التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد الأسر من صالح الأعمال التي حثت عليها الشريعة؛ لما يترتب عليها من صلة الرحم والتقارب بين الأسر، وجاءت شريعة الإسلام بالحث على القيام بحق القرابات، وكلما كان المرء أقرب كان حقه أعظم وأكبر لذا فإن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبدأ بإنذار عشيرته وأقاربه فقال تعالى: (وأنذر عشيرتكم الأقربين) وجاء عن أبي رمثة قال: جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ فقال: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسنِ صَحابَتي؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أبُوكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَ». وكان من جميل ما استحدثته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية - ومنذ عقود- إنشاء الصناديق العائلية، ويعدّ الصندوق العائلي مؤسسة أهلية، وتطبق عليه الأحكام المنصوص عليها في هذه القواعد. مع مراعاة ما نصّ عليه النظام من أهداف، حيث تحدد اللائحة الأساسية الأهداف التي يقوم عليها الصندوق، ولا يجوز له تجاوز تلك الأهداف إلا بموافقة الوزير أو من يفوضه، ويهدف بشكل عام إلى تعزيز صلة الرحم، وبثّ روح التكافل والتآلف والرحمة بين أفراد العائلة، وإصلاح ذات البين، والتعاون على البر والتقوى، والمساهمة في تنظيم أوجه الإحسان بين أفراد العائلة. نصّت تعليمات الوزارة أنه يشترط في طالب أو طالبي التأسيس الآتي: أن يكون سعودي الجنسية. وألا يقل عمره عن ثمانية عشر عامًا. وأن يكون كامل الأهلية، أخيرا، ينتسب للشخص الذي باسمه الصندوق. ويكتسب الصندوق الشخصية الاعتبارية من تاريخ صدور قرار الوزارة بالموافقة على إنشائه، ومن أبرز القواعد والأحكام المنظمة لإدارة الصندوق أن يشكل له مجلس أمناء وتحدد اختصاصاته، وآلية تعيين أعضائه، وأن يكون للصندوق تمثيل أمام الجهات الأخرى، ويبين الحالات التي يمكن فيها حلّ الصندوق حلّاً اختيارياً، ويشتمل أيضاً على بيان تفصيلي بالشؤون المالية، بما يشمل: الموارد المالية للصندوق سواء كانت أموالاً مخصصة له من الأوقاف أو الاشتراكات إن وجدت، وآليات الصرف وطرق المراقبة على أموال الصندوق ونحو ذلك. ومما سبق يظهر ما تمثله الصناديق العائلية من وعاء رسمي ونظامي يساهم في تعزيز الأواصر وتمنية البلد والرفع من مستوى أفراد الأسر والعوائل لاسيما إذا تولى الإشراف عليها من يحمل همّ أسرته ويسعى لتحقيق الريادة والرقي، والواقع يشهد بنجاح كثير من الصناديق العائلة ومساهمتها في برامج مجتمعية مميزة مثل: تحقيق التكافل ورعاية الأرامل والأيتام من أفراد العوائل. وتقديم القروض والتفريج عن المكروبين والمسجونين. وأيضاً تكريم المميزين دراسياً أو حفظ كتاب الله على مستوى العائلة. وغيرها مما يمكن أن ينفذ من البرامج، ويتحقق عن طريقها مكاسب اجتماعية وقيمية كبيرة، وهذا باب خير وبر وصلة، ومن بدأه فسينال بفضل الله أجر المبادرة وسنّ السنة الحسنة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: « من سَنَّ سُنَّةً حسَنةً، فعُمِلَ بها بعدَهُ كان له مِثْلُ أجْرِ مَن عمِلَ بها مِن غيْرِ أنْ يَنقُصَ من أُجورِهم شيء..».