من عناصر بيئة العمل الإيجابية وجود تواصل رسمي وغير رسمي بين المدير وأعضاء فريق العاملين معه ومقابلة المراجعين. مهما كانت مشاغل المدير فإن التواصل مع الموظفين والمراجعين والالتقاء بهم ليست خياراً بل مسؤولية يجب أن يكون لها نصيب في وقت المدير، التقنية الإدارية وسيلة مساعدة لكنها ليست بديلاً للتعامل مع الناس. الإدارة بالناس قبل الإدارة بالتقنية، الناس هم الفكر والمشاعر والمبادرات والدعم المعنوي والعلاقات الإنسانية، لاحظت على سلوك بعض المديرين تعمد المدير الحضور المتأخر للعمل معتقداً أن هذا السلوك مرتبط بمنصب المدير وأنه يحيطه بهالة من الاحترام أو الهيبة. يحضر متأخراً ثم يدخل في سلسلة من الاجتماعات حتى نهاية ساعات العمل، بينما السكرتير مشغول برد الموظفين والمراجعين بكلمة جاهزة (المدير في اجتماع)، ويعتقد بعض المديرين أن عدد الاجتماعات هو مقياس لأهمية المدير، فكلما زاد عدد الاجتماعات، زادت أهمية المدير، وتكون لدى زملاء العمل الاعتقاد أن مدير الإدارة أو رئيس القسم له تأثير قوي في صناعة القرارات داخل التنظيم! المدير الذي يتأخر في الحضور للعمل، أو يتعمد تأخير المعاملات، أو الحضور المتأخر للاجتماعات، أو عدم مقابلة المراجع إلا بعد انتظار غير مبرر، هذا المدير ستكثر حوله الأقاويل والشائعات، سيقال إنه مسنود من داخل التنظيم، سيقال إن له أعمالاً خاصة خارج التنظيم، سيوصف بالمغرور، سيقال إنه يستفيد من الوظيفة أكثر مما يفيدها. سيقال إنه يزيد عدد الموظفين في إدارته اعتقاداً منه أن حجم الإدارة هو معيار الأهمية. ولنفس السبب يمارس هذا النوع من المديرين تجاوز مهام إدارته إلى مهام الإدارات الأخرى. هذا السلوك الإداري هو أحد الأسباب التي تجعل بيئة العمل بيئة سلبية قد يتسبب فيها شخص واحد في أحداث النزاعات والتنافس غير البناء والشللية وبالتالي جعل بيئة العمل بيئة طاردة. إن أحد أسباب النزاعات في بيئة العمل صياغة التنظيم الإداري وتعديله لمبررات شخصية، وليس بالضرورة تحقيقاً لأهداف أو متطلبات تنظيمية. هذا الإجراء يقود إلى مشكلات إدارية مثل الازدواجية، وضعف التنسيق، والعلاقات غير الجيدة بين زملاء العمل، كما يقود إلى وصول مدير لا يتفق سلوكه مع ثقافة المنظمة، بل يسيء إلى هذه الثقافة.