالحسابات التي هدفها الأساسي التحريض على إيذاء الآخرين. ولا شك أن حرية التعبير حقٌ لكل إنسان، ونحن نؤمن بأنّ لكل شخص رأياً يحقُ له التعبير عنه. لكنّ دورنا يتمثل، في المقابل، في إثراء الحوار بين الجميع، والحفاظ على بيئة تُشعر الأشخاص بالأمان عند مشاركتهم المحادثات على المنصة، ونحن نتخذ الإجراءات اللازمة حيال أكثر من 50 % من التغريدات المسيئة استباقياً. كما أننا ملتزمون بالتصدي للسلوكيات المسيئة التي تحرّض على الكراهية، أو التعصب، وقد حدّثنا قوانيننا المتعلقة بلغة التجريد من الصفات الإنسانية المرتبطة بالانتماء الديني، بعد أن طلبنا مساهمات الجمهور ومقترحاتهم، وكانت العربية من اللغات التي شملها هذا التحديث. * تنص سياستكم على عدم تشجيع العنف، إلا أننا نرى مؤخراً مذيعي قنوات يحرضون علناً على العنف دون حراك منكم؟ * تحظر قوانيننا تهديد أي فرد أو مجموعة بالعنف، كما نمنع أيضاً تمجيد العنف الذي قد يشجع الآخرين على الضَّلَع في أعمال عنف مشابهة. ونطبّق هذه القوانين بحياد على الجميع. ويمكن لأي شخص الإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة لهذه السياسة، بتحديد التغريدة المسيئة ونوع الانتهاك. ويمكن أيضاً الإبلاغ عن المحتوى ليُراجع عبر نموذج الإبلاغ عن السلوك المسيء، من خلال تحديد خيار «المضايقة». * أصبح من المألوف في الآونة الأخيرة انتحالُ حسابات شخصيات كثيرة في «تويتر».. ما موقفكم من ذلك؟ * من الممنوع انتحال الشخصيّات على المنصة، وذلك انتهاك لقوانين تويتر. وتُوقَف الحسابات، التي تنتحل صفة شخص أو علامة تجارية أو مؤسسة أخرى بطريقة خادعة أو تُسبب الالتباس، إيقافاً دائماً، بموجب سياسة انتحال الشخصيّة ب»تويتر». ويمكن للأشخاص أو المؤسسات تقديم بلاغ إذا وجدوا حساباً ينتحل شخصية أيّ منهم، من خلال نموذج الإبلاغ عن انتحال شخصيّة الأفراد، أو نموذج الإبلاغ عن علامة تجاريّة للمؤسسات. ويُسمح لمستخدمي «تويتر» بإنشاء حسابات ساخرة أو ناقدة أو للمعجبين أو لتقديم أخبار موجزة عنهم. o الإعلانات المزعجة تقلق الجميع، كيف السبيل إلى التخلص منها؟ * السلوكيات المزعجة نوع من التلاعب بالمنصة، و»تويتر» يعرّف ذلك بأنه إساءة استخدام بتضليل الآخرين أو تعطيل تجربتهم، ومن أمثلة ذلك التغريدات التي تحاول باستمرار أن تجعلك تشتري شيئًا ما. ونحن نوظف التكنولوجيا الاستباقية لتخفيف العبء على الأشخاص؛ وللإبلاغ عن التغريدات والسلوكيات المزعجة أو المسيئة، ونحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لرفع مستوى وعي الأشخاص بأدوات السلامة التي يمكنهم الاستفادة منها، لذلك أطلقنا أخيراً حملة «تويتر» للسلامة في الشرق الأوسط؛ لمساعدة الناس على تحديد السلوكيات المزعجة والمسيئة على «تويتر» والإبلاغ عنها، إذ إنّ أولويتنا الرئيسة تصب في الحفاظ على صحة المحادثات العامة وتعزيزها. ونجحت جهودنا في تقليل هذه السلوكيات، فانخفضت نسبة حسابات السلوكيات المزعجة التي واجهتها أنظمتنا إلى 50 % في النصف الأول من العام 2019م، مقارنة بالنصف الثاني من العام 2018م؛ وهذا يشير إلى أن عددًا أقل من الأشخاص يتعرضون لرسائل مزعجة، كما واجهنا 291 مليون حساب مرتبط بسلوكيات مزعجة بين يوليو 2018م ويونيو 2019م. كما أن 75 % من الحسابات التي نواجهها تُخفق في الاختبارات وتُعلَّق في النهاية. * يحوي كثير من «الهاشتاقات» عبارات مسيئة، كيف التعامل في مثل تلك الحالات؟ * نعمل على جعل المحادثات صحية على «تويتر»، وهذا يعني أنا قد نمنع أحياناً محتوى معيناً من التداول إذا انتهك قوانيننا، وهذا يشمل الموضوعات التي تحوي ألفاظاً نابية أو محتوى حساساً أو رسومات خارجة عن اللباقة. كما نمنع التحريض على الكراهية على أساس العرق، أو الأصول القومية، أو النوع، أو الجنس، أو الانتماء الديني، أو السن، أو الإعاقة، أو المرض، ويمكن الإبلاغ عن موضوع أو وَسْم مسيء متداوَل من خلال التطبيق، بأن تختار الموضوع في صفحة الموضوعات المتداولة، وتضغط السهم العلوي الأيمن، وتختار أن «هذا المتداوَل مزعج». * يتحدث كثيرون عن ضياع «حقوق الملكية الفكرية» في «تويتر».. كيف تردون على ذلك؟ * لا يجوز انتهاك حقوق الملكية الفكرية للآخرين على «تويتر»، بما في ذلك حقوق النشر والعلامات التجاريّة. ويمكن للأشخاص الإبلاغ عن انتهاك حقوق النشر بزيارة مركز «تويتر» للمساعدة، وتقديم شكوى حقوق النشر. وتُراجَع الشكاوى للتأكد من دقتها وصلاحيتها واكتمالها. وإذا استوفَت الشكوى هذه المتطلبات فإننا نتخذ إجراءً بشأن الطلب. وإذا قررنا إزالة إمكانية الوصول إلى المادة أو تعطيلها فسنشعر المستخدم المتأثر بذلك، ونزوده بنسخة كاملة من شكوى مقدم البلاغ، إضافة إلى تعليمات بشأن كيفية تقديم إشعار مضاد. * حدثنا قليلاً عن «تويتر» والذكاء الإصطناعي.. * نوظف الذكاء الصناعي والتعلّم الآلي لمواجهة السلوكيات غير المرغوب فيها والمسيئة على المنصة بشكل استباقي. وفي يونيو الماضي، استحوذنا على فابيولا إيه آي «Fabula AI»(شركة ناشئة في لندن) ركزت في البداية في تحسين صحة المحادثات وتوسيع نطاق التطبيقات لإيقاف المحتوى المزعج، كما عزّزت خبرتنا في التعلم الآلي، إذ يؤدي الأخير دورًا رئيساً في هدفنا المتمثل في خدمة المحادثة العامة. ووظّفت فابيولا إيه آي «Fabula» بتوظيف فريق من الباحثين على مستوى عالمي يستخدمون تعلم الرسم البياني العميق لاكتشاف التلاعب بالشبكة. وهذا النوع من التعلم طريقة جديدة لتطبيق تقنيات التعلم الآلي القوية على البيانات المنظمة للشبكات. أما النتيجة التي يمكن تحقيقها فهي اكتساب القدرة على تحليل مجموعات البيانات الكبيرة والمعقدة، التي تصف العلاقات والتفاعلات، واستنباط الإشارات بطرق لا تستطيع تقنيات التعلم التقليدية التوصل إليها. لقد كان هذا الاستثمار الاستراتيجي في مجال أبحاث التعلم البياني العميق والتكنولوجيا والمواهب محركاً رئيساً، حيث نعمل على مساعدة الناس من أجل الشعور بالأمان على «تويتر»، ومساعدتهم على الوصول إلى المعلومات ذات الصلة. وكان هذا الاستثمار الاستراتيجي في مجال أبحاث التعلم البياني العميق والتكنولوجيا والمواهب محركًا رئيساً، حيث نعمل على مساعدة الناس من أجل الشعور بالأمان على «تويتر»، ومساعدتهم على الوصول إلى المعلومات ذات الصلة. * حدثنا عن نشاطاتكم في يوم الإنترنت الآمن. * نعمل مع مختلف شركائنا لنشر التوعية بجعل الإنترنت مكانًا أكثر أمانًا وأفضل للجميع. وبهذه المناسبة سنطلق سلسلة من مقاطع الفيديو التوعوية باللغة العربية من الحساب الرسمي TwitterMENA@؛ لتحسين تجربة الأفراد وإثرائها على المنصة، من طريق تسليط الضوء على بعض الأدوات والمزايا، مثل: كتم المحادثات أو الكلمات، والتحكم بالإشعارات، والإبلاغ عن الانتهاكات وغيرها. كما أطلقنا رمزاً تعبيرياً يظهر عند استخدام وسم (#اليومالعالميللإنترنت_الآمن، #SID2020، #SaferInternetDay) ضمن لغات أخرى. كما سنعقد ورشة عمل مع شركائنا تركز في تعزيز الوعي الرقمي والتعريف بأدوات السلامة على المنصة، ودورها في الحفاظ على صحة المحادثات العامة. جورج سلامة