كانت شعيرة عظيمة، تم أداؤها بكل يسر وسهولة، ما أوجد مزيداً من الروحانية والسكينة لحجاج هذا العام.. فالتنظيم كان بمنتهى الدقة، فلا تزاحم ولا تقاطع، كذلك الطواف والسعي في الحرم كان على درجة كبيرة من الإتقان والسعة. ولا تزال جهود بلدنا تتواصل حيث جعلت من الحج فريضة سهلة التنفيذ، ميسرة لجميع المسلمين، بفئاتهم العمرية كافة، للشيخ والطفل، للمرأة والرجل، وبأكبر الميزانيات والمدفوعات لأجل تسهيل هذه الفريضة.. لكن يا منة الله على خلقه، فلا يزال بعض العرب أقل وعياً، وأكثر تنفيراً وعصبية.. لا يتقون الله في خطابهم ولا يرعوون لمبدأ، هدفهم الإساءة حتى أنهم لم يتركوا شيئاً إلا استخدموه، وحينما ارتد عليهم وبما كشف كذبهم.. لم يجدوا إلا تكاليف الحج، وهم أيضا في ذلك كاذبون؟!. ما علينا من أولئك الذين كشف الله غيهم، فالسعودية ومنذ تأسيسها على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز، تتعامل مع ضيوف الرحمن بكل الود، والتسهيل ولا غرو أن تنفق الجهد والمال لأجل راحتهم وما يتعلق بصحتهم وتيسير مناسكهم، وتحافظ على أمنهم.. وتركيزهم على العبادة التي حضروا لأجلها. وعليه فالحج على أراضٍ سعودية وتحت إشراف وإدارة سعودية، ومن أراد الحج فعليه أن يلتزم بالشعيرة، وما أرادته هذه البلاد من يسر واحترام للمناسك، أما أصحاب الرايات والقلوب السوداء من مثيري الفتنة من العرب الكاذبة والفرس الحاقدة، من أولئك الذين وصفهم الله تعالى: "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون".. فيبدو أنهم حتى لا يريدون الاستماع إلى التقارير الدولية وما أفاضت به القنوات التلفزيونية الكبرى في أميركا وأوروبا وآسيا عن العمل العظيم المتقن الذي يحدث في أيام قليلة في مكةالمكرمة. السعودية لا تنتظر الإشادات لأن هذا واجبها، حتى لو كانت إشادات من أكبر المنظمات العالمية كما فعلت قبل أيام منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، التي أبدت إعجابها الشديد بالجهود الناجحة التى بذلتها المملكة العربية السعودية لأجل إنجاح هذا التجمع الكبير وفق أرقى المعايير الصحية.. فهل كان لأولئك العرب الحاقدين ردة فعل لذلك، أم أنهم في غيّهم يعمهون؟!. من خلال الحج وكل الإيجابيات التي تقوم بها السعودية أتمنى أن نتصدى جميعاً كمسلمين ومن كافة الدول الإسلامية وفق عمل إعلامي كبير لكشف الموتورين، لأن الأمر يخص حقاً يملكه كل حاج قدم إلى الديار المقدسة، وما ذنب هؤلاء الحجاج لتشوّه مسامعهم بترهات مثل أولئك العابثين المضرين، والحاج نفسه قد وقف وأدرك أن كل خدماته من صحة وأمن وتسهيل تنقلات من دون مقابل، حتى الدواء كذلك، فهل قرأ أولئك التاريخ جيداً ليعرفوا كيف كان الحج مكلفاً في العهود الماضية، كعهد الدولة العثمانية ومن قبلهم المماليك، مادياً وأمنياً.. بل ماذا يريدون أكثر مما تقدمه السعودية الآن؟!.