عندما تضعف الإرادة في النفس البشرية يصاب الإنسان بالإحباط والشعور بالخيبة وتحطم الآمال حيث تتكدس النفس البشرية ويعيش الإنسان في بوتقة الحزن فيصاب باليأس الذي يكون بمثابة القيد الحديدي الصعب المراس الذي يمنع صاحبه من حرية الحركة فيتقوقع في مكانه غير قادر على العمل والمبادرة إلى تغيير الواقع الذي يعيش فيه بسبب سيطرة اليأس حيث القلق والهموم وفقدان الأمل في تغيير الحال وهذا هو القنوط واليأس من رحمة الله الواسعة حيث حذرنا الله جل وعلا من ذلك في دستورنا الصادق حيث قال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) فاليأس مرض خبيث يقعد الهمم ويصيب الإنسان بالقنوط حيث يدب اليأس في روع الإنسان فيصبح أسيراً لهمومه وأحزانه وقد يتطور الأمر إلى عدم المحاولة لتطوير الذات والبحث في مجال الابتكار والإبداع لسيطرة اليأس عليه فيصبح أسيراً لهمومه وأحزانه المقلقة مما يجعله يجلد ذاته ويندب حظه العاثر. فالإنسان معرض في حياته لأنواع الإحباط والفشل والتجارب القاسية ولكن تلك التجارب هي اللقاح الذي يوقظ الأمل في النفس البشرية للبحث عن أسباب الفشل لتجنبها فالإحباطات التي تصيب الإنسان والتجارب الفاشلة التي يمر بها الإنسان هي الطريق إلى النجاح فالقنوط واليأس هي حيلة العاجز التي يلجأ إليها في مواجهة الصعاب فلا يأس في حياة المسلم ولا قنوط حيث قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله" فالأمل والتفاؤل من صفات المؤمنين والقنوط واليأس من صفات الكافرين فحري بكل مسلم أن يتفاءل وألا تضيق نفسه بالخطوب والملمات فهي طريق الأمل والنجاح يقول الشاعر معللاً نفسه: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فما أجمل أن يعيش كل منا يومه في فرح وسعادة غامرة وتفاؤل دائم مهما كانت الملمات والخطوب فغداً فجر جديد يحمل في طياته الفرح والسعادة وغداً طريق ممهد للنجاح ولكن لتحقيق ذلك فلابد من المحاولة لتحسين وتطوير الذات فتكرار المحاولة تلو الأخرى ينبثق عنه أمل جديد يحصن النفس البشرية ضد خطوات الفشل ويعمق فيها روح المنافسة لتحقيق الأمل المنشود، وفق الله الجميع لما فيه الخير وعلى دروب الخير نلتقي. الرياض