الرثاء الصادق الصادر من القلب، أقوى علامات النُّبل والوفاء، وأجمل ما يُقَدِّم الأديب للجيل الجديد من أزكى الخصال والصفات التي تحلّى بها الراحلون، ليفوح عبيرها الزكي في أرجاء المجتمع، ويُعطّر أجواء الشباب بأفضل المواقف والأخلاق ليتشربها الجيل الجديد وتسري في خلاياه وحناياه، ويُثبت أنّ (الدنيا بخير)، وأن مجتمعنا يتعطّر بالوفاء ويحفظ للفضلاء ما قدّموا من خير وجمال، وصبر وكفاح، وما حفروا بجدهم وإخلاصهم وسمعتهم الطيبة من محبة الناس والوصول للنجاح، وتقديم القدوة العملية لشباب اليوم في الوصول إلى مراتب العُلا والفلاح عبر جسور الأعمال الصالحة، والكفاح الصابر المخلص المثابر، الذي يحقق للجيل الجديد - مع النجاح المشهود- حُسْن السيرة، وجمال السمعة، وطيب الذِّكر. وهذا ما يُشِعُّهُ الأديبُ الفاضل مربي الأجيال الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف، الذي حقّق الرقم القياسي في رثاء الراحلين من فضلاء المجتمع السعودي عبر رثاء أدبي يذكّر بصفاتهم النبيلة، ويُعطّر المجتمع بأخلاقهم الجميلة، ويخلد أسماءهم في الذاكرة الاجتماعية لتكون كالنور الذي يُضيء جنبات المجتمع، وينشر شذى الفضائل والأخلاق وعبق الوفاء في أرجاء وطننا الحبيب الذي يُقدِّر الفضلاء أحياءً وأمواتاً، ويحفظ سيرهم ومآثرهم، ويُرسخ قواعد الأصالة والوفاء والشهامة في أرض المجتمع. هذا بعض ماقام به الأديب النبيل عبدالعزيز الخريف في تأليفه ذلك السِّفْر الكبير (فقد ورثاء)، الذي يتكون من أربعة مجلدات ضخمة، مُضَمَّخة بالوفاء الصادق، مُعطرة بحب الخير ونشر مكارم الأخلاق، وتوطيد دعائم النجاح القائم على الجد والإخلاص بذكر وتوثيق ما تميّز به أعلام مجتمعنا من جد وصدق وكفاح ومكارم أخلاق. السِّفرُ الكبير الذي أنجزه الخريف نادر حقا في مجاله، شامل في عرضه، تفوح منه روائح الوفاء الصادق كما تفوح العطور من أجمل الزهور، ويشع فيه حُبّ الصالحين المخلصين كما يشع النور من الشمس في رابطة النهار. (فقد ورثاء) شمل رثاء أكثر من 500 إنسان وإنسانة في مجتمعنا الكريم، مُحقِّقاً رقماً قياسياً في الكم والكيف، إذ إن مؤلفه موسوعي الثقافة، غزير العلم، كثير المصاحبة والمصادقة لفضلاء الناس، فدوّن ما عرفه عنهم بكل محبة وتقدير وحزنٍ على الرحيل. إنه لا يُشبه (ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان) فقط، بل يمتاز عنه بصدق الوفاء وعبق العطاء. قدّم لهذا السفر الجميل الوزير الراحل عبدالعزيز الخويطر - رحمه الله - مقدمة جميلة تُثني على المؤلف الكريم، وتُقدّر ما أنجز عن عمل جليل، وتذكر ما قام به الأستاذ الخريف في مجال التربية والتعليم من تخريج أجيال يفخر بهم الوطن، وختم ذلك الأديب الكريم عبدالعزيز الصالح الرشيد مُشيداً بمعدن الوفاء والشهامة لدى المؤلف الكريم والمربي القدير الأستاذ (عبدالعزيز الخريف) جزاه الله كل خير.