من يتابع المواقع الإخبارية وخصوصاً تلك التي تحمل مسميات مناطق ومحافظات سيجد أنها امتلأت بأخبار مدارسنا والتي يحرص منسوبوها على نشر أنشطتهم وفعالياتهم مهما بلغ عددها، بل إن الأمر وصل ببعض المدارس لنشر أي حدث يحصل داخل المدرسة فالمهم هنا هو النشر والاستمتاع برؤية الصور وتبادلها عبر الهواتف النقالة دون النظر لأسلوب صياغة الخبر ومدى مناسبة الصور والتي أصبح عددها يفوق عدد كلمات الخبر. الكثير من مدارسنا أصبحت تعد أنشطتها وفعالياتها على أساس النشر في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وبالطبع أصبح ذلك على حساب القيمة الأساسية لتلك الأنشطة والتي من المفترض أنها لخدمة الطالب أولاً وأخيراً، فالمدرسة التي تعد أنشطتها للطلاب ليست كالمدرسة التي تعد أنشطتها للإعلام ونشر الصور. البعض من منسوبي مدارسنا أصبحوا بمثابة مراسلين للمواقع الإخبارية لنقل كل ما يجري في المدرسة وأنا هنا حينما أقول مدارسنا فأنا أعني مدارس البنين والبنات بلا استثناء. أعتقد أن على وزارة التعليم اتخاذ موقف مما يجري في مدارسنا بخصوص هذا الأمر فهناك معلمون تحولوا إلى محررين للأخبار ومتحدثين إعلاميين في مدارسهم حيث إن جميع المعلمين يقومون بمهمة التصوير وإرسال أخبار الفعاليات والأنشطة المدرسية كل بحسب علاقته بالمواقع الإخبارية ما يزيد من فوضوية توثيق الأنشطة المدرسية. ولعلي هنا أقترح على وزارة التعليم أن تلزم المدارس بأن تكون مهمة توثيق الأنشطة المدرسية ونشرها في المواقع الإخبارية موكلة لرواد النشاط في المدارس فقط أما في المدارس التي لا يوجد فيها رائد نشاط فتوكل المهمة لمشرف النشاط في المدرسة بحيث يكون رائد النشاط هو المسؤول عن توثيق أنشطة المدرسة ونشرها إعلاميا ويكون ذلك بإشراف قسم النشاط الطلابي في مكتب التعليم. كما أقترح أن تكتفي كل مدرسة بنشر خبرين كحد أقصى في كل فصل دراسي حتى لا تخرج أنشطة المدارس عن هدفها الرئيسي وهو الطالب.