ارتفاع أسعار النفط وخام برنت يصعد إلى 64.39 دولار للبرميل    مجمع هروب الطبي يفعّل مبادرتين صحيتين بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري    القبض على إثيوبي في جازان لتهريبه (108) كجم "قات"    الأخضر يكسب تجريبية ساحل العاج    المملكة توزّع (700) سلة غذائية في محافظة دير الزور بسوريا    صحفيو مكة يشيدون بمضامين مؤتمر ومعرض الحج    قتلى وجرحى إثر هجوم روسي كبير على كييف    بلدية الدلم تضبط 13 مخالفة جسيمة وتغلق منشآة تجارية    «الأرصاد» يراقب تطورات الحالة المطرية من خلال تقنيات أرصادية تغطي أكثر من 90% من مساحة المملكة    اختتام دورة "فن احتراف الديكور الداخلي" ضمن "انطلاقة نماء" بجازان    استبعاد جيهي من المنتخب الإنجليزي بسبب الإصابة    مبابي يعرب عن سعادته لتأهل فرنسا للمونديال ووصوله إلى 400 هدف    شاهين شرورة ب 351 ألف ريال    اختتام فعالية التطوع الاحترافي بمشاركة 24 خبيراً و250 مستفيد في جدة    حرم ولي العهد تتبرع لصندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول ب10 ملايين ريال    من النص إلى النشر".. نادي مداد وبيت الثقافة بجيزان يناقشان تجربة الكاتب وقارئه الأول    جمعية عين لطب العيون تنظم فعالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري في جازان تحت شعار "فحصك اليوم    ديوان المظالم يفوز بجائزتين دوليّتَين في تجربة العميل 2025    الأسهم العالمية تتراجع بشدة مع تبدد آمال خفض أسعار الفائدة    البعيجان: الإخلاص أصل القبول وميزان صلاح الأعمال    الدوسري: برّ الوالدين من أعظم القربات إلى الله    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعزز الوعي بداء السكري في سكرك بأمان    152 توأماً من 28 دولة.. والمملكة تحتفل بالإنجاز الجراحي رقم 67    جامعة محمد بن فهد تستذكر مؤسسها في احتفالية تخريج أبنائها وبناتها    موسم الدرعية 25/26 يستعد لإطلاق مهرجان الدرعية للرواية الأحد المقبل    مصرع طيار تركي إثر تحطم طائرة إطفاء في كرواتيا بعد انقطاع الاتصال بها    تراجع أسعار الذهب من أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أسابيع    الفن يُعالج... معارض تشكيلية في المستشفيات تعيد للمرضى الأمل    %48 من القوى العاملة في المنشآت العائلية    أفضل خمس خدمات بث فيديو    رحلة الحج عبر قرن    شبكة عنكبوتية عملاقة    غدٌ مُشرق    عدسة نانوية لاكتشاف الأورام    انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    الأمير خالد الفيصل يكتب التاريخ ويفوز بلقب الروّاد في البطولة العربية للجولف بالرياض    المدير الرياضي في الأهلي: غياب توني لأسباب فنية    وزير "البيئة" يلتقي قطاع الأعمال والمستثمرين بغرفة الشرقية    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    الدفاع المدني يهيب بأخذ الحيطة والالتزام بالتعليمات مع توقع هطول أمطار رعدية على معظم المناطق    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    ذاكرة الحرمين    في أولى ودياته استعداداً لكأس العرب.. الأخضر السعودي يلتقي ساحل العاج في جدة    ترمب يواجه ردة فعل مشابهة لبايدن    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    آل الشيخ ورئيسا «النواب» و«الشورى» يبحثون التعاون.. ولي عهد البحرين يستقبل رئيس مجلس الشورى    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    طهران تؤكد جديتها في المفاوضات النووية.. إيران بين أزمتي الجفاف والعقوبات    استعرض مع ولي عهد الكويت التعاون.. وزير الداخلية: مواجهة الجريمة والإرهاب بمنظومة أمنية خليجية متكاملة    تصفيات مونديال 2026.. فرنسا وإسبانيا والبرتغال لحسم التأهل.. ومهمة صعبة لإيطاليا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«النشاط الطلابي» يعيد دور المدرسة في المجتمع..!
بداية مشجعة ولكن الطموح أكبر لجيل يريد أن يقدّم الأفضل لوطنه ويساهم في تنميته
نشر في الرياض يوم 23 - 12 - 2014

يحقق النشاط الطلابي أهدافاً تربويةً وتعليمية في غاية الأهمية، منها ما يرتبط بتعليم المواد الدراسية، ومنها ما يكسب الطلاب والطالبات خبرة ومهارة معينة داخل المدرسة وخارجها، كما أنّه يسهم في جعل البيئة المدرسية جاذبة للطلاب، ويكمل ما أغفلته المناهج من توسيع آفاقهم الفكرية، والعلمية، وتنمية هواياتهم، وزيادة حصيلتهم، ويعمل على تنمية السلوك الحسن لدى الطالب وتعويده على تطبيق القيم والمفاهيم الإسلامية، كالتآخي، وحب الآخرين، وتوثيق العلاقة بينه وبين زملائه، ومعلميه، وكافة شرائح المجتمع، والكشف عن ميوله وقدراته، وتنميتها، ويعزز النشاط الطلابي لدى الطالب، ويعوّده على الاستقلال والثقة في النفس، وتحمّل المسؤولية، ويهيئ للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة، وقد أسهم النشاط الطلابي في تخريج نخبة من المبدعين في كافة العلوم والمعارف والآداب.
ميزانية كبيرة
وأوضح "د. محمد بن عبدالله النذير" -أمين عام جائزة وزارة التربية والتعليم للتميز أستاذ التربية المشارك في جامعة الملك سعود- أنّ النشاط المدرسي لا يتجزأ من أنشطة وعمليات التعليم والتعلّم، ويعتمد على مفهوم الخبرة المباشرة، حيث يتم فيه الاتصال بالمعرفة وتطبيقاتها، فمثلاً عندما يلقي الطالب كلمة أو يمثل دوراً أو يزور مصنعاً يتهيأ له المرور بمجموعة خبرات مباشرة قد لا يوفرها له المنهج المدرسي، فالنشاط له دور كبير في تكوين شخصيات الطلاب، مبيّناً أنّ مشروع "تطوير" قد حظي بميزانية كبيرة مخصصة لجوانب النشاط الطلابي، إيماناً من قيادات الوزارة بأهميته، وكونه جزءا أساسيا من العملية التعليمية.
وذكرت "نجلاء يحيى علي" أنّ الأنشطة في السابق كانت إلزامية، ولا تنمي مواهب الطلاب، ولا تحقق أهدافهم، حيث كانوا يجبرون على التسجيل في بعض جماعات النشاط التي قد لا يرغبون فيها ولا تتفق مع ميولهم، ولا تنمي أيّ مهارات لديهم، وكانت مجرد إخراجهم من صف إلى آخر كتب عليه "قاعة نشاط"، تجتمع فيه عدد كبير من الطالبات، ويخلو من أي وسائل تعليمية أو ترفيهية، وفي نهايته يخرجن وقد حُمِّلن بالمطويات والصحف الحائطية، مبيّنةً أنّ الوضع اليوم قد تغير -نوعاّ ما-، حيث تحسن مستوى النشاط الطلابي، والجميع يبذل مجهودا كبيرا للتقدم بالنشاط وتحقيق أهدافه، حيث أنّ هناك الكثير من المواهب الصامتة التي تقبع خلف جدار الخجل والخوف من إظهارها؛ لضعف المحفزات على الظهور والابداع.
ورأى "مفلح فارس العنزي" -المشرف التربوي للصفوف الاولية بالحدود الشمالية- أنّ هناك ضعفا في الأنشطة الموجهة للطلاب، مستدركاً: "لكننا استبشرنا بالدعم السخي للأنشطة الطلابية، وتوجه وزارة التربية والتعليم لتعزيز هذه الأنشطة، فقد أسعدنا كثيراً مبلغ ال(50.000.000) ريال سنوياً، والذي تمَّ التوجيه باستثماره في المجتمع المحيط بالمدرسة والطلاب على وجه الخصوص، حيث يتم تهيئة مرافق المدرسة لقضاء أوقاتهم بأنشطة مسائية متنوعة ثقافية ورياضية وترفيهية"، متسائلاً: متى يتم تأهيل تلك المرافق؟
استراتيجيات التنفيس
وأكّد "خالد سعيد القحطاني" -مشرف التدريبات السلوكية- أنّ النشاط الطلابي له أثر كبير في تعديل بعض السلوكيات والأفكار السلبية المترسخة في العقل الباطن لدى الطالب، عن طريق المشاركة الفاعلة، واكتشاف الحقائق عن قرب بعيداً عن التنظير، فكثير من الاتجاهات والأفكار المتعنتة سببها التنظير الذي لا يحاكي الواقع، وعندما يشارك الطالب وينخرط في النشاطات الجماعية يكتسب مهارات الاندماج المجتمعي بدون أي عقبات أو مشكلات، ويستطيع أن يعيش منسجماً مع مجتمعه، منوهاً بأنّه من الضروري أن يحتوي النشاط الطلابي على بعض استراتيجيات تعديل السلوك، إلى جانب استراتيجيات التنفيس، حيث أنّ ممارسة الطالب لهواياته ونشاطاته المحببة تزيل كثيرا من الضغوط النفسية عن كاهله.
وذكرت "منال ربيع علي حويان" -رائدة نشاط الطالبات بالمتوسطة الرابعة والثانوية الثالثة بالمدينة المنورة- أنّ أندية الحي انتشرت في مدارس المملكة، وفتحت ذراعيها ببرامج حيوية ومتنوعة لشريحة كبيرة من المجتمع، ولم تقتصر فقط على الطلاب، وقد دُعمت بكوادر بشرية ومادية عظيمة، في سبيل استثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع والفائدة على الطلاب وكافة أفراد المجتمع، لافتةً إلى أنّ النشاط يسهم في الحد والقضاء على بعض الظواهر والأفكار السلوكية السلبية.
دعم سخي
وأوضحت "غادة موسى الحسيني" -مشرفة نشاط طلابي بمكتب حفر الباطن، ومشرفة برنامج الأمن والسلامة وأندية الحي- أنّ النشاط في السنوات الاخيرة قفز في طريقه للتميز؛ لأنّه تغير بشكل شامل، وأصبح مرتبطاً بأهداف المدرسة بشكل فعلي، تقدم الطالبة فيه بشكل كبير، خلاف ما كان معهوداً سابقاً فقد كانت مديرة المدرسة وكافة المنسوبات ينظرن له على أنّه جهد إضافي، والآن وقد أصبح هادفا وذا أهمية وتغيرت آليته للأفضل فكان الاهتمام به كبيراً، مشيرةً إلى الدعم المادي السخي للنشاط الطلابي من قبل الوزارة، الذي أسهم بشكل كبير في تقدمه، إلى جانب تفريغ رواد النشاط.
وأضافت: "إنّه من الجيد أنّ المدرسة لم تعد ملزمة بتنفيذ البرامج المركزية من الوزارة، إذ أنَّها قد لا تتناسب واحتياجات طالبات كل مدرسة، وإنما تطالب رائدات النشاط في المدارس ببناء برامج هادفة تتناسب واحتياجات الطالبات"، مُضيفةً أنَّ ذلك يكون عن طريق نماذج مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام "تطوير"، حيث يتم تحديد رؤيا لبرنامجها المقترح، وأهدافه، ومدته، ووقت تنفيذه، والفئة المستهدفة، ويرفع للوزارة لأخذ الإذن، معتبرةً أنّ هذا يبعث على الراحة ويدفع للإنتاج بعيداً عن البرامج التقليدية والمكررة، وأصبح لكل برنامج في النشاط مدخلات ومخرجات يقاس عليها مدى تفعيله ونجاحه.
فروق فردية
وبيّن "علي يحيى خليل هرشاني" -وكيل مدرسة ضيعة العزيين الابتدائية والمتوسطة بجازان- أنّ اكتشاف الفروق الفردية ومراعاتها يصعب أثناء الدراسة، ويسهل جداً خلال ممارسة النشاط المدرسي، ومن هنا تتجلى أهميته في اكتشاف الفروق، وعليه يكون نمط التعليم، ونوع الخدمة، والنشاط المقدم للطالب، مؤكّداً أنّ الأنشطة تساعد الطالب في الاعتماد على نفسه والوقوف على كل جديد، وسرعة تطويره لذاته وقدراته.
ولفتت "حنان دخيل الله الحربي" -مديرة إدارة نشاط الطالبات بمنطقة تبوك- إلى أنّ المناشط الطلابية أصبحت مطلباً أساسياً في زمن المعرفة، حيث أنّ الانشطة غير الصفية في الفترة الأخيرة عملت على اكتشاف ودعم مواهب الطالبات بطرق علمية، وإكسابهن الخبرات المتعددة التي تعمل على تنمية معارفهن واتجاهاتهن؛ مما أتاح لهن مساحات واسعة من التميز، مؤكّدةً على أنّ التركيز والاهتمام بالكوادر البشرية والمادية التي تقوم عليها الأنشطة، سواءً على مستوى الوزارة أو المدرسة أكسبه الكثير من القوة والتميز.
واعتبرت "منال سليمان البلوي" -مشرفة نشاط الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة العلا- أنّ النشاط غير الصفي بدأ يستعيد مكانته؛ بسبب انتقاله من فكرته التقليدية العقيمة وتحوله لبرامج ومشروعات متوافقة مع التطور الحديث والاحتياجات النفسية والجسمية للطالبات، وساهم ذلك في تحويل المدرسة إلى بيئة جاذبة للطالبات، بعد أن كان يوم النشاط مملاً وغير مرغوب فيه، وهي ترك الحرية لمشرفة البرنامج في ابتكار الفكرة التي ستقدم بها برنامجها، وكذلك الركن المناسب لها بمدرستها مع إشراك الطالبات في ذلك، متمنيةً أن تتحول برامج النشاط من برامج إلى مشروعات.
ووافقها الرأي "نبهان جابر سعيد الودعاني" -مشرف النشاط الطلابي بمنطقة نجران-؛ مؤكّداً أنّ النشاط الطلابي عاود النهوض بشكل فاعل، ورؤية واضحة، وهدف محمود، ورسالة سامية، منوهاً بأنّ النشاط يعتبر المرتع الذي يهواه الطالب، ويجد فيه المتنفس، حيث أنّه الحاضن لكل مبدع، بغض النظر عن التحصيل الدراسي، لافتاً إلى أنّ هناك وعيا ورؤية واضحة لدى أولياء الامور بأهمية النشاط الطلابي.
تجارب طلابية ناجحة في الخروج من «باب المدرسة» إلى «فضاء المدينة» بحثاً عن مشاركة تعزز من حضور الجميع
تجارب ناجحة
وقال "صالح بن عبدالله السديري" -مدير مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية- إنّهم نظموا ضمن برنامج النشاط الطلابي زيارة إلى متنزه وادي حنيفة بالرياض، أطلق الطلاب من خلالها مجموعة من طيور البط والأسماك التي أحضروها معهم، وذلك مساهمةً من المدرسة لحماية البيئة والمرافق الترفيهية، وبث الحياة الجميلة في تلك المرافق والمسطحات المائية، حيث رافقهم في الزيارة رائد النشاط بالمدرسة "خالد الطلحة" و"منصور الجليفي"، كما نظمت المدرسة زيارة لقصر المصمك التاريخي، تزامناً مع مسابقة "صور وطنك" التي تنظمها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة، (HP) السعودية، وقد أظهر الطلاب براعتهم وتميزهم في التقاط الصور للمصمك، كما نظمت المدرسة مرسماً حراً أمام المعلم التاريخي بإشراف "سعيد الزهراني"، وكانت بمرافقة رسام الكاركتير "عبدالحكيم بامهير" و"محمد الكلثم".
وأضاف أنّهم تلقوا إشادة من "ناصر العريفي" -مدير متحف المصمك-، حيث أبدى اعجابه من خلال مارآه من تنظيم وإبداع طلاب المدرسة ، منوهاً بأنهم نظموا العديد من الفعاليات التي تهدف لنشر ثقافة الحفاظ على البيئة، حيث زار الطلاب "وادي حنيفة" و"الواشلة"، وساهموا في تشجير الأودية بغرس شتلات من "السدر" و"الزيتون" و"الشيح" و"البعيثران"، كما زاروا سوق الحطب لتوزيع نشرات توعوية أعدوها عن الاحتطاب الجائر.
إكساب مهارات
وشددت "مريم أحمد الحكمي" -رائدة نشاط بمتوسطة وثانوية الخشعة- على ضرورة التخطيط في الأنشطة الطلابية، حيث أنّه من المهم أن يتناسب النشاط مع احتياجات كل بيئة، فمجتمع القرية يختلف عن المدينة، منوهةً بضرورة أخذ رأي الطالبات والمعلمات في البرامج المنفذة، وذلك حتى تنفذ بأريحية وعن قناعة وحب للنشاط، مع أهمية ملامسة النشاط لواقع الطالبات، لافتةً إلى أنّ أهمية النشاط المدرسي تزيد في المناطق والبيئات المعزولة والنائية والتي لا توجد بها أندية أو مراكز للتعليم والترفيه.
وأشاد "تركي صالح التركي الغامدي" -رائد النشاط الطلابي بمدارس الثغر الرائدة بمحافظة جدة- باهتمام الوزارة بالنشاط الطلابي وإدخاله في كل مادة كعنصر هام، وتخصيصها كتاب ملحق بالمادة، إلى جانب تفريغها لرواد النشاط، حيث عمل كثير من رواد النشاط على تغيير سلوكيات بعض الطلاب عن طريق برامج ومشروعات النشاط الطلابي، فأزكوا فيهم روح الانتماء الاجتماعي، والتنافس المنظم، وتقوية الوازع الديني، من خلال مسابقات حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف، وإكسابهم مهارة حل المشكلة والتغلب على الصعوبة كالانطواء، والعزلة، والخجل، منوهاً بضرورة دخول مديري المدارس في دورات عن أهمية النشاط ودوره، معتبراً أنّ النشاط في مدارس الحي ما زال ضعيف جداً، ولا يخدم إلاَّ أحياء معينة.
فيما رأى "عباس الداوود" -رائد نشاط طلابي- أنّ التقنية ووسائل الإعلان الحديثة تلعب دورا كبيرا في نهوض النشاط الطلابي وارتقائه بشكل ملحوظ، خصوصاً أنّ الأنشطة الطلابية تحظى باهتمام كبير من المسؤولين، مشيداً بدور وحدة تطوير المدارس بالمنطقة الشرقية، من خلال إعداد المدرسة خطة خاصة بها تناسب احتياج طلابها، إلى جانب تزويد كل مدرسة تابعة لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بمبلغ يخدم هذا الجانب، ويتيح للمدرسة الإمكانات التي لا تستطيع توفيرها سابقاً، مشدداً على ضرورة تطوير أداء رائد النشاط الطلابي.
برامج علمية
ونوّهت "عائشة الحازمي" -رئيسة قسم نشاط الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا- باعتماد وزير التربية والتعليم لعدد من القرارات فيما يخص النشاط، معتبرةً ذلك دليلا على أهميته وأثره البالغ على عملية التعليم، مبيّنةً أنّ هناك الكثير من البرامج التي نفذت مؤخراً وأسهمت في بناء الطالبات معرفياً، كالملتقيات الحوارية، والبرامج العلمية.
وأيدتها "أشواق السويدي" -مرشدة طلابية بثانوية الباحر-؛ مشيرةً إلى أنّ برامج النشاط والإرشاد مرتبطة ومكملة لبعضها، فالهدف واحد وهو الرقي بفكر وسلوك الطالبات، مشددةً على أنّ برامج النشاط الطلابي تحسنت بشكل كبير في السنوات الاخيرة، واستطاعت تحقيق الكثير من الأهداف.
وكشفت "فريدة عبدالعزيز الجامع" -مديرة المتوسطة الرابعة بالأحساء- أنّ المدرسة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى ببذل كل الجهد لتربية الإنسان العصري القادر على التفكير السليم، والمزود بالمعرفة والمهارات الأساسية التي تمكنه من مسايرة هذا العصر وطبيعته، موضحةً أنّ هذا قد دفع المربين والمهتمين بشؤون التربية والتعليم إلى أن يعيدوا النظر في مناهج التعليم، ووضعها في إطار شامل يتناول أهدافها، ومحتوى المقررات الدراسية، والأنشطة التعليمية، وأساليب التدريس، وتقويم فاعلية التعلّم.
وأضافت أنّ النشاط الطلابي حالياً يمتاز بالبعد عن الروتين الدراسي، ومساهمته في كشف العديد من المواهب، سواءً لدى المعلمة أو الطالبة؛ مما يسهم بشكل كبير في بناء قاعدة فكرية وثقافية سليمة، فتنشأ طالبة تمتلك مهارة الإعداد والبناء والصناعة، وترجمة القيم التربوية التي تتلقاها الى واقع نظري حيّ، إلى جانب تعزيز الرقابة الذاتية والاجتماعية لدى الطالبات، من خلال إشرافهم على بعض المناشط المدرسية، وكذلك تنمية روح الترابط والتعاون، وإجادة عقد الشراكة المجتمعية الناجحة مع المدارس.
أساس التغيير
وأكد الأستاذ "أحمد بن عبدالرحمن الصويلح" -وكيل ابتدائية عمار بن ياسر- على أهمية إعادة دور المدرسة في بناء منظومة القيم وتأصيلها في نفوس الطلاب، إلى جانب المشاركة في تنمية المجتمع، وتطويره، وإبراز مكوناته، والمساهمة عملياً في ترسيخ المواطنة، من خلال الحفاظ على المكتسبات.
وقال إن النشاط الطلابي في المدرسة هو أساس التغيير الذاتي للطالب، ومصدر إحساسه بالمسؤولية، وقدرته على العطاء والابتكار وتطوير مواهبه وتنمية العمل التطوعي لخدمة مجتمعه، وهو أيضاً مصدر الفريق الواحد فكراً وسلوكاً بين الطلاب؛ بحثاً عن الهدف المنشود، وبالتالي شعور الطالب بالمنتج الذي يقدمه على أنه مختلف ليس في شكله أو مضمونه ولكن في قيمته كمنجز يحفظ له حضوره، وتحفيزه، واستمراره في العطاء لصالح وطنه.
غرس الأشجار البرية في الأودية يعزز من الحفاظ على البيئة
لقطة جماعية لطلاب مدرسة عمار بن ياسر ساهموا في حماية البيئة على ضفاف وادي حنيفة برفقة رائد النشاط خالد الطلحة
مشاركة المعلم مع الطالب تزيد من حماسه للنشاط
طلاب مدرسة عمار بن ياسر يساهمون في إنعاش الحياة الفطرية بإشراف رائد النشاط خالد الطلحة
خالد القحطاني
مفلح العنزي
نبهان الودعاني
علي يحيى هرشاني
صالح السديري
تركي الغامدي
عباس داوود
محمد النذير
احمد الصويلح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.