كان الإعلان الرسمي لوزارة الثقافة عن رؤيتها وتوجهاتها وإعلان مجموعة من المبادرات هو بداية الطريق السليم للوزارة الشابة الجديدة على المجتمع السعودي الذي ينتظر التطبيق السليم لرؤية 2030 في كافة المجالات التي تخدم جميع أفراد المجتمع السعودي النبيل. ونحمد الله أن هيأ لهذه الوزارة رجالاً متفهمين لأدوارهم والمناهج السليمة لتطبيق هذه المبادرات الثقافية الرائعة، وعلى رأسهم الوزير الشاب الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان الذي أكد أن من الأولويات للوزارة دعم المواهب السعودية وتمكين المثقف من أداء مرئياته ومنطلقاته في خدمة وطنه ومجتمعه. ومشاركة مني كمواطن ومستشار ثقافي في عملي السابق يسرني ويشرفني أن أبادر بإبداء الرأي فيما يتعلق بثقافة المجتمع، ووطني الحبيب ونحمد الله أن الوزارة وقفت في بداية عملها لتوضح الرؤوس والمعالم لمجال عملها. إن الثقافة مجال رحب وكبير ويشمل كل المواطنين والمواطنات وحتى الأطفال والبنات، والوزارة أوضحت أن من أولويات اهتمامها دعم المواهب السعودية، وتمكين المثقف من أداء مرئياته واقتراحاته، وعلى هذا فلابد من الاهتمام بجميع أنواع الثقافة ومدلولاتها الكبيرة والكثيرة، خصوصاً في مجالات المعرفة لشؤون الحياة وتجاربها، ومن العناوين المهمة: ثقافة المنزل والعائلة وثقافة الأحياء والحفاظ على نظافتها، وحق الوالدين في المحبة والاحترام والرعاية.. قال تعالى: "وبالوالدين إحسانا". والحرص على حسن سلوك العاملين فيها وثقافة حركة النقل والمرور وتطبيق الأنظمة الموضوعة لها، وثقافة المتنزهات والحدائق ونظافتها، وثقافة الأسواق التجارية، وتفقد معروضاتها وسلامتها الصحية، وثقافة معالم الوطن والآثار وحسن تنظيمها وكيفية زيارتها والحرص على جمالها ونظافتها، وثقافة مناطق المملكة الكثيرة وما تشتمل عليه من معالم وآثار ومنتزهات. إن التعاون مهم جداً بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم، فالغالب على موظفي التعليم أنهم من أوائل المثقفين، والثقافة ميدانهم العلمي والسلوكي. إن وجود برامج ثقافية مشتركة بين الوزارتين من مهمات أعمال وزارة الثقافة ومبادراتها، وأغلب المنتسبين لوزارة التعليم لهم مواهب أدبية وشعرية وتاريخية وإدارية وتعليمية وعلمية، خصوصاً الجامعات والمدارس الثانوية. أذكر حينما كنت مشرفاً على الأنشطة الثقافية في الجامعة التي أعمل فيها، اتصل بي أحد الأساتذة الطيبين وشكرني على إصدار سلسلة تخص الأطفال بعنوان أدب الطفل، حيث صدر منها أكثر من ثمانين عنواناً، واقترح عنواناً بديلاً ليكون (ثقافة الطفل) بدلاً من أدب الطفل، فشكرته على اقتراحه وهيأت نظاماً جديداً لهذا العنوان إلا أنني متفائل أن وزارة الثقافة سيكون لها أثر بارز في تمكين المواهب الثقافية في مجتمعنا المسلم الطيب الذي تربى منذ الصغر على أسس قويمة تتيح له حسن المعيشة وطيب العبادة لله، فبلادنا هي الرمز الحقيقي للثقافة المطلوبة.