الشائعات ظاهرة اجتماعية قديمة جدًا، إلا أن تناقل الأخبار الكاذبة، والشائعات أصبح سهلاً باستخدام الوسائل الحديثة لترويجها مما يمكن وصولها إلى آلاف الأشخاص بسرعةٍ هائلة خلال فترة زمنية قصيرة؛ لذا يلزم مواجهة هذه الجرائم الخبيثة من خلال وضع آليات محددة لمواجهتها، حتى لا تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المجتمع. والإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتتداول بين العامة ظنًا منهم على صحتها. دائمًا ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلةً على صحة الأخبار. وبمقدور الشائعات القضاء على مجتمعات كاملة مما لها آثار نفسية وحسية بالغة وخطيرة فبإمكان جهةٍ ما إذا ما كان لها طلبات أن تنشر إشاعة بسيطة تلخبط الحقيقة وتجعل من الصواب صواب والخطأ خطأ وتثير المجتمع وتسيطر عليه. وهناك أهداف لإثارة الشائعات: منها ما هو ربحي (مادي) كما حصل عند إنفجار إشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخرد إلى مئات آلاف الريالات، ومنها ما يطلقه المجتمع لنفسه للإثارة على أمورٍ مترقبين حدوثها وذلك بكثرة ترديدها والسؤال عنها. وهناك 3 أنواع من الشائعات: الشائعة الزاحفة وهي التي يتناقلها الناس همسًا وتروج ببطء وبطريقة سرية حتى تنتهي في أخر الأمر إلى أن يعرفها الجميع. وهذا النوع يتضمن قصصا عدائية وزائفة توجه في مجتمعنا ضد المسؤولين لمحاولة تلطيخ سمعتهم وتروج لعرقلة أي تقدم اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي بقيام المروجين بنشر تنبؤات كاذبة عن وقوع أحداث سيئة تمس هذه الموضوعات. شائعات العنف وهي تنتشر انتشار النار في الهشيم وصفتها العنف وهذا النوع يغطي جماعة كبيرة جدًا في وقت بالغ القصر. وتبدأ بشحنة كبيرة تروج عن الحوادث والكوارث فتثير العمل الفوري لأنها مستمدة من العواطف الجياشة من الذعر، والغضب، والسرور المفاجئ. الشائعات المتوارية وهي تروج في البداية ثم تغوص تحت السطح للظهور عندما تتهيأ لها الظروف ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المماثلة التي تعاود الظهور في كل حرب والتي تصف وحشية العدو وقسوته مع الأطفال والنساء. الريبة وانعدام الثقة وتقوم الشائعات بجعل الإنسان حائرًا لا يثق بأحد في المجتمع حتى يسئ الظن ويفقدهم مصداقيتهم. الإضرار بالاقتصاد وتؤثر الشائعات على عقلية المجتمع لتبث في الناس الخوف والقنوط ليحول دون تحقيق أي تقدم وإنجاز وإزدهار على المستوى الاقتصادي.