لم تدرك أيادي الإرهاب الغاشم بعد أن طريقها إلى الزوال لا محالة، فالمحاولات البائسة التي تتبناها لاستهداف أمن بلدنا وترويع المواطنين الآمنين ما هي إلا شرارة لمحاولة إثبات الوجود على الأرض بعد الهزائم والضربات المتتالية المتلاحقة بفضل سواعد أبطالنا الساهرين على الحد الجنوبي والمرابطين في الداخل للتصدي لأي عمل عدواني على أرض المقدسات التي هي المرتكز الأساس لقلب الأمتين العربية والإسلامية. إن استهداف مركز مباحث الزلفي وتصدي قوات رئاسة أمن الدولة للإرهابيين المهاجمين وتعاملها معهم بما يقتضيه الموقف وسقوطهم جميعاً قتلى إنما يدل على اليقظة الأمنية والحس العالي لدى رجال الأمن لمتابعة وملاحقة الإرهابيين، بعيون ساهرة ترصد وتتابع لتفادي أي أعمال تخريبية وحماية المواطنين من بطش الإرهاب الأسود، للتأكيد على مقولة الأمير محمد بن سلمان الراسخة، حينما قال في الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب: "سنلاحق الإرهاب حتى يختفي تماماً من وجه الأرض". ويمثل التلاحم بين قيادة وشعب المملكة حائط صد منيعاً لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وطننا الغالي، فالجهاز الأمني الذي يعمل به شقيقي وشقيقك وابني وابنك وجاري وجارك كلهم فداء للوطن وهم الحاجز والقوة التي تحمي أمن البلاد لكي ننام آمنين وننعم بالأمن والسلم الاجتماعي فننام مطمئنين -بحفظ الله- ثم بثقتنا الكبيرة في أجهزتنا الأمنية ووعيها والجهود المشتركة لكل القطاعات، وعقيدة رجال الأمن وتضحياتهم هي بمثابة الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها نيات كل عابث بأمن هذه البلاد أو تهدد منطقتنا العربية والعالم أجمع. وما هذا الموقف الشجاع إلا انعكاس لرؤية المملكة التي تتبنى استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وفق الدعائم الأربع؛ معالجة الأوضاع التي تساعد على انتشار الإرهاب، ومنع الإرهاب ومكافحته، وبناء القدرات على منع الإرهاب ومكافحته، وضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون باعتبارهما الركن الأساسي لمكافحة الإرهاب. لقد أصبح الإرهاب تهديداً عالمياً متطوراً، ولم يعد هناك أي بلد في مأمن منه، فقد ساعدت وسائل الاتصالات الحديثة على انتشار بقعة الإرهاب في العالم عن طريق نشر المعلومات المضللة وتحريض وحشد أكبر عدد من المتطرفين وبث رسائل العنف والكراهية والتخطيط لارتكاب المجازر بتكتيكات تستهدف غسل أدمغة أشخاص يتصرفون بمفردهم أو جماعات لتنفيذ هجمات متطورة، لذا أدركت الدولة أنه من الضروري أن تكون التدابير التي نتخذها لمواجهة ذلك التهديد على نفس القدر من التنوع، فلا شك أن الهزيمة العسكرية الساحقة التي لحقت بتنظيم داعش في سورية والعراق وكذلك الميليشيات الإرهابية في اليمن والمسلحين في سيناء مصر، تدفع بأعداد كبيرة من هؤلاء المرتزقة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى لتجنيد أتباع جدد، والتخطيط لارتكاب عمليات جديدة. إن دولتنا التي قطعت شوطاً كبيراً في الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب، وضعت إطاراً واضحاً للتصدي لهؤلاء الإرهابيين وتعطيل شبكاتهم ومنعهم من التشجيع على التطرف، غير أن القيادة ترى أنه ما زال هناك الكثير مما يتعين القيام به، وما زالت تتخذ المزيد من الخطوات نحو مواجهة تهديد الإرهاب العابر للأوطان، واتخاذ تدابير متضافرة متعددة الأطراف للتصدي لأسبابه الجذرية. والمتابع للتاريخ سيدرك جيداً أن أبناء هذا الوطن جميعاً ستظل أيديهم متشابكة لمواجهة كل من ينخر في جسد الدولة ويحاول تمزيق الصفوف، وليزول كل من يتربص بنا، وتبطل كل نعرة مقيتة تتسلل بيننا، ليبقى المجتمع قوياً آمناً، رصيناً متماسكاً.. حفظ الله الوطن والشعب وكل من يعيش على أرضه تحت رعاية قيادتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما.