رائعة هذه الأجواء الجميلة الباردة التي نعيشها هذه الأيام من فصل الشتاء والتي أنظر لها بأنها تحفز وتشجع على النشاط والحركة وليس الخمول والكسل كما يعتقد البعض، يأتي الشتاء بعد شهور طويلة صيفية نعيشها كل عام ويحمل معه التفاؤل والجمال والفرح والسعادة وحرص كثير من الناس على تغيير الأجواء والخروج إلى البر والاستمتاع بالهواء الطلق العليل وغيره من الأماكن التي يختارها كل واحد منا ويرى فيها سعادته وسروره، كما أن التفاؤل مطلوب في كل وقت وليس مرتبط بحركة وتغير المناخ والفصول الأربعة. يبدأ أبناؤنا وبناتنا -وفقهم الله وحفظهم- فصلهم الدراسي الجديد بعد هذه الإجازة القصيرة الممتعة وهم يحملون روح التفاؤل المطلوبة والتي سوف تساعدهم في تحمل مسؤولياتهم الدراسية وإنجازها على الوجه المطلوب بإذن الله. غرس التفاؤل في نفوسنا مع التغيرات المجتمعية والأحداث العالمية السريعة مطلوب جدا كي يساعد كل واحد منا في إنارة مساره الحياتي لكي يحقق أهدافه التي رسمها ويحلم أن يراها أمامه تتحقق. ديننا الحنيف يدعونا إلى النظر في أمور حياتنا كلها بتفاؤل وعدم القنوط وأن نحسن الظن بالله دائما في جميع الأحوال وهذا مجرب، وسوف يرى كل الخير وكل مايتمناه يتحقق ولكن بقليل من الصبر. الدراسات العلمية الأخيرة تؤكد هذا المسلك التفاؤلي على صحة البشر من خلال الحقائق المثبتة حديثا والتي تشجع وتدعم روح التفاؤل وتدعو إليه لكي ننعم بحياة نفسية وجسدية مستقرة وسليمة. انظر إلى الأمام دائما واستفد فقط من الماضي ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها واجعلها في إطارها المحدد لها، كما أن الإقدام على كثير من أمور حياتنا مطلوب ولكن بتروٍّ وفي حدود معينة مدروسة معروفة العواقب ولو بشكلها العام حتى تكون الصورة واضحة ولو بشكل نسبي، وطبعا قبل أي إقدام على أي أمر لابد من الاستعانة بالله تعالى أولا وأخيرا. كثير من الناس يبحث عن التفاؤل ويريده أن يكون متواجدا في حياته دائما ولكن يصطدم بمنغصات الحياة اليومية وهنا مطلوب أن يعود نفسه على تقبل كثير من الأمور وأن يستفيد منها لصالحه بالنظر للجوانب الإيجابية فيها أكثر من السلبية.