لا قيمة إطلاقاً لقرار دونالد ترمب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، فهذا القرار يمكن وصفه بأنه: "إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق" هناك قرارات دولية بأن هذه الهضبة هي أرض محتلة وأنه جرى احتلالها في يونيو عام 1967 وعلى غرار احتلال الضفة الغربية كلها حتى نهر الأردن ومن ضمنها القدسالشرقية التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ومنطقة البراق وأيضاً مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة القيامة. وبالتأكيد فإن ترمب كان يجب أن يكون دقيقاً في قراراته وتصرفاته وأنْ لا يقدم على خطوات اعتباطية وارتجالية كهذه الخطوة التي ستترتب عليها تعقيدات كثيرة، وبخاصة في مجال العلاقات العربية - الأميركية، وحيث هناك تزاحم دولي على هذه المنطقة الإستراتيجية والتي من المؤكد أنها ستبقى إستراتيجية ولفترة طويلة بحكم عوامل متعددة وكثيرة. ربما أن ترمب أراد من إقدامه على هذه الخطوة الارتجالية ضمان فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري بعد أسبوعين لكن المفترض أن رئيس دولة بحجم الولاياتالمتحدة ومكانتها لا يتصرف بهذه الطريقة الارتجالية التي أقل ما يمكن أن يترتب عليها هو أن هذا الإرهاب الذي يضرب هذه المنطقة والعالم بأسره سيجد مبرراً لتسويق نفسه على بعض الذين ينتظرون حجة كهذه الحجة. إن ترمب يعرف أن العرب كلهم، حتى بمن فيهم الذين "يُحْسَبون" على إيران وأيضاً على روسيا الاتحادية والصين، يريدون علاقات صداقة ومصالح مشتركة مع الولاياتالمتحدة، لكن لجوءه إلى مثل هذه المواقف والقرارات الارتجالية يجعل حتى أصدقاء أميركا يصبحون محرجين تجاه أنفسهم وتجاه شعوبهم، وهذا يفرض عليهم مواقف لا يريدونها، وبخاصة أن هذه المنطقة تمر بظروف دقيقة بالفعل وبالغة الخطورة. وهكذا فإنه ما كان على ترمب أن يتصرف بهذه الطريقة، وكان على "عقلاء" إدارته أن يفهموه أن التلاعب بأمور خطيرة كهذه ستكون عواقبه شديدة الخطورة حتى وإن فاز بنيامين نتنياهو بهذه الانتخابات الإسرائيلية التي من المقرر أن تجري بعد أسبوعين، وحيث إن فوزه سيضيف عبئاً جديداً على هذه المنطقة التي تعاني من أعباء أخرى كثيرة.