الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى.. الحمد لله في السرّاء والضراء، الذي جعل الصبر على البلاء رفعة في الدنيا وعظم أجره في الآخرة. فقدت ثرمداء أحد أبنائها البررة المخلصين: عثمان بن عبدالله الشعلان، الذي انتقل إلى جوار ربه سبحانه وتعالى، وصلى عليه جمع كثير من المسلمين في جامع أبي بكر الصديق، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وكلمات يملؤها الحزن والأسى على فراقه بعد رحلة عمر طويلة وحياة حافلة بالبذل والعطاء، وأعمال ستبقى خالدة إلى الأبد، ومحفورة في ذاكرة محبيه، أنجزها بجهد دؤوب، وحقق الإنجازات الكبيرة بما في ذلك الجانب التعليمي، الذي أولاه - رحمه الله - حرصا للارتقاء به كأساس متين لتقدم الوطن وبناء أجياله. وما خطه قلبي قبل قلمي يأتي ترجمة لحياته وتوثيقاً لآثاره وما عرُف عنه، وذلك إسهاماً في توثيق بعض مآثره.. فلقد زاملت الفقيد - رحمه الله - في مدرسة ثرمداء الابتدائية للبنين عشر سنوات، وجمعنا حي السفالة في ثرمداء القديمة، ثم انتقلنا إلى السكن في مخطط الصحن، وما عرفنا عليه إلا التسامح وصفاء النيّة وطيب النفس والابتسامة المشرقة والتعاون والمساعدة في عمل الخير وخدمة مسقط رأسه ومرتع صباه (ثرمداء) وسكانها. فكان رمزاً للوفاء والإخلاص والخلق الرفيع والعطاء والتضحية، تاركاً بصمة جليّة في حياة الجميع، ومنها ما بذله من جهد في سبيل المطالبة ببناء حكومي لمدرستي البنات المتوسطة والابتدائية بداية عام 1390ه وهو ما تم حينها، وواصل جهوده من أجل بناء المدرسة المتوسطة والثانوية للبنين، وتحقق ذلك ولله الحمد. ولم تقتصر اهتماماته على القطاع التعليمي، بل امتدت للقطاع الصحي، ليواصل متابعته المستمرة لتطوير المركز الصحي بثرمداء بدعمه وتزويده بالأجهزة والمستلزمات والكوادر الطبية خدمة للأهالي والمراجعين.. نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل أعماله الخيّرة في موازين حسناته، وندعو له من أعماق قلوبنا أن يسكنه فسيح جناته، ويعلي منزلته ويخلفه في أهله وذويه ومحبيه .. فرحمك الله يا أبا عبدالله رحمة الأبرار.. إنه سميع مجيب.