صوب الإعلامي خالد الدلاك سهام النقد في اتجاهات عدة على المستوى الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي والوسط الرياضي، محملاً إياهم مسؤولية ما يحدث من تأجيج للأحداث والتسبب في البلبة والتوتر وارتفاع حدة التراشق، وأشار بأن تفريط الهلال بالنقاط وأمام فرق غير منافسة منح النصر صدارة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ووصف الدلاك ما يحدث في «الزعيم» بأنه نذير شؤوم بموسم كارثي رغم كوكبة اللاعبين الأجانب والمحليين، جاء ذلك خلال حوار أجرته معه «دنيا الرياضة» .. الميول والمحسوبيات يلعبان في إعلامنا.. وحدّة التراشق ارتفعت * بدايتنا حدثنا عن تجربتك في الاتحاد السعودي لألعاب القوى عندما كنت مديراً له؟ o هي فترة من فترات حياتي المليئة بالكثير من التجارب والمحطات والتوقفات ولحظات الفرح والحزن، لقد وجدت نفسي مديراً بمعايير ثقة المسؤول ومحبته ودعمه ومساندته ووقفته، وهناك من قال: إنني نجحت ووفقت وهناك من قال: إنني لا استحق، وكلاهما على حق حسب نظرتهم وتقييم الصادق منهم، وعموماً لا يمكن أن نأخذ بكل الآراء محمل الجد والصدق، فهناك من قد يمدحك مجاملة وتزلفاً وهناك من يذمك غيرة وحسداً، رغم أن المنصب لا يستحق أن تحسد عليهأو يغار منك عليه، أما أنا في الواقع وفي داخلي كنت راضياً عن نفسي وما قدمت حسب إمكانياتي واجتهادي وظروفي. o عملت فترة طويلة مع الأمير نواف بن محمد، كيف تصف تلك التجربة؟ o لا شك أن شهادتي في الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأسبق وعضو شرف الهلال مجروحة، وبحكم عملي معه على مدار 24 عاماً كرئيس للإعلام ومن ثم مديراً للاتحاد فلم يسبق لي أن امتدحته أو أشدت به في مقالة أو رأي عبر أي وسيلة إعلامية، ولكن بعد أن ترك المنصب وزالت بذلك موانع الإشادة والمديح فاسمحوا لي خلال هذا اللقاء أن أتكلم عن الأمير المسؤول والإنسان والصديق والمحب من خلال ملازمتي له أعواماً عدة داخل وخارج البلاد وقضائي بجانبه أوقاتا قد تفوق الأوقات التي أقضيها مع الأهل والأصدقاء كرفيق درب مخلص، ومحب ووفي «ولا أزكي نفسي على الله ولكن أحسبني كذلك»، لدرجة أنني أعرف من نظرته ماذا يريد. أما نواف الرياضي المسؤول فهو مدرسة أو جامعة متكاملة استفدت وتعلمت منها عن قرب فهو رجل متماسك وقوي، في أكثر المواقف إحراجاً وصعوبة يجد الحل في لحظات ويحول الوضع لصالحه في ثوانٍ دون أن يشعر الطرف الآخر المحاور بما قدمه من تنازلات أو أضاع من حقوق والتي تجير لصالح الاتحاد والعمل في النهاية، كما انعكست قدرته الإدارية على إنجازاته الواضحة للعيان والتي ليست بحاجة إلى عرض أو تبيان فمضامير ألعاب القوى وميادينها تشهد بكل قطرة سالت من عرق جبين أبطالنا وحققت الذهب ونالت شرف رفع علم بلادنا في المحافل القارية والعالمية والخليجية. تجربة مزعجة * ماذا عن تجربة عملك في صحيفة الجزيرة ورئاستك للقسم الرياضي فيها؟ * تجربة بلاشك مزعجة ومتعبة ومقلقة واجهت خلالها العديد من المصاعب والمشاكل والعقبات ولكنني قاومت وصمدت وكافحت لأنتصر على من حاول إسقاطي وإبعادي، ويا ليتني لم أعاند وأصمد ولملمت جروحي من البداية وانسحبت، ولكنه طيش الشباب ورغبة التحدي وإلا تشاهد خصمك مهما كان موقعه وميوله ينتصر عليك، والصحافة بالمناسبة إن كانت لبعض الصحفيين أم المكاسب فهي كانت بالنسبة لي أم المتاعب فقد كنت أعمل بإمكانات محدودة وأدوات مميزه معدودة نتيجة ضعف الحوافز المادية للعاملين معي، والذين فزعوا معي ووقفوا بجانبي معظمهم باسم الإخوة والصداقة وأذكر منهم على سبيل الحصر سعد المهدي وعبدالرحمن الزيد وسامي اليوسف ومحمد الحناكي وعلي الأحمدي هولاء رفضوا كل العروض والمغريات من المطبوعات الأخرى وبقوا سند وعونا لي حتى غادرت أو اعتزلوا الصحافة الرياضية، كذلك الميول وألوان الأندية سبباً لي الكثير من المشاكل، فإذا فاز النصروايون ببطولة يريدون منا أن نمجدهم ونعطيهم فوق حقهم وهم يمنعوننا ويمنعون مندوبنا ومصورنا من دخول النادي، والمسؤول فيهم إذا صرح يريد أن ننشر له ما يقول من كلام غير لائق عن الهلال ولاعبيه، لا مديح في النصر ونجومه، كما أنهم يريدون منا أن نوظف صحفيين نصراويين وحددوهم بالاسماء، ولم يكن لدينا مانع أن نوظف صحفيين نصراويين، ولكن مشكلتنا أننا نريد صحفي مع الجريدة لا مع النصر، وهذا لم يكن ممكنا إلى أن جاء موخراً الزميلان سعود الصرامي وعيسى الحكمي في عهد الزميل محمد العبدي وهذان تنطبق عليهما المواصفات التي نريدها، بغض النظر عن آراء الصرامي المتناقضة في تويتر وبرامج الفضاء لاحقاً وغير ذلك فقد كان هناك رقابة صارمة على النشر وعقوبات أشد صرامة ممن يتجاوز الخط الأحمر وحتى الأبيض والأخضر. * لو عاد بك الزمان للوراء، ما القرار الذي ستتراجع عنه سواء في عملك الإعلامي أو الرسمي؟ -عدم التفرغ للصحافة الرياضية إطلاقاً فهو قرار بلا شك ندمت عليه، فالمتعاونون مارسوا هوايتهم الصحفية بدون التزامات أو ضغوطات أو خوفاً على مستقبل أو خشية من فصل وكان العمل الصحفي بالنسبة لهم تسلية أكثر منه رساله ومسؤولية، خلاف ذلك فلم يكن هناك تنظيم أو ترتيب أو منهجية في الوظيفة الصحفية فمزاج رئيس التحرير ورغبته هي من ترفعك أو تذلك أو تفصلك، كما أن الرئيس هو من يحدد راتبك وعلاوتك وقد يحدث أن يستلم المتعاون راتباً أكثر من المتفرغ وقد يحدث أيضاً أن يتم توظيف صحفي جديد براتب أكثر من شخص قضى عشرين سنة بالجريدة رغم أنهما يحملان نفس المؤهل! تجربتي الإعلامية «مزعجة».. والنصراويون منعوا مراسلينا من ناديهم عبث في عبث * ما الذي يحدث في الهلال؟ * عبث في عبث وحرام ما يحدث له فالهلال كيان تولعت به أمة وعشقه شعب وسماه ملك، وهو ترمومتر سعادة وما يحدث له هو هدم للمقدرات وضياع للمكتسبات وتشويه للمثل والقيم الهلالية العظيمة التي لا تؤمن بثقافة المؤامرة ولا اختلاق الأعذار، المشكلة ليست في أن تفوز أو تهزم أو تخسر بطولة فكل الأندية معرضة للهزائم وخسارة البطولات، المشكلة أن تشوه صورة جميلة وتهدم كياناً عظيماً وتعبث بتاريخ مشرف! * لو كنت رئيساً للنادي، ما أول قرار ستتخذه؟ * أغادر على الفور بدون تردد وأقدم استقالتي لأنني شخصياً غير مؤهل لهذا المنصب، فإمكاناتي لا تسمح لي بأن أدير نادياً يعشقه نصف الشعب وليس عندي استعداد أن أدخل الهم والحزن في البيوت لأن الهلال هو أوكسجين الحياة ومتنفس عن الهم لهذا السبب سأغادر بدون أنانيه ولا تردد ومن باب الإيثار رغم أن المنصب مغري وبمنحني الشهرة والأضواء والصيت ولكن مصلحة الهلال فوق كل اعتبار. * بصراحة الهلال إلى أين تراه ذاهباً؟ * ألى الأسوأ والمجهول، فأنا أرى غيمة سوداء قاتمة تنذر بالحاضر وتحذر من المستقبل مالم تتعدل الأوضاع وتغادر الإدارة غير مأسوف عليها ففي وجودها ضرر وفي رحيلها منفعة. * برأيك هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذا؟ * بلاشك هم يبحثون عن جذب المشاهد وثلاثة أرباع المشاهدين يعجبهم التهور في الطرح والتعصب في الميول والحدة في الرأي، الهدوء والطرح بعقلانيه بضاعة غير رائجة ولا تؤكل عيشاً. * العلاقات والصداقات هل تلعب دوراً في وجود أسماء معينة على الساحة وتغييب آخرين؟ أم أن الموجودين الآن هم النخبة؟ * الميول والمحسوبية وتنفيذ ما يطلبه المخرجون والمشاهدون هي أسباب رئيسية في تحديد نوعية الضيوف وتدويرهم على البرامج مهما كانت وقاحة طرحهم ومهما تغيرت مسمياتها وتغير مقدموها وقنواتها. * هل أنت مع إعلان الإعلامي لميوله؟ أم ترى بأنه يجب أن يكون محايداً؟ * لكل إعلامي ميول والإعلامي أصلاً بدأ حياته الرياضية من المدرج يتفرج ويشجع، وليس هناك ما يمنع الإعلامي من إظهار ميوله وكشفها بشرط أن يكون محايدًا في رأيه منصفاً في حكمة عادلاً في نقده مقنعاً في طرحه مفيداً في سرده محايداً في تقييمه صادقاً في نصحه. لن أنسى هذا الموقف * ما أصعب موقف مر عليك خلال مشوارك الإعلامي؟ o في الواقع يظل مشوار الصحافة الذي قضيته مليئاً بالمتاعب محفوفاً بالمخاطر المهنية ومن أصعب المواقف التي واجهتني في حياتي هي استدعائي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتحقيق معي في خبر نشرته الجريدة إذ طلبوا مني ذكر المصدر وكشفه وكانت أيام عصيبة تجاوزتها بشق الأنفس بعد أن وصل الموضوع لأعلى المستويات وتفاعل لأعلى الدرجات. o لو طلب منك المسؤولون تقديم «وصفة» لتطوير اتحاد القدم، فما هي؟ o ليتطور اتحاد القدم ويودي مهامه على أكمل وجه ويساهم في تفوق المنتخب ويضمن نجاحاً ونزاهة منافساته فلا بد أن يكون أقوى من الأندية، كما أن التعيين للمسؤول الكفؤ أفضل من الانتخاب لأن الانتخاب تكتلات ومصالح وعادة لا يفوز في الانتخابات الأميز والأجدر. * ووصفة أخرى لتطوير منتخبنا وإعادته لأمجاده السابقة؟ o الاستقرار عامل مهم فنيا وإداريا لنجاح أي منتخب فكثرة تغيير المدربين تعد سبباً مباشراً في تذبذب مستوى المنتخب خاصة إذا كان المدرب متمكناً وصاحب اسم معروف وتاريخ مشهور. o ماذا عن الحكام المحليين وعودتهم للمشهد من جديد؟ o أؤيد عودتهم تدريجياً لقيادة بعض المباريات ذات التنافسية المتوسطة شريطة تأهيلهم التأهيل المناسب وإعدادهم الأعداد الجيد وأظن أنه بوجود تقنية VAR ستسهل مهمتهم وتقل أخطاؤهم. o في ظل قوة المنافسة، من ترشح للقب الدوري؟ o رشحت فريق النصر قبل أن يبدأ الدوري وها هو ترشيحي وتوقعاتي تقترب من أن تتحقق بشكل كبير وبنسبة 99 % مثل الانتخابات العربية، ولا غرابة في ذلك فتعاقدات النصر من اللاعبين الأجانب هي الأغلى والأفضل ودعمه الأميز والأحسن. * تقنية VAR أثارت جدلاً كبيراً، ما تقييمك لها؟ o بدايتها كانت جميلة ورائعة ومنصفة للجميع ولما ارتفعت الأصوات وتعالت الاحتجاجات خشية من الحق أصبح الفار يلعب بذيله، فأصبح يتجاهل أخطاء فريق ويشدد على مراقبة آخر ولعل ما حدث في مباراة الحزم والهلال عندما استدعى حكم الفار حكم الساحة لمشاهدة لقطة اعتراض بوتيا على لاعب الحزم لعله يغير رأيه ويستبدل الأصفر بالأحمر!