ديوان «شاعر وفنان» للشاعر محمد علي القحطاني صدر في العام 1420ه، وتصدر صفحاته مقدّمة للأديب راشد بن جعيثن نقتطف منها قوله: «في معاناة عاشها الشاعر قد تكون شخصية في استعارة وجدانية قال يخاطب الليالي: بس يا سود الليالي اتعدلي آه من طولك ومن قصر النهار انصفيني في الليالي اللي تلي امنحيني كل قدر واعتبار القحطاني شاعر مبدع.. يحدثك بلغة الواثق من مشاعره، يفتل خيوط الصورة وينسجها في تصورات جميلة». وقد احتوى الإصدار كثيرا من القصائد الوطنية والوجدانية، وعديدا من قصائد الحنين والشوق التي تتميز بجمال الإحساس والبحوح الصادق، منها هذه القصيدة: صبرنا وطول الصّبر يقضي على الأرواح إذا طال وتعدى حدوده.. ومعقوله وصدقت من قال الصّبر للفرج مفتاح وهي كلمةٍ صارت للأمثال مقيوله سقا الله زماني يوم أنا دالهٍ مرتاح إذا مر عامٍ ما احسبه قلت وشهو له وجاني زمانٍ ما ابتسم يوم بالأفراح يمر النهار وأقول ذا اليوم يا طوله أغنّي على أيامٍ مع روضة الوضاح أكيل الندم.. ودمعة العين مرسوله الأمثال تدفعني وأحلّق بدون جناح وتمسي همومي بين حيّه.. ومقتوله ومن أشعار المؤلف قصيدة «كلما يدعيني الداعي جنوب» التي كتبها في مناطق الجنوب المشهورة بطبيعتها الساحرة ذات الأثر في صفاء شاعريته: كلما يدعيني الداعي جنوب طار قلبي له قبل مد القدم اعتقد حبّ الوطن ما هو ذنوب البشر مخلوق من لحمٍ.. ودم لو خيالي في مشاهدها ينوب كان ما تعدمني الذكرى عدم لكن المكتوب ما منه هروب تسبق الآهات ونّات النّدم ينهدم حبِّ تعمّره القلوب إلا حبّ الدار عمره ما نهدم كما احتوى على عديد من القصائد المشهورة ومنها قصيدة «هاف مون» التي تعد من الشِّعر الجميل؛ لما تحتويه من الصور الشاعرية الرائعة: يوم أناظر في شواطي هاف مون ملتقى الأحباب من بعد العصر بحرها يعزف لغزلانه لحون منظرك خلاب يا نص القمر جيتها زاير على أحسن ما يكوهن باقيٍ عندي من الذكرى صور جيت من شأن الذي لأجله يهون التعنّي.. والمسافة.. والسفر الحبيب اللي على روحي يمون موعدي به في القريب المنتظر لو سكن بالعين طبقت الجفون يستحق اللي وضعته بالنظر.. راشد بن جعيثن