برهنت إدارة الشباب للجميع بأن سور ناديها ليس بالقصير، عندما ردت على البيان النصراوي الذي تحامل في أحد أجزائه على لاعبي "الليث"، وبالتحديد قائده محمد سالم، في أعقاب مواجهة الفريقين التي انتهت بالتعادل السلبي، ومزج الرد الشبابي بين الكلمات القاسية والهزلية، لكنه في المجمل كان وافياً، لأن النصراويين قبل غيرهم سيضربون مستقبلاً للشباب ألف حساب قبل أن يفكروا مجرد التفكير في التجاوز عليه أو على أحد المنتمين له، فهم يدركون جيداً أن خالد البلطان سيرد بقسوة، ولن يسمح بالتجاوز على "شيخ الأندية"، فالبيان الشبابي كان حديث الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية، ونال مساحة كبيرة في البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم تخل التعليقات عليه من الردود "الساخرة" على النصر، وبالتحديد على من كتب البيان واعتمده. وأستغرب حقيقة ردود أفعال بعض النصراويين بعد البيان، وكأنه "حلال عليهم، حرام على غيرهم"، لأن بعض من اعترضوا واحتجوا على لغة البيان الشبابي هم أول من صفقوا للبيان النصراوي، وقالوا لمن كتبه "كفو، اجلد، برافو"، وعندما جاء الرد أصبحوا يتحدثون عن المثالية، ويدّعون الفضيلة، فمن يرى كتاباتهم أو يسمع أحاديثهم لا يصدق بأن هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين كانوا يمتدحون البيان "الأصفر". ما حدث بعد البيان الشبابي أعاد للأذهان واقعة خالد البلطان مع رئيس النصر السابق سعود آل سويلم في الموسم الماضي، أتذكر بأن البلطان امتدح آل سويلم وناديه، بعدها ظهر الأخير دون أي مبرر أو مناسبة وأساء للشباب وجماهيره، ووجد حديثه قبولاً كبيراً عند بعض النصراويين، ثم عاد البلطان ورد عليه، حينها غضب أولئك النصراويون، وبدأت مطالباتهم بمعاقبة الرئيس الشبابي، وكأنه هو من بدأ بالإساءة أو الإسقاطات. أيضاً لا أنسى ما فعلته جماهير النصر تجاه خالد البلطان، عندما ألقت عليه علب المياه، حينها ركزوا على إشارته التي تعتبر "ردة فعل" وتركوا أساس اللقطة. من يتتبع تصرفات النصراويين يجد بأنهم يبادرون ب"الفعل"، ولا يريدون من الطرف الآخر أي ردة فعل على تجاوزاتهم، وهذا غير مقبول؛ فالقضايا النصراوية الشبابية في الآونة الأخيرة أساسها خروج نصراوي عن النص، والغريب أن هنالك من النصراويين من يظهر ويدعي بأن الشباب هو من يحتك بالنصر، وهذا استمرار لمسلسل المغالطات، وقلب الحقائق الذي يتمتعون بالخبرة العريضة فيه. رغم كل شيء، خالد البلطان كان كريماً مع النصراويين، إذ قدم لهم نصيحة ذهبية، عليهم أن يشكروه عليها، لأنها وصفة خبير في الرياضة، فإذا ما أرادوا أن تستمر علاقتهم مع البطولات عليهم أن يبتعدون عن البيانات ويركزوا على فريقهم ومشاكله، فالجماهير بات لديها وعي كبير، وتعرف جيداً متى يكون البيان في محله، ومتى يهدف لإشغالهم عن ما هو أكبر.