ضمن المناضلين من أجل حماية البيئة تأتي تجربة الفرنسي "سيريل ديون Cyril Dion" الكاتب والشاعر والمخرج السينمائي من مواليد العام 1978. هذا المخرج خريج مدرسة الدراما والذي قام مع بيير رابي الداعي للتسامح والسلام العالمي بتأسيس الحركة البيئية المسماة "الطائر الطنان Colibris 2007 والتي مقرها فرنسا، ثم والأهم قيامه 2015 مع الممثلة ميلاني لوران Mélanie Laurent بإخراج الفيلم السينمائي المسمى "غداً Demain" الذي فاز بجائزة سيزار كأفضل فيلم وثائقي، حيث قام المخرجان لوران وسيريل بالسفر مستكشفين حول العالم لتغطية التجارب والمبادرات المميزة التي نجحت في التوصل لها المجتمعات الصغيرة والتي ألهمتها ظروفها البيئية لإيجاد حلولها الخاصة والواقعية التي أثبتت فعاليتها في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية في القرن الحادي والعشرين، سواء كانت في مجالات الزراعة، والطاقة، والاقتصاد، والتعليم، والحكم. فيلم "غداً" مذهل بحق في تفاؤله، وقد حصل على اهتمام مليون مشاهد في السينما بفرنسا وحدها، وتمت دبلجته ليعرض في أنحاء العالم، وقد نجح الفيلم في أن يخلق تياراً إبداعياً عالمياً ألهم المجتمعات للنظر بعين جديدة وبأمل في المشكلة الكارثية للأرض، وفتح المخيلات للمزيد من الابتكار للخروج من هذه الأزمة. في لقاء تليفزيوني مع سيريل ديون بمناسبة الاضطرابات في فرنسا احتجاجاً على الضرائب الإيكولوجية نادى مخرج "غداً" بأن تقوم جماعات السترات الصفراء Gilets Jaunes بالتضامن مع حماة البيئة والخروج في تظاهرة مشتركة يطالبون فيها بحماية البيئة والحد من التلوث، كما أيد الدعوة لإجراء استفتاء للشعب الفرنسي وتقصي مدى استعداد أفراد الشعب على اختلاف طبقاتهم لتأييد حماية البيئة. وشجع على النظر بإبداع للمشكلة وإلهام الشعوب بحلول مبتكرة مثل تلك التي بحث فيها وغطاها في فيلمه، على أن تنبع الحلول من احتياجات ذاتية لكل مجتمع وتصب بالنهاية في إنقاذ الأرض عامة. ولقد استشهد بالدراسات التي أفادت بأنه ما لم تتخذ الإجراءات للحد من الإساءة للبيئة فإنه في العام 2040 من المتوقع أن ترتفع حرارة الأرض درجتين عن المعدل الحالي، هذا الارتفاع سيؤدي لذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي مما سيؤدي لإطلاق كميات كبيرة من الماء وإطلاق كميات من الغاز في الجو وتسريع ارتفاع حرارة الأرض مما سيؤدي لكوارث وأوضاع جوية وبيئية خارجة عن كل سيطرة وفي ذلك هلاك للبشر عامة. بالنهاية فإن الحل الأهم متيسر لدول الشرق المشمسة، حيث يتلخص مبدئياً في الاعتماد على الطاقة الصادرة عن الشمس والرياح والتي لا تنتج عوادم تزيد من التلوث المهدد لمصير الأرض. معركة هي الأهم ربما في تاريخ البشرية ونأمل أن نخوضها بقلوبنا وبوعي بالتكليف الإلهي كخلفاء في الأرض.