اختلفوا ليتفقوا عليها في نهاية المطاف، كيف للعلم أن يلتقي وينتقل لو لم تكن هناك لغة تجمع بين العلماء والمتعلمين حول العالم، قد تقول ومالها اللغة العربية لتفعل هي ذلك بدلاً من الإنجليزية؟! وقد يقول ذلك ساكن الهملايا.. الجواب أوضح مما نتخيل: أبدع أنت لتبدع أشياءك (ومن ضمنها لغتك) معك؛ وإذا أبدعت قدمت وتقدمت. اللغة الإنجليزية جاءت نتيجة حتمية لشيء كوني عالمي، أنا هنا لست لتمجيد اللغة الإنجليزية ولكن لو لم تكن اللغة الإنجليزية بعالميتها الحالية لكانت لغة أخرى تقوم مقامها، إذاً الأمر ليس حصرياً لأحد بذاته؛ هو نتيجة حتمية لجريان لا بد أن يحدث. والبشر في نهاية المطاف مهما اختلفوا موحدون - من دون إدراك منهم - ويودون الاجتماع ولو بقدر بسيط ومن دون معاهدات سياسية وغيرها. الكون منظم لدرجة أنه حين ينشأ فراغ معين يُملأ تلقائياً هذا الفراغ بمن كان مستعداً وفي الانتظار مسبقاً. يذهب قوي لنكتشف أن هناك قوياً سد محله من دون توقعنا، من أين أتى ذلك القوي الجديد؟ لا نعلم.. ولكن ما نعلمه أن هذا الكون يسير حسب نواميس كونية وقوانين ربانية لا تميل ولا تحيد. أتذكر أن بعض أولياء الأمور كان يلقن ولده هكذا: "لغة كفار هذه الإنجليزية".. ليقولها لي ابنه بعد ذلك تلميحاً أو تصريحًا، وقد قيلت لي أكثر من مرة في سنوات مضت بالتعليم. هذا أحد الحواجز التي تصنع مرةً أخرى وتزيد من (رهاب الاكتساب) في اللغات وغيرها من المجالات.