اختار الفنان التشكيلي حسين التمّار لنفسه الطريق الفني الذي يبعد عنه قلق وخوف الألوان، فرأى في فن «السكب» المساحة المفضلة لديه. «الرياض» أمضت بعض الوقت إلى جوار التشكيلي التمار في ردهات مهرجان تمور الأحساء المصنعة «ويا التمر أحلى 2019»، الذي تنظمه أمانة الأحساء بشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث كان يعيش لحظات الإبداع الفني والناس تصطف حوله لترى كم للريشة من أثر في خلق الإبداع والجمال. أوضح حسين أنه مهتم بالفن التكعيبي، وفن «السكب» أحد الفنون التجريدية لما يحمله من عشوائية وأشكال هندسية، فيقوم وعبر سكب الألوان بإدخال عناصر جمالية لاكتشاف عناصر تعبيرية جديدة. ويرى التمار أن فن السكب يمنح الحرية للفنان، ويبعد عنه – على حد تعبيره – الرهبة أو الخوف من اللون أو إتلافه لوحته، كما يمكنه من دمج عدد من الألوان من دون الالتزام بالتركيز على لون معين أو درجة معينة. ويشير إلى أن الفنانين يخشون دوماً من خروج اللون خارج اللوحة، فيما يرى هو أن كثرة الألوان في لوحة فن السكب تزيدها جمالاً. وعن طريقة السكب شدد على أهمية الإلمام بالطريقة المثلى لهذا الفن، معتبراً أن العشوائية في السكب لا تنتج عملاً فنياً، بل إن المشاهد سيكتشف أن اللوحة ليست ذات قيمة فنية، مبيناً أن كل عملية سكب للألوان يقوم بها تحمل دلالة معينة، ومن ذلك لوحته التي عنونها ب»انفجار المشاعر» عبر سكب الألوان في قمة رأس الإنسان. واعتبر التمار مهرجان تمور الأحساء فرصة ثمينة للتشكيليين في الأحساء للتعريف بأنفسهم للمجتمع عبر الرسم الحرّ أمامهم، كما يمنحهم فرصة نادرة لعرض إنتاجهم الفني عبر معرض عبير الأحساء الذي يحظى بدعم وتشجيع من صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي حرم سمو أمير المنطقة الشرقية. التمّار خريج قسم التربية الفنية في جامعة الملك فيصل يرى أن الدراسة الأكاديمية وحدها لا تخلق الفنان، لكنها تعطيه مفاتيح الفنون، ويتبقى على التشكيلي أن يطور نفسه ذاتياً، «فاجتهاد الفنان الذاتي والتدريب والممارسة تصقل موهبته وتوصله إلى مراحل متقدمة»، مشدداً على أهمية التطوير الذاتي للفنان. لوحة «انفجار المشاعر»