ثورة ذاتية ملتهبة في النفس، أرسلت نور أشعتها إلى الروح والقلب، حركت حرارتها خلايا ومشاعرَ وأجساداً وعقولاً، فأنارت سطوعاً لسُبلِ حياة كريمة على تراب أرض "مختلفة" استثنائية؛ تلك الوطنية و"الوطن"، المصطلحُ الرائج بين الأمم والحضارات والشعوب على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم، يتغنون بنشيده، يمجدون تاريخه وأمجاده، ويصطبغون لون ترابه حتى طهره. في عام وطننا العظيم "التاسع والثمانون" العامر، ومن خلال نظرة شمولية تكاملية متسقة نزدان فخراً بأن وطننا العظيم وعبر تاريخه المجيد، يرسو دائماً على مرافئ لا حدود لها من الحنكة والتجلي والحضور الآخاذ، يُبرهن فيه «حُكامنا» دوماً على جدارة الحكمة وبعد الأفق وروح الأسرة الواحدة، وتعكس عمق إدراكهم لرسالة تأريخ «الأوطان» المؤمنة بأن لا حضور أو رسالة تنبعث منها ونحوها إلا برسالةٍ أصيلة تتغلغل في العقول قبل النفوس ونحو كل الاتجاهات والزوايا وما بينهما. تجربة "السعودية الحديثة" اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- بحكمته وثراء خبرته، يعضدها ولي عهده قائد الرؤية ومستقبلنا المبين الأمير محمد بن سلمان؛ تبعث اطمئناناً للمواطنين والعالم أجمع، برسالةٍ قوية بأن "السعودية" تحافظ على مكتسباتها باستراتيجية واضحة وشفافة؛ لتحقق مستقبلاً أكثر إشراقاً، وحضوراً دولياً متألقاً من خلال قيادة عدة ملفات سياسية واقتصادية باقتدار وحكمة "سعودية" ممتدة معهودة، يظلها تنمية شاملة مستدامة في ظل ظروف استثنائية وتحولات سريعة، في كل مجالات التطوير وعصور النمو المؤسسي وثوراته، وصولاً إلى أعلى مراحل الإصلاح الراسخة، وتعزّيزاً لتحقيق مكتسبات "الوطن الكبير" البشرية والسياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية.. وتطويرها برؤى وثبات "سعودي" أصيل. فرحة السعوديون العارمة بوطننا الكبير واحتفاءاتهم فيه لم تكن - وربي - بشعاراتٍ واحتفالاتٍ فقط؛ بل كانت رسم بسمة "حقيقية"، وشعورَ فرحة "غامرة" حملت دواخلنا حباً وبهجةً نحو بدهيات الأوطان، وانكسرت فيه "تابوهات" الرتابة نحو التغيير والشفافية والعدل والحب وعلاقة غير آيلة للانقطاع بين القائد والمواطن وتراب الوطن. وفي يومنا الوطني وكل أيامه ومستقبله بقي علينا أن نسعى بكل جهودنا ومجالات المسؤولية وأكثر للتغيير نحو وطننا بإخلاصٍ يقيني بمقتضى الروح والعلم والعمل لحاضره ومكتسبات ترابه والدفاع عنه، ودعم قيادة والدنا "سلمان الحزم" وأخينا "محمد العزم"، ومستقبل عقول "أجياله"؛ ترسيخاً لمفهوم المواطنة حبًّا وولاءً وانتماءً لهذا الوطن العظيم وقيادته الحكيمة، ليبقى ساحةً خضراء نقياً من الشوائب كما ورثناه، وبردّ الوفاء حتى يكون أنموذجاً في البناء والتشييد بطريقة واعية ترى الأمور في نصاب لا تحيد عنه أبداً؛ لننعم في ظله الوارف خلوداً، وننشد قيثارة الأرض وزغرودة الوطن "همة حتى القمة".