البلطان وحكاية لا تنتهي مع النصراويين

بعد نهاية مباراة النصر والشباب في دوري زين بالدور الأول لهذا الموسم والتي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين ، أشتكى النصراويين إدارة وجماهير من سوء أداء الحكم عبدالرحمن العمري والذي حرم النصر من الثلاث نقاط نتيجة أخطاءه الفادحة في المباراة والتي استفاد منها الشباب ، إضافة إلى احتسابه ضربه جزاء للشباب غير صحيحة إطلاقاً ، تصدى لها الحارس العملاق عبدالله العنزي ببراعة وأنقذ فريقه من ظلم تحكيمي واضح ، لكن رئيس الشباب خالد البلطان كعادته حاول أن يستفز النصراويين وأن يستغل الموقف إعلامياً فقال عن التحكيم :"لو علينا كان طلبنا حكام اجانب في كل مباريات الشباب ، ولكن هم اللي يبون الحكم المحلي واخطاءه فليش ما طلبوا حكام أجانب والمباراة على ملعبهم ".
انتهى كلام البلطان ، والسؤال الذي تسأله الجماهير الرياضية : أليست المباراة القادمة يوم السبت القادم في دوري زين بين النصر والشباب على ملعب نادي الشباب ، فلماذا لم يطلب البلطان حكام أجانب للمباراة ، ولماذا تراجع في كلامه ، ولماذا تغيرت قناعات البلطان بالحكم المحلي الآن ، وأصبح راضي عنه ومقتنع بأداءه .. ؟؟
الجماهير النصراوية تخشى أن يكمل الحكم فهد المرداسي أخطاء الحكم عبدالرحمن العمري ، ويساهم في توتر المباراة بين اللاعبين والجماهير
كما فعل الحكم عبدالرحمن العمري في مباراة الفريقين في الدور الأول من دوري زين .
الأربعة الكبار
في السنوات الثلاث الأخيرة أستطاع رئيس الشباب خالد البلطان أن يسحب النصراويين معه إلى خلافات وتحديات إعلامية كي يظهر في الصورة ، كما في حواره الشهير وتهجمه على الأمير فيصل بن عبدالرحمن ثم حضوره إلى مقر نادي النصر والاعتذار شخصيا على ما بدر منه في الحوار الصحفي ، ثم أستمر في مناوشاته الإعلامية تجاه النصر وجماهيره حينما صرح بعد فوز الشباب بإحدى المباريات : "ادعوا جماهير الأندية إلى تشجيع الشباب وترك تشجيع النادي الذي يجيب الضغط والسكر " في إشارة واضحة إلى جماهير النصر ، ثم لم يكتفي بذلك وخرج بالتصريح الشهير ( الثلاثة الكبار ) رغم إن التاريخ والجماهير والإعلام لا يرى سوى الاربعه الكبار فقط ( النصر والاتحاد والهلال والأهلي ) وسيبقون كبار فالتاريخ لهم والانجازات باسمهم والجماهيرية الطاغية في كل مكان لهم وحدهم ، ثم حاول استغلال قرب انتهاء عقد الأخوين عطيف وضمان توقيعهما للنادي ، واخذ يستهزئ بالنصراويين بطريقه غير مباشرة ويقول : " من أراد عطيف أخوان فليبحث عنهما في لعبة البليستيشن " ، ورغم أن الرد النصراوي كان قاسيا في الموسم الماضي وفي الملعب حينما تمكن النصر من تحقيق المركز الثالث في الدوري وهزيمة الشباب بالثلاثة في كاس الأبطال وخطف المركز الثالث وجائزة المليون ريال من نادي الشباب ، إلا أن البلطان لا يزال يحاول المشاكسة والمناوشة وجر النصراويين إلى ساحة الإعلام كي يحظى بنصيب الشهرة والأضواء وهذا ما اعترف به البلطان شخصيا حينما قال انه كان يهدف من تصريح الثلاثة الكبار الحصول على اهتمام إعلامي وتسليط الضوء عليه وعلى نادي الشباب .
عقدة النصر
يعاني البلطان من عقدة اسمها النصر لذا تجده يحاول أن يحصل على أي شئ لدى النصر ، فكل لاعبي النصر المنسقين تم استقطابهم لنادي الشباب في درجتي الناشئين والشباب والاولمبي ، بل حتى قائد رابطة الجماهير إبراهيم حقوي تم استقطابه لقيادة مجموعه قليلة من الأطفال الصغار يحضرون في باصات النادي لتشجيع الفريق ، ولا نعلم هل هؤلاء الصغار لاعبين في النادي في الدرجات السنية يحضرون لمساندة كبار الشباب أم أقرباء لبعض اللاعبين .
الواضح للمتابعين الرياضيين أن هناك محاولات حثيثة من البلطان لرؤية جماهير في المدرج الشبابي بأي طريقه كي تخف عقدة الجماهير لديه .
الشباب وحكاية التحكيم
المتابع لمباريات النصر مع الشباب يجد أن الشباب أصبح المستفيد الأول من أخطاء التحكيم المحلي والأجنبي بطريقه تدعوا إلى التساؤل : فهل هذا من باب المصادفة فقط ؟؟
ففي الموسم الماضي تحديدًا لعب النصر أمام الشباب في دوري زين بتحكيم أجنبي روماني تكرر نفس الطاقم في الدور الأول والثاني وكلفت أخطاء الحكم النصر نقاط المواجهتين ، واستفاد منها الشباب في الفوز على النصر .
أما في بطولة كاس فيصل فلقد أتى الحكم مرعي العواجي بتحكيم جديد اسمه : " طيح وصيح وخذ بلنتي " واحتسب للشباب ثلاث ضربات جزاء في مباراة واحدة ، تمكن الشباب من الفوز بها ، وأقصى النصر من التأهل لنصف النهائي .
وفي هذا الموسم حضر الحكم المحلي عبدالرحمن العمري في مباراة النصر والشباب في دوري زين ، واحتسب للشباب ضربه جزاء غير صحيحة ، وطرد لاعب النصر بيتري ، وتجاهل ضربه جزاء صريحة للنصر ، فخرج النصر متعادلاً من المباراة .
حادثه المنصة غيرت القناعات
قبل موسمين كان الهلال يتنافس مع الاتحاد على بطولة الدوري ، وقبل آخر مباراة منتظرة بين الهلال والاتحاد ، تقابل الشباب مع الهلال وكان الشباب لا يمتلك الحظوظ بتحقيق الدوري ، بينما الهلال لا خيار لديه سوى الفوز ، في آخر دقايق المباراة وهي تتجه للتعادل السلبي ، سجل حسن معاذ هدفا قاتلا فانفجر المدرج الهلالي من الغضب ، وبعدها بثواني سجل الهلال هدف التعادل قبل أن يطلق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة بالتعادل الايجابي ، ومع صافرة النهاية ، التقطت كاميرات التلفزيون هجوم بعض مشجعي الهلال في المنصة على رئيس الشباب خالد البلطان مما جعل شماغه وعقاله يطيح منه ، وصرح بعد المباراة ، بان الهلاليين تهجموا علي ، لأنهم يريدون أن نفتح لهم الباب كي يسجلوا ويفوزوا في المباراة ..
بعدها شن الإعلام الهلالي حملة كبيرة على البلطان ، وان رجال الأعمال افسدوا الرياضة ، وأنهم من أسباب تدهور الرياضة السعودية ، ثم جاءت بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري في العام الماضي فشهدت علاقة جيدة بين الهلال والشباب أو بين إعلامي الهلال و البلطان ، وأصبح مابين الشباب والهلال توأمه في مساندة أندية الوطن التي تشارك خارجيا ، وأصبحنا نرى البلطان في مباريات الهلال الآسيوية ، وكذلك رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في مباريات الشباب الآسيوية .
تغيير المدرج الشمالي
ولأن البلطان يرى أن حكايته مع النصر وجماهيره لم تنتهي ولن تنتهي أبداً ، فعقدة الجماهير لازالت تلازمه ، أصر على أن يكون له المدرج الشمالي في مباراة النصر القادمة في دوري زين ، وذلك لأنه صاحب الأرض ومن حقه دوليا أن يكون له ذلك ، لكن السؤال : لماذا يحاول البلطان تغيير عُرف رياضي لدينا منذ عشرات السنين حيث أن جماهير النصر والاتحاد غالبا ما تأخذ المدرج الشمالي وجماهير الأهلي والهلال ما تتجه إلى المدرج الجنوبي ، ولم يطلب أي نادي من الأندية الأربعة الكبار ( النصر والاتحاد والهلال والأهلي ) الحق في المدرج الشمالي حينما تلعب على أرضها لأنها تدرك أن العادة والتعود والعُرف الرياضي الجماهيري أصبح بهذه الطريقة ومن خلال هذا الشكل .
من جانبها أكدت إدارة النصر أنها تقبل بالتغيير ولا مانع لديها فهذا حق مشروع ، ولكنها في نفس الوقت ستطلب تطبيق هذا الأمر في جميع المباريات ، وسوف تصر إدارة النصر على تطبيقه وتغييره في كل مباراة تلعبها داخل أرضها وخارجه .
ثورة جماهير النصر
في السنوات الأخيرة بدأت تدرك جماهير النصر أن حضورها في الملعب بكثافة ومساندتها لفريقها أمام الشباب ، هي أفضل الردود على ما يقوم به البلطان من إساءات للنصر ، ومن محاوله لسحب إدارته في لعبه التصريحات الإعلامية التي لا يستفيد منها سوى البلطان نفسه ، لذا غالبا ما تشهد مباريات النصر والشباب حضور جماهيري للنصر يثير فرحة وفخر رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بمدى حب وتقدير هذه الجماهير لنصرها ، وفي المقابل يشعر البلطان بالحرمان من هذه الجماهيرية الطاغية التي يتمناها في فريقه ولكنه غير قادر على شراءها بالمال كما اشترى بعض لاعبي النصر المنسقين وقائد الرابطة إبراهيم حقوي .
ولعل مباراة النصر والشباب في دوري زين هذا العام شهدت حضور جماهيري كبير جدا للنصر ، كان حديث كل الوسائل الاعلامية ، ومن المتوقع أن تزحف جماهير النصر الى ملعب المباراة وتقف في المدرج الجنوبي لأول مرة وتترك المدرج الشمالي كما طلب رئيس الشباب خالد البلطان ، فارغا من الجماهير باستثناء عشرات من المشجعين الذين سيحضرون لمساندة فريق الشباب .
الحارثي وعطيف
قبل موسمين تعرض هداف النصر اللاعب الجماهيري سعد الحارثي إلى إصابة متعمدة من المدافع الشبابي حسن معاذ ، نتج عنها إصابة الحارثي بقطع في الرباط الصليبي ، ورغم ذلك لم يظهر من إدارة النصر أي تصريح أو ردة فعل تجاه هذه الإصابة ، واعتبرت قضاء وقدر ، وقبل أسبوع لعب الشباب مباراة ودية مع الدرعية وحدث في المباراة إصابة للاعب الشباب احمد عطيف نتج عنها إصابته بتمزق في اربطه المفصل ستغيبه عن الملاعب لمدة أربعه أسابيع ، وشاءت الأقدار أن يكون مدرب الدرعية هو لاعب النصر المدرب القدير علي كميخ ، فأخذت إدارة الشباب توجه الاتهامات للكابتن الخلوق والمدرب القدير علي كميخ بأنه كان خلف إصابة احمد عطيف بالإيعاز للاعب بإصابته ، وهذا اتهام خطير ، فلايمكن أن تصل الأمور التنافسية بين النصر والشباب إلى خارج المستطيل الأخضر ونسج المؤامرات والاتهامات ، ثم ما علاقة النصر بالدرعية ، وما علاقة علي كميخ بالنصر ، وليس ذنب النصر أن يصاب لاعب الشباب قبل مواجهة الفريقين ، فالإصابة يمكن أن تحدث في التمرين .
اللون البرتقالي
في ظل بحث رئيس الشباب خالد البلطان عن الجماهير بأي طريقه أو وسيله ، وبعد التعاقد مع إبراهيم حقوي ليقود مجموعه قليلة من جماهير الشباب ، قرر البلطان أن يضيف اللون البرتقالي إلى لون الفريق ، وذلك لأنه يرى من رؤية نفسية استثمارية أن اللون البرتقالي سبب لإنجذاب الأطفال والصغار لتشجيع الأندية ، وان اللون الأسود أو الأبيض ، ربما يكون من أسباب عدم رغبة الأطفال والصغار في تشجيع الشباب .
المطوع وكيتا
ستكون المواجهة القادمة هي أول اختبار حقيقي للاعبين المنضمين حديثا للنصر والشباب في فترة التسجيل الثانية ، فالنصر تعاقد مع هداف العالم الدولي الكويتي بدر المطوع ، والشباب تعاقد مع الغيني الحسن كيتا ، وكلاهما يلعبان في خط الهجوم ، فمن سيقول كلمته من بين هاذين النجمين ، ويؤكد أنه صفقة ناجحة بالفعل .
الصراع على المقدمة
مباراة النصر والشباب القادمة ، هي مباراة الصراع على المنافسة ، مباراة المحافظة على الحظوظ في تحقيق بطولة الدوري ، والخسارة فيها تعني الخسارة ب 6 نقاط وليس ثلاث فقط ، والفوز كذلك ، أما التعادل فهو مكسب فقط للهلال والاتحاد الذين سيكونان هما المستفيدين من وقف انطلاقه العالمي والليث الأبيض الذي تحول مع البلطان إلى البرتقالي .
البلطان يتحدى العالمي
في آخر مواجهة بين النصر والشباب في دوري زين والتي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين ، مارس البلطان هوايته المعتادة في استفزاز إدارة النصر والجماهير النصراوية حينما قال : " الشباب كان يعاني من نقص كبير ، وإذا النصر ما فاز علينا ، فمتى سيفوز " وكأنه يرمي إلى أن فوز النصر على الشباب أصبح من المستحيلات ، ويقصد بالطبع في مسابقة الدوري .