لم يكن مشهدي غريباً وأنا أمسكُ في يدي كتاباً صغيراً لإيليَّا أبو ماضي؛ أو لثريَّا قابِل أو رُباعيَّات الخيَّام بين مشتركات صالة القوَّة البدنية خلال تنقُّلاتي بين صالات الحديد والكارديو والتَّمارين أو ساعات انتظار وعند دخولي الصالة الثالثة ظهرا من كل يوم، وأنا فارَّة من نهاية دوام شبه قاتلِ مُستميت ! حيث عَرَفَت وتعرَّفَت أغلب المتدرِّبات والمُدرِّبات على الشَّاعرة الإعلاميَّة، وصرن يتصيَّدن اللَّحظات لمُحادثتها والاستئناس بتعليقاتها الفاكِهة أوقات تعب التمارين لو شدَّت الكابتن وغربلتهن قفزاً وتمديداً! استطعتُ وفي فترة قياسيَّة أن ألهِم الثلاث المُدرِّبات (فاتي/ نوني/ كوكي) بجمال الأنثى حينما يكتمل بالكتاب! وكنتُ كثيرا ما أكدت عليهن ألاَّ تفرُّد دون قراءة ولا إبداع بلا كتاب ولو احترفنَ تمرُّسا وتمكينا! لم تتردد الكابتن فطوم في كسب رهان التَّحدِيِّ معها حول الانتهاء من قراءة كتاب في تطوير الذات خلال أسبوع وهي غير المبالية بالكتاب ولا وقتها السامح لها بالقراءة، وأذهلتني وقت مناقشتها في المحتوى وحافظتها الذهبيَّة لأرقام الصفحات التي أثارتها معرفةً وإفادة! جلسات النقاش الفكرية التي كنا نسترقُّها بين فترات التمرين جرَّأ -الكوتش- أن تسطوَ على عالمي الخاص وتغوص في عمق داخلي لتستكشف ما كُنهُ صَفَنَاتي، وما حيلة العاشق الواله دون تردُّدِ! خامرني احساسها بالداخل ذات جلسةٍ واستفاقت الحِسَّ منِ القلبِ الغارقِ هوىً وأثارت كوامن شاعريتي الغابِرة تحت رماد الشُّعُور ! فلم أجد الأبيات إلاَّ متناثرة وحركة استدراري لمقود سيَّارتي ذات مساءٍ صيفيِّ لاهبٍ والشِّفَاهُ تُتمتم في فضاء اللاَّوعي : قَالَ الطَّبِيبُ تَمَهَّلِي فالقلبُ نَارٌ تَصطَلِي والنَّبضُ خَفقُ مَشَاعِرٍ يَعلُوُ وَيَهبِطُ من عَلِ ضَحَكَ الطَّبيبُ وقَالَهَا ما السِّرُّ يا عَدْلُ اكملِي قُلتُ التِيَاعَ تَوَدُّدٍ وكَنَارِ ذاكَ المِرجَلِ ما كُنتُ أعرِفُ أنَّهَا ستُصِيبُ قلبَ مُعَلَّلِ مُعلَّلِ!! مُعَلَّلِ!! تيريرااام تيريرااام، وموسيقا المونامور تخترقُني مراسيل الكوتش -كوثر- المُختصَّة برياضة الفنون القتالية والتايكواندو لتستدرجني في درسها الأول في الملاكمة والدفاع عن النفس وكأنَّها الأقدارُ قادتني إليهن لأتعلَّم من كلٍّ منها فنَّاً من فُنون الحياة رقصاً وقفزاً وضرباً وتكنيكا!! وهن الفتيات الشابَّات اليافعات الواعدات في مستقبلهن المرتقب وانفتاح البلاد على التَّحضُّر الرؤيوي واستفاقات النساء السعوديات وأسلافهن في العالم! لم يخطر ببالي مطلقا كيف ستؤثِّر حواراتي الفكريَّة والكوتش نرجس على عمق تعاطيها ورياضة اليوغا واستكشافاتها ما وراء التمارين من رؤى تأمليَّة تصل داخلها بخارجها لتردِّدُ كلما رأتني أهلا شاعرتنا العظيمة! عن أيِّ عظمةٍ تتكلمين!! أهيَ أنا أم أنتِ الصَّانِعة من المُستحيل ممكناً ومن اللا شيء أشياءً لها لِنتُ، وبها قلبي يستكين!.. يتبع !