في السنوات الأخيرة أصبحت وزارة التعليم تعطي النشاط الطلابي اهتماماً أكبر، وذلك من منطلق أهمية النشاط الطلابي، بحكم أنه ينمي قدرات ومواهب الطلاب ويحفزهم على الإبداع، حيث أصبحت المدارس تطبق العديد من الأنشطة والفعاليات داخل المدرسة وتشارك بفعالية في الأنشطة والمسابقات على مستوى مكاتب التعليم وإدارات التعليم والوزارة، حيث أصبح النشاط الطلابي جزءاً من العملية التربوية والتعليمية خلال اليوم الدراسي، وهذا أمر إيجابي بلا شك. ولكنني هنا سوف أتطرق إلى أمور يحتاج إليها النشاط الطلابي ليؤدي دوره في المدرسة بشكل مثالي. لو نظرنا إلى واقع النشاط الطلابي حالياً سنجد أن المهمة الأكبر تقع على عاتق رائد النشاط - إن لم تكن المهمة كلها - في تنفيذ الأنشطة، وذلك ليس أمراً اختيارياً من قبل رائد النشاط وإنما هو أمر فرضه الواقع، حيث أصبح رائد النشاط هو من يقوم بكل شيء يخص النشاط الطلابي من إعداد خطة النشاط وتوزيع المهام وتنفيذ الأنشطة وإعداد التقارير ومرافقة الطلاب في الأنشطة التي تكون خارج المدرسة وعملية صياغة خبر لكل نشاط والنشر الإعلامي في المواقع التي تخصصها إدارة التعليم لنشر أنشطة المدارس، حيث يتولى أغلب رواد النشاط مهمة (المنسق الإعلامي) في المدرسة، وهذا يمثل عبئاً ثقيلاً على رائد النشاط يفوق طاقته، هذا بخلاف الأنشطة التي تكون على مستوى مكتب التعليم وإدارة التعليم ووزارة التعليم، وتكون خارج خطة النشاط ما يزيد من العبء على رائد النشاط. في الحقيقة إن النشاط الطلابي ليس مهمة رائد النشاط وحده كما يعتقد الكثيرون، وإنما هو مسؤولية المدرسة بشكل عام. وهذا الأمر يدعوني لطرح قضية مشرفي مسارات النشاط الطلابي السبعة والتي من المفترض أن من يتولى مهامها فعلياً هم معلمو المدرسة، ولكن الواقع جعل رائد النشاط يواجه صعوبة وإحراجاً في تكليف المعلمين بمهام الأنشطة الطلابية، حيث إن المعلمين يعانون من ارتفاع الأنصبة في الجدول المدرسي بحيث يصعب عليهم الإشراف على مسارات النشاط الطلابي، والتي تتطلب إعداد خطة لكل مسار تتضمن أنشطة وفعاليات وتنفيذها إلى جانب إعداد التقارير لكل نشاط يتم تنفيذه. ولعلي هنا أتساءل لماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة النشاط الطلابي وشؤون المعلمين في إدارات التعليم، يكون من شأنه العمل على زيادة أعداد المعلمين في المدارس التي يوجد فيها رائد نشاط (مفرغ)، وبالتالي يقوم قائد المدرسة بتخفيض أنصبة المعلمين الذين يقع عليهم الاختيار للإشراف على مسارات النشاط الطلابي ليكون ذلك حافزاً لهم للعمل الإيجابي المثمر مع رائد النشاط.