أكد الإعلامي الرياضي عبدالعزيز الدغيثر، أنه يظهر فضائياً في البرامج الرياضية على طبيعته دون أن يُمثل أو يتصنع إثارة الجدل، وأبان أن تجربته في العمل الإداري في النصر كانت جيدة، لكنه لن يكررها؛ بسبب عدم وجود وقت لديه وعامل السن، وتطرق الدغيثر إلى «تويتر» وتأثيره في إدارات الأندية، والضغوط التي يسببها مثلما كانت تفعل المنتديات و»البالتوك»، وأوصى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالاهتمام بجميع الأندية والمناطق والمحافظات، جاء ذلك خلال حوار أجرته معه «دنيا الرياضة»: * خلال ظهورك الإعلامي تثير جدلا واسعا باستمرار، هناك من يزعم أنك تتعمد فعل ذلك، ما ردك؟ نعم، هناك من يقول إن ظهوري الإعلامي مثير للجدل وباستمرار، ولكن يعلم الجميع أن هذا هو عبد العزيز الدغيثر بطرحه ووجوده ونقاشه وعلى الطبيعة، فأنا لا أتعمد شيئا، ولا يمكن أن أكون كذلك، فكل ما تشاهدونه هو الطبيعة لشخصي البسيط، ولو أردت أن أتعمد عملاً ما فقد أفشل؛ لأنني لا أجيد التمثيل أو التصنع أو لبس ثوب ليس بثوبي. * متى بدأت علاقتك مع برنامج صدى الملاعب؟ منذ عام 2009م كمتعاون حتى عام 2014م، وبعد ذلك أصبحت موجودا كمحلل وناقد حصري حتى يومنا هذا. * حدثنا عن تجربتك في العمل الإداري لنادي النصر؟ * كانت جيدة إلى حد ما؛ نظرا لتسلم النادي وهو في وضع غير جيد من جميع النواحي، وحاولنا النهوض به حسب الإمكانات والدعم من بعض الشخصيات وأعضاء الشرف، وحققنا بطولة واحدة وهي كأس الأمير فيصل بن فهد أمام الغريم والمنافس الهلال، ولعبنا نهائي كأس الخليج أمام الأهلي السعودي، وفي آخر الأيام في الإدارة استطعنا التوقيع مع شركة stc بعقد رعاية ممتاز، وقبل نهاية الفترة بأشهر بسيطة قدمت استقالتي على الهواء مباشرة من خلال قناة الوطن الرياضية السعودية. * هل لديك الاستعداد لتكرار التجربة؟ * لا يمكن، تجربة واحدة وكفى، فلم يعد السن أو الوقت يسعف أن أكرر أي تجربة للعمل في أي مجال رياضي. * خلال عملك الإداري قبل عشرة أعوام تقريبا اعترضت على إدارة النصر لأنها تتأثر ب»البالتوك» والمنتديات، كيف ترى حال إدارات الأندية عموما وإدارة النصر الحالية مع «تويتر»؟ * صحيح، كنت أتمنى ألا تتأثر أي إدارة سواء النصر أو غيرها بما يتم طرحه، سواء كان سابقا عبر المنتديات أو الوقت الحالي عبر «تويتر»، الذي أصبح تأثيره - مع الأسف - واضحا، وأحيانا يكون وسيلة ضغط على الأندية في تغيير قراراتها والتأثير المباشر فيها. * ظهرت أكثر من مرة وانتقدت رئيس النصر السابق الأمير فيصل بن تركي بقسوة، هناك من ربطها بخلافات شخصية بينكما؟ * لم يسبق لي أن انتقدت الأمير فيصل بن تركي مطلقاً، ولا يحق لي أو لغيري، بل انتقدت عمل الإدارة وبعض خطواتها غير الموفقة من وجهة نظري، ودائما النقد موجه للعمل وليس للأشخاص، أما علاقتي بالأمير فيصل بن تركي فهي علاقة مميزة وأخوية ومحبة في الله منذ أول يوم عرفته وحتى يومنا هذا، وهو شخص محترم وعزيز وغال جدا. «تويتر» ضغط إدارات الأندية.. ولا أتعمد إثارة الجدل! * رغم تعصبك للنصر إلا أن عددا من أبنائك يشجعون الهلال، ما السبب؟ -أولا أنا محب لنادي النصر ومشجع له بقوة، ولكن لست متعصباً، فأنا أحترم جميع الأندية، والتعصب ليس من طبعي، أما أبنائي فعددهم أربعة، جميعهم نصراويون ما عدا الابن سعود الصغير، فهو عضو شرف في الهلال، وهذه رغبته وميوله، ولا يمكن إجباره على تشجيع غيره. * يعاني النصر مشكلات وانقسامات ظهرت على السطح أخيرا، خصوصا ما يتعلق بالمدير التنفيذي أحمد البريكي، كيف ترى ذلك؟ وما كلمتك للنصراويين؟ * الانقسامات والمشكلات موجودة في جميع الأندية، وليست مقتصرة على النصر أو غيره، حتى في الأندية الخارجية سواء عربية أو أجنبية، فالمشكلات والانقسامات سمة من سمات الأندية الرياضية، أما ما يتعلق بالمدير التنفيذي أحمد البريكي فأنا لا أعرفه على المستوى الشخصي، وإذا كان هناك انقسام فهو بالتأكيد حول عمله، وليس حول شخصه، والعمل وطريقة الإدارة في النادي خاصة بعد مشكلة الاحتجاج على لاعب الوحدة علي النمر ودقة التوقيت للاحتجاج، أما كلمتي للنصراويين فأقول يجب أن تتكاتفوا وتجتمعوا وتدعموا ناديكم، ويكون الحب والدعم والمؤازرة للكيان وليس للأشخاص، كذلك نصيحتي لهم بعدم الانسياق خلف ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي، وتأجيج الأمور، فيجب وضع الثقة بإدارة النادي في المحافظة على النادي ومكتسباته وحفظ حقوقه. o تصريح الكابتن ماجد عبدالله بخصوص تضخيم النصراويين للأحداث نال أصداء كبيرة، وتعرض الأسطورة بسببه لحملة شرسة، كيف ترى المشهد؟ ماجد عبدالله اليوم هو شخص كأي إنسان متابع وعاشق ومحب لناديه، ويجب احترام رأيه بغض النظر من صحته أو عدمه، فيجب ألا تكون هناك حملة شرسة على أي شخص سواء ماجد أو غيره، عندما يبدي رأيه أو يخالف البعض، فكل إنسان حر في إبداء رأيه ويحترم، فهو مجرد رأي لا يقدم ولا يؤخر، ولكن احترام الطرف الآخر دليل على تقدم الشعوب ومدى مستوى الإدراك والوعي العام للشارع الرياضي. * كيف ترى حظوظ النصر في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان؟ * ما زالت قائمة وفي الميدان، ولكن عليه ألا يخسر أي مباراة، والأهم أن يفوز على المتصدر الهلال الذي يفرق بست نقاط عنه، وإذا تعثر المتصدر في مباراة أو أكثر فستكون مسؤولية النصر صعبة لتحقيق البطولة وسيكتفي بالوصافة. o هناك من يحمل الإعلام مسؤولية كل صغيرة وكبيرة خصوصا الإخفاقات والاحتقانات الموجودة في وسطنا الرياضي، هل تتفق معهم أم لك رأي آخر؟ * الحقيقة إن الإعلام يعتبر المرآة الحقيقية لأي عمل، وهو الخط الأول الدفاعي لأي كيان إذا ما سخر بطريقة سليمة ومثالية، وهو شريك رئيس دائماً لأي عمل ناجح، وهو مؤثر أحياناً في تغيير بعض القرارات في أي جهة، ولكن لا يمكن تحميله مسؤولية الإخفاق سواء كانت صغيرة أو كبيرة، أما الاحتقانات الموجودة فقد يكون لبعض الإعلاميين دور في ذلك، ولكن ليس بصفة عامة، مع العلم بأن الشارع الرياضي ومنتسبيه اليوم لديهم ثقافة رياضية عالية، ولا ينطلي عليهم ما يحاول البعض تمريره كما كان سابقا، ولكن يبقى الإعلام مؤثرا إلى حد ما. * الطرح في بعض البرامج الرياضية سلبي وغير مفيد بشهادة المتابعين، لكن في المقابل أعلى نسبة مشاهدة نجدها في تلك البرامج، بماذا تفسر ذلك؟ * لا يمكن القول أو الحكم على أن كل ما يطرح في البرامج الرياضية سلبي، فهناك البرامج والطرح الإيجابي، ولا يمكن التعميم في كل الأحوال، والبرامج الرياضية ومنتسبوها مسؤولان عما يتم طرحه، وطبيعي أن تكون أعلى مشاهدة سواء كانت سلبية أو إيجابية، فالكل ينتظر ويسمع ويحكم ولكن البقاء دائما للأصلح والمفيد. o في رأيك، هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذا؟ * نعم، معظم معدي البرامج والقائمين عليها يبحثون عن الإثارة أياً كانت، ويمنحون مساحات لأشخاص لم يعملوا في المجالين الرياضي أو الإعلامي، وكما يطلق عليهم «إعلامي بالبرشوت»، وبعضهم تكون له مساحة فقط؛ لأنه يهاجم الأطراف الأخرى، والبعض يأتي بآراء مخالفة لتكون سبيلا لإثبات الوجود حتى لو من دون قناعة، وهذه إحدى مشكلات بعض البرامج وليست جميعها، والسبب خلف هذا كله البحث عن أكبر عدد من المشاهدين، حتى لو كانت من دون مادة أو إيجابية أو بإثارة مصطنعة مع الأسف. o العلاقات والصداقات هل تؤدي دورا في وجود أسماء معينة على الساحة وتغيب أخرى، أم أن الموجودبن الآن هم النخبة؟ -قد يكون للعلاقة أو المصلحة دور في وجود بعض الأسماء، ولكن ليست قاعدة، ولا يمكن القول إن الموجودين الآن هم النخبة، فلا أعتقد هذا مطلقا. * كيف نصنع جيلا إعلاميا مميزا، لا يخلط بين ميوله وعمله، ويفرق جيدا بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ * بالإمكان صنع جيل إعلامي مميز إذا تم تأسيس هؤلاء تأسيسا علميا وعمليا بطريقة جيدة بعيدة عن الميول، فكل إنسان له ميول، ولكن يجب أن يحترم ميول الآخرين، ومن هنا يمكن صنع جيل مميز، أما الإثارة المقبولة فهي موهبة من الله، وقبول الناس والمتلقي له، فلا يمكن أن تصنع شخصا مثيرا إن لم يكن كذلك، ولكن في كل الأحوال يمكن أن نمتلك شبابا وجيلا متعلما مثيرا مستقيما محترما، فالوطن يكتظ بشباب كالورد، يرفعون الرأس، ويرسمون البسمة، ويعكسون الصورة والوجه الحيقي للمواطن السعودي والرياضي المثالي. o هل أنت مع إعلان الإعلامي ميوله، أم ترى أنه يجب أن يكون محايدا؟ o أنا مع إعلان أي شخص إعلامي أو غيره ميوله، ويجب أن يفتخر بذلك، ولكن من دون الإساءة أو التقليل من ميول الآخرين، والأهم من ذلك ألا يكون هناك خلط بين الميول والعمل المنوط بالإعلامي، سواء كان عمله إعلاميا فقط أو في أي مجال آخر. * ما أصعب موقف مر عليك خلال مشوارك الإعلامي؟ * المواقف الإعلامية الصعبة كثيرة، ولكن لم أجد - ولله الحمد - أي صعوبة في أي موقف، فكل وحدة لها مخرج مهما كان الموقف قويا أو كبيرا. * كيف ترى استقالة قصي الفواز؟ * جاءت في وقت صعب قبل نهاية الموسم بشهرين، ولم يمضِ على اتحاد سوى أربعة أشهر، ولكن أكيد أن هناك أمورا كبيرة جعلته يقدم استقالته هو وبعض الأعضاء، ولكن إن شاء الله في الأمر خيرة. * لو طلب منك المسؤولون وصفة لتطوير اتحاد الكرة، فما هي؟ * تطوير اتحاد كرة القدم لا أعتقد أنه بالأمر السهل، ولكن لتكون الوصفة أكثر إيجابية يجب إزالة جميع التراكمات السابقة، وعدم السماح لأي شخص بالترشح لأي منصب ما لم يكن لديه إلمام كامل باللعبة ومتطلباتها، وليس الاعتماد على الشهادة العلمية، حتى وهي ليست لها علاقة بالرياضة، كمهندس أو دكتور أو غيرهما، والأهم من ذلك الاعتماد على الوجوه الشابة أصحاب الطموح والنظرة البعيدة، أعتقد أن هذه هي الوصفة المناسبة لاتحاد كرة القدم. * ووصفة أخرى لتطوير المنتخب الأول وإعادته إلى أمجاده السابقة؟ * منتخبنا لا يحتاج إلى تطوير، في الأساس لا يوجد لدينا منتخب، فالأندية اليوم معتمدة على اللاعب الأجنبي، وأما اللاعبون السعوديون فيعتبرون تكملة عدد، إذا ما أردنا منتخبا للمستقبل نقارع به المنتخبات، فيجب أن نستفيد من تجربة الآخرين، التي تعتمد على بناء منتخب من لاعبين موهوبين لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، وتأسيسهم تأسيسا علميا صحيحا، من خلال أكاديمية داخل المملكة وناد أوروبي خارج الوطن، ويتم العمل من الآن وإعدادهم لكأس العالم 2026م، ويكون بإشراف أكاديميين ومسؤولي تغذية وصحة وعلم اجتماع وكادر طبي، ما عدا ذلك فلن تشاهد عيونكم منتخبا مميزا كما كان في الماضي لن ولن يعود من جديد. * ماذا عن الحكام المحليين وعودتهم للمشهد من جديد؟ * الحكام المحليون لديهم قانون يعملون به كما الحكام الأجانب، ولكن مشكلتهم الضغوط ونظرة المجتمع الرياضي والتشكيك في نزاهتهم، أي خطأ من الحكم السعودي يضعونه على الميول، ويدخلون في الذمم، ما جعل الحكم المحلي يسير إلى طريق الفشل، مع العلم أنه يبدع خارجيا وينال العلامة الكاملة غالبا. * تقنية «VAR أثارت جدلا كبيرا، ما تقييمك لها؟ * تقنية VAR كأي تقنية في الحياة، تساعد على دقة العمل مثلها مثل تقنية الرصد الآلي أو جهاز الاتصال أو أي تقنية علمية، ولكن المشكلة ليست في ال VAR المشكلة في الذي يقف خلفها في الغرف المغلقة، فالقرارات متباينة، والحالات متناقضة، ودور الحكام غير واضح حتى الآن مع طريقة تنفيذ ما يطلب منه، فأنا لا أعلم هل القائمون على التقنية الجديدة متدربون أم أن خبرتهم قليلة؟ فما زال وضع العمل بها غير واضح، أما التقنية كأداة فهي بالتأكيد ستساعد وتقضي على كثير من الحالات الجدلية. o ما رسالتك لرئيس هيئة الرياضة؟ * أولاً أدعو الله أن يوفقه ويساعده في مهمته والأمانة التي يحملها أمام الله وأمام ولي الأمر، وأوصيه باختيار الأشخاص المخلصين والأمينين لخدمه الوطن ورياضته في مختلف المناطق والمدن، وألا يكون الاهتمام منصبا فقط على الأندية الكبيرة والمدن الرئيسة، فجميع الأندية في جميع المحافظات تتمنى من سمو رئيس الهيئة الدعم والتطوير والتحفيز لما يخدم رياضة وطننا بمختلف ألعابها، والله يوفقه ويساعده ويرزقه بطانة من حوله تساعده على العمل وخدمة الوطن.